۴۲۴۵مشاهدات

الامام علي (ع)..القرآن الناطق والحق الصادق والعدالة السماوية

رمز الخبر: ۴۵۳۳
تأريخ النشر: 17 June 2011
شبکة تابناک الأخبارية - جميل ظاهري: يصادف  يوم غد الخميس الثالث عشر من شهر رجب المرجب ذكرى ميلاد وليد الكعبة والقرآن الناطق والحق الصادق والعدالة السماوية وسيد الموحدين الامام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام ، وما أحلى أن يصف هذا اليوم حفيده والسائر على نهجه في رفض الظلم والعبودية لغير الله سبحانه وتعالى منذ نعومة اظفاره الامام الخميني /قدس سره/ حيث يقول:- "هذا اليوم هو يوم عيد ميلاد علي بن أبي طالب سلام الله عليه. هو الذي كان كاتب الوحي وأمينه وبولادة مولود هذا اليوم العظيم، ظهر –على وجه الغبراء– مفسّر القرآن ومفسّر السنة النبوية. وبوجود هذا المولود المبارك استحكمت حماية الوحي ولا شك أن إكمال البعثة وإتمام الدعوة النبوية كان بوجود وظهور هذا المولود العظيم. وعلينا أن نقول: إن فتح باب الوحي وتفسير الوحي واستمرار الوحي بوجود هذا المولود المقدس. و لذا فإنني أهنئ الأمة بهذا اليوم الذي هو في الحقيقة يوم البعثة ويوم الولاية ويوم النبوة ويوم الإمامة" (صحيفة النور ج14ص226).

فهو أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف سلام الله عليهم اجمعين، وابن عم الرسول الأعظم صلَّى اللَّه عليه وآله وسلم، وأول من لبَّى دعوته واعتنق دينه، وصلّى معه.

هو أفضل هذه الأمة مناقباً، وأجمعها سوابقاً، وأعلمها بالكتاب والسنة، وأكثرها إخلاصاً لله تعالى وعبادة له، وجهاداً في سبيل دينه، فلولا سيفه لما قام الدين، وما أندحرت صولة الكافرين.

هو الذي  لم تعرف الإنسانية في تاريخها الطويل رجلاً - بعد الرسول الأعظم (ص) أفضل من علي بن ابي طالب (ع) منزلة ومقاماً ورفعة وكرامة وسخاءاً وعدالة وجهاداً و.. ولم يسجّل لاحد من الخلق بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من الفضائل والمناقب والسوابق، ما سجّل لعلي (ع) .

 فكيف تحصى مناقب رجل كانت ضربته لعمرو بن عبد ود العامري يوم الخندق تعادل عبادة الثقلين، وكيف تعد فضائل رجل اسرّ أولياؤه مناقبه خوفا، وكتمها أعداؤه حقداً، ومع ذلك شاع منها ما ملأ الخافقين، وهو الذي لو اجتمع الناس على حبه - كما يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم "لما خلق الله النار".

والحديث عن سيف العدالة السماوية ووصي الرسول (ص) دون فصل أمير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (ع) طويل لا تسعه المجلدات، ولا تحصيه الأرقام، فكيف بمقال قصير مثل هذا أو كاتب حقير مثلي ، حتى قال ابن عباس "لو أنّ الشجرَ اقلامٌ، والبحرَ مدادٌ، والإنس والجن كتّاب وحسّاب، ما أحصوا فضائل أمير المؤمنين عليه السلام".

وفي هذا الاطار يقول الامام الخميني /قدس سره/ ايضاً:"لا يمكن توصيف مولود هذا اليوم، فكلما وصفوه بعيدا عن شأنه ومجده وكلما قال عنه العرفاء والفلاسفة والأدباء وغيرهم لا يحوي خلال سوى جزءاً يسيراً من تعريفه، إنهم غالبا يتطرقون إلى أمور يدركونها وما لا ندركها كثير ولا تصل إليها أفكار الفلاسفة والعرفاء والعلماء ولذا علينا أن نقدم اعتذارنا لمقامه المبارك ونطلب منه عذر التقصير فنحن قاصرون ولا يمكننا بيان كمال الإمام علي علـيه السلام وعظمته" (صحيفة النور ج19ص135).

فقد ولد الامام علي عليه السلام بمكة المكرمة وفي جوف بيت الله الحرام  يوم الجمعة الثالث عشر من شهر الله الأصم رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة وعشر سنين قبل البعثة النبوية المباركة ، خصوصية لم يخصها الله سبحانه وتعالى لاحد من خلقه لا من قبله ولا من بعده مما يدلل على المكانة الرفيعة لهذا العبقري العظيم لدى الخالق المتعال واجلالاً له واعلاءً لرتبته واظهاراً لتكرمه ولما يمثله من دور ريادي في بلورة الحق والحقيقة والعدالة السماوية حتى قال عنه الرسول الأكرم "علي مع الحق ، والحق مع علي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض" كما رواه كبار علماء العامة والخاصة .

وهو المصداق الكامل والبارز والوحيد لقوله تعالى ..إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) - المائدة/55.

لا يتمكن أي أحد من الخوض في الأبعاد المعنوية لأمير المؤمنين (ع) بكل ما للكلمة من معنى ، ولكنه يمكننا استعراض بعض الأبعاد المادية والاجتماعية لهذا الرجل العظيم الذي لم ينصفه حتى بعض شيعته فكيف باعدائه الذين اخذوا يحسدونه ويكيلون عليه الحقد الدفين منذ لحظة ولادته وحتى استشهاده المظلوم ولم يكفهم كل ما حملوه من مصائب ومتاعب طيلة حياته الكريمة حتى واصل هؤلاء الطغاة وأحفادهم وأنصارهم وشياطينهم من ملاحقة شيعته وابنائه ومحبيه طيلة القرون الماضية يستبيحون دماءهم ويهتكون أعراضهم ويعذبونهم باشد أنواع العذاب والظلم ويسلبونهم حتى أبسط حقوقهم وما نشاهده اليوم ما يجري على شيعة الامام علي (ع) في البحرين والعراق واليمن من ظلم واضطهاد وعنف وارهاب ودموية دليل بارز على احقاد أمية وسفيان وبني العباس على آل الرسول(ص) وعلي (ع) حتى اليوم.

فبشخصيّته الشمولية المتميزة في زهد الدنيا وزبرجها  ، ورأفته واهتمامه البالغ بمصالح المسلمين ، والايمان والعقيدة الراسخة التي كان يحملها ، والعبودية والفناء المطلق بكل ما من معنى للكلمة في ذات الله سبحانه وتعالى ،وطاعته المطلقة للرسول(صلى الله عليه وآله)، يشير الى انه ليس كمثله رجل أو شخصية يشهدها التأريخ البشري الماضي منه والحاضر والمستقبل ، شخصية فريدة من نوعها بكل أوصافها وخصوصياتها وأركانها وأبعادها وهذا ما يحمل السائرين على نهجه القويم والصراط المستقيم مسؤولية كبيرة جداً لا حدود لها .

ولذا يجدر بشيعته وانصاره وجميع الذين ينتسبون لمثل هذا القائد المغوار والقدوة  الفذة أن يقتدوا بسيرته ويستنيروا بارشاداته في خضّم الفتن والتحديات التي تواجه كيانهم وتراثهم وأبناءهم وأمتهم الاسلامية ومن هذا المنطلق نرى أن الامام الخميني /قدس سره/ ومن سبقه ومن جاء ويأتي من بعده  من كبار علماء المسلمين الشيعة وقادتها يؤكدون على الدوام على وحدة الصف الاسلامي في مواجهة ومقارعة الطغاة والظالمين والاستعمار والمنافقين والملحدين والوهابيين والارهابين والمنحرفين.
رایکم