۱۱۹۶مشاهدات
رمز الخبر: ۴۵۳۸۰
تأريخ النشر: 06 May 2020

يمر الرئيس الامريكي دونالد ترامب في ظروف لا يحسد عليها بالمرة، فهو محصور بين ازمتين قد تطيحا بحظوظه بالفوز بولاية ثانية في الانتخابات التي ستجري نهاية هذا العام، دون ان تلوح اي انفراجة في هاتين الازمتين.

الازمة الاولى، هي التداعيات الكارثية لوباء كورونا التي تحيط بترامب من كل جانب بعد ان نسفت خلال شهرين بكل ما اعتبره انجازات اقتصادية حققها خلال السنوات الثلاث الماضية، بالاضافة الى عجز المختبرات والمؤسسات الطبية في امريكا الى الان عن اكتشاف لقاح لفيروس كورونا، يمكن ان يقلل من الخسائر البشرية بعد ان تحولت امريكا الى اكبر بؤرة للفيروس في العالم.

امام هذه الكارثة الكبرى لم يجد ترامب سوى الهروب الى الامام عبر القاء اللوم على منظمة الصحة الامم المتحدة مرة وعلى الصين مرات، عبر اتهام الاولى بانها تحابي الصين ، ويتهم الثانية بانها قامت بتصنيع الفيروس، الذي اسفرت عن اصابة نحو مليون 300 الف شخص وموت نحو 70 الف اخرين، حتى ان ترامب اعترف بوجود مقابر جماعية في امريكا لضحايا كورونا.

محاولات ترامب ماتت وهي بالمهد، فاتهامه للصين بانها هي من صنعت الفيروس كورونا، رفضته تقارير وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية التي اكدت ان الفيروس ليس من صنع الانسان بل من صنع الطبيعة، بل ان هناك تقارير لمنظمة الصحة العالمية تشير الى احتمال ان يكون فيروس كورونا ظهر في فرنسا في شهر كانون الاول من العام الماضي، الامر الذي ستكون نتائجه كارثية على ترامب الذي يحاول ان يلقي مسؤولية سوء ادارته على الصين ولكن دون جدوى.

اما الازمة الثانية، فهي الازمة التي اختلقها ترامب لنفسه وهي خروجه من الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة 5+1 ، وقام بفرض عقوبات احادية الجانب لدفع ايران للاستسلام والرضوخ لمطالبه للتوقيع على اتفاق جديد وفقا لشروط ترامب، ولكن مازالت ايران تقاوم ولم يحقق ترامب ايا من اهدافه من وراء الخروج من الاتفاق.

الامر الذي زاد من مشاكل ترامب مع ايران، انه ووفقا للاتفاق النووي فان حظر بيع السلاح لايران سيرفع بعد شهور قليلة، الامر الذي اصاب ترامب بالجنون، فهو خرج من الاتفاق ولا يحق له ان يفرض رايه على الدول التي التزمت به مثل روسيا والصين والماني وفرنسا وبريطانيا، لذلك بدا يمارس الضغوط على مجلس الامن والدول الاوروبية لاستصدار قرار يمنع بيع الاسلحة لايران، وهي محاولات لن تنفع ترامب بشيء، لانه سيواجه بفيتو روسي وصيني، كما سيواجه اعتراض الدول الاوروبية التي لطالما الحت على ترامب بعدم الخروج من الاتفاق .

لم يشعر ترامب ان حظوظه بالفوز بفترة رئاسية ثانية باتت متدنية من قبل كما هو اليوم، فليس له من انجاز داخلي او خارجي يمكن ان يواجه به منافسه الديمقراطي جو بايدن، بعد ان كان يتباهى بمنجزاته الاقتصادية و سياسة العقوبات القصوى ضد ايران، بينما يمتلك بايدن سجلا اكثر اشراقا من ترامب لانه كان الى جانب الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما من مهندسي الاتفاق النووي بوصفه نائب رئيس الجمهورية، كما ان له باعا طويلة في مجال رعاية المراكز الصحية والعلاجية.

المصدر: شفقنا

رایکم