۸۶۲مشاهدات
رمز الخبر: ۴۵۲۸۹
تأريخ النشر: 03 May 2020

على حافة وهم صفقة لتهويد الجولان السوري المحتل وتهجير من تبقى من اهله، يقف دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو واتباعهما، مطلقين ما سمي بصفقة ترامب التي تبعها اجراءات قهرية تمارس بشكل ممنهج ضد اهالي الجولان، فمنذ جريمة اعتراف الولايات المتحدة بالجولان السوري كجزء من الكيان الغاصب، اخذت الخطوات تتسارع في الكيان لتهجير أهله، في محاولة للاستفادة من مشروع ترامب وصفقته، مستغلين انشغال الدولة السورية بالحرب على الارهاب.

وعلى وقع غضب اهالي الجولان من كل تلك المشاريع، وتوحد موقف الجميع على قاعدة الرفض والعمل لاسقاط الصفقة المشؤومة، وما نتج عنها من مشروع التوربينات الهوائية الخاصة بتوليد الكهرباء في اراضي الفلاحين في الجولان المحتل، اكدت مصادر اهلية في الجولان ان مجهولين أحرقوا مروحتين من ( الطوربينات الهوائية المخصصة لتوليد الكهرباء ) كانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي احضرتهما لتنفيذ مشروع المراوح في أراضي اهالي الجولان.

وأفادت معلومات متقاطعة بأن اربعة طواقم إطفاء هرعت لإخماد النار في الرافعتين، واكدت ان إحدى المراوح تم إحراقها بشكل كامل وتصل قيمتها إلى ثلاثة ملايين يورو، والثانية تم إحراق نصفها وتصل قيمتها إلى عشرة ملايين يورو. وبحسب المعلومات فقد جلبت سلطات الاحتلال المراوح منذ حوالي اربعة شهور تقريباً إلى المنطقة الواقعة جنوب قرية بقعاثا المحتلة. واكدت المصادر ان "عملية إحراق المروحتين رسالة إلى سلطات الاحتلال الإسرائيلي وداعميه بأن مشروع المراوح لن يمر.

منذ ما اعلنه ترامب حول الجولان، تعددت مشاريع الكيان الاسرائيلي، من زيادة عدد المستوطنين فيه، بالاضافة الى مشاريع تستهدف الوضع الاقتصادي للناس، والذي يشكل الرافعة الحقيقية للتضيق على الاهالي وتهجيرهم.

ترامب وشريكه نتنياهو، تخطيا الشرعية الدولية، وبلا منازع، ارتكبوا اوقح ما يمكن ان يرتكب في حق العدالة الانسانية، فالامريكي الذي فتح الباب واسعا امام الكيان، للاعلن عن مشروعين رئيسيين لهما الاثر السلبي على سكان القرى السورية في الجولان، المشروع الاول، التنقيب عن النفط والغاز في القطاع الاوسط والجنوبي من الجولان، واسراع قادة الكيان في منح التراخيص لشركات امريكية للتنقب، كهدية منهم للرئيس الامريكي، والثاني إنشاء مزارع للتوربينات الهوائية لتوليد الكهرباء، ووفقاً لمخطط سلطات الاحتلال، المشروع يقع على مساحة كلية تعادل 3674 دونماً يتمركز على أراضي أهالي قرى مجدل شمس، مسعدة، بقعاثا، ويبعد كيلومتراً ونصف الكيلومتر عن قرية عين قنية. وبحسب تقارير صحفية، فإن المراوح التي يخطط الاحتلال لإقامتها عملاقة ويبلغ طول الواحدة 200 متر، الأمر الذي يضاهي بنياناً شاهقاً مكوناً من 66 طابقاً، لافتة إلى أن إقامة مروحة واحدة يحتاج الى بناء قاعدة من الإسمنت المسلح تزن أكثر من ألف طن على مساحة 600 متر مربع، وهذا بالاجمال سيكون بداية تدمير الزراعة في الجولان، والضغط على الاهالي لترك اراضيهم، كون الزراعة هي المصدر الاساسي لحياة اغلب السوريين في الاراضي المحتلة، الذين يعتمدون على الزراعة التقليدية، عبر الاشجار المثمرة من كرز وتفاح، وسيترك هذا المشروع اثار خطيرة على صحة السكان من ناحية الموجات تحت الصوتية التي ستصدرها تلك المرواح، بالاضافة الى تعرضهم للضجيج المتواصل الذي سيرخي بظلاله على الصحة العامة، اما من الناحية العمرانية فإن ذلك المشروع سيقيد التوسع العمراني في القرى المحتلة، وسيفاقم ازمة السكن، والخطير في المشروع أنه بعيد عن بلدة مجدل شمس فقط 1000 متر، وعن مسعدة 1600، وبقعاثا 1800، الأمر الذي يساهم بزيادة الاكتظاظ في هذه البلدات ومحاصرة أهلها.

إن المزاج العام في الجولان السوري، يتفق على مواجهة هذا المشروع الخطير "حتى لو كلف الارواح"، فصفقة القرن وما تبعها من مشاريع استيطانية او سرقة النفط السوري، اوحتى مشروع التوربينات الهوائية، اطلقت ذراع المواجهة على كافة الاصعدة، منها السلمي المدني، ومنها سيظهر مع الايام، لكن الحقيقة ان المواجهة الفعلية بدأت، والخبر الذي ورد يؤكد انه حتى ولو تنازل العرب عن بضع كرامة متبقية، لن يتخلى الاهالي في قرى الجولان عن حقهم في المقاومة والبقاء وانهاء الاحلام الصهيونية، فإحراق مروحتين في اراضي الجولان المحتل، ما هي الا رسالة واضحة للكيان الاسرائيلي أن يتوقف عن إصدار تراخيص لاستغلال الموارد الطبيعية في الجولان المحتل، وأن تلتزم بالقانون الدولي، ووقف هذا المشروع، كافة انشطة التوسع الاستيطاني في الجولان، والامتناع عن إحداث أية تغييرات في الجولان المحتل، ويعتبر الاهالي ان احراق التوربينات الهوائية، صوت مرتفع بوجه المجتمع الدولي الذي يجب ان يمارس الضغط على الكيان الاسرائيلي، لوقف إقامة مشروع توربينات الرياح، والوفاء بالتزاماتها الناشئة عن الاتفاقيّات والمواثيق الدوليّة لحقوق الإنسان، وحملها على احترام حقوق السكان السوريين في الجولان المحتل.

لا يشك احد ان الولايات المتحدة الامريكية التي تعمل بدوام كامل في خدمة الكيان الاسرائيلي، لا يعول احد عليها على الصعيد الدولي لوقف انتهاكات الكيان ضد اهالي الجولان، فمن يدعي انه زعيم الديمقراطية في العالم، ينتظر المنح الانتخابية التي وعده بها نتنياهو، وما يراهن عليه في افشال هذا المشروع، هم اهالي الجولان المعجونين بصخوره البازلتية الصلبة، والذين يقترب بركان غضبهم من الانفجار أيضاً.

رایکم