۱۵۱۲مشاهدات

غانتس في قبضة العرب

رمز الخبر: ۴۴۵۵۰
تأريخ النشر: 18 March 2020

شبکة تابناک الاخبارية - بدعم من البرلمانيين العرب في الكيان الصهيوني، نجح غانتس في الحصول على الأغلبية اللازمة ليصبح رئيسا للوزراء. الكتلة العربية، التي لديها قائمة مشتركة في الكنيست، وبالرغم من تأكيدها بان لن يكون لها ممثل في تركيبة الحكومة، لكنها وعدت بان تصوّت لغانتس للإطاحة بنتنياهو من السلطة.

في مثل هذه الظروف، فإن الحكومة التي يشكلها غانتس ستكون دولة أقلية تحتاج إلى مجموعة خاصة من الأصوات، أي العرب الإسرائيليين أو المواطنين العرب الإسرائيليين، لتستمر في السلطة. ونتيجة لذلك، يمكن القول بإن استمرار حكم غانتس سيعتمد على أسلوب معاملته للفلسطينيين. من هنا، يمكننا القول إنه حدث تغيير كبير في المجتمع السياسي الإسرائيلي. على عكس عهد نتنياهو إذ كانت كل ممارساته موجهة ضد الفلسطينيين والعرب، فإن الحكومة التي يترأسها غانتس لا يمكنها اتخاذ قرارات رئيسية من شأنها الإضرار بالفلسطينيين، حتى لو كانت على استعداد للقيام بذلك. لأنها ستفقد على الفور دعم القائمة المشتركة.

الكتلة العربية فازت بـ 15 مقعدا في الانتخابات، أي مقعدين أكثر من الانتخابات السابقة، وفي هذه الحالة أصبحت الكتلة، ثالث أقوى حزب في الكنيست. ونتيجة لذلك، من المتصور أن رئاسة غانتس ستفيد العرب والفلسطينيين نوعا ما، ويمكن أن تلبي المطالبات الفلسطينية إلى حد ما.

إن التوجه السياسي أي يسار الوسط لمؤيدي غانتس يجعل حكومته أكثر اعتدالا من حكومة نتنياهو، وبهذا يمكن أن تُخفف بعض التوترات في الأراضي المحتلة. من الأمور التي يجب الاهتمام بها بشأن المستقبل السياسي للفلسطينيين هو ما إذا كان غانتس ملتزما بتطبيق ما يسمى بخطة السلام أو “صفقة القرن” أو مستعدا للتفاوض على خطة أخرى. على الرغم من أن التوجه السياسي للائتلاف الذي يقوده غانتس يختلف عن نتنياهو ويميل إلى يسار الوسط، لكن لا ينبغي أن ننسى أن أحد الأسس الرئيسية لانتخابه كرئيس للوزراء كانت رغبة ليبرمان وحزب إسرائيل بيتنا اليميني، لرئاسة وزرائه.

هذا ونجد بين قادة ائتلاف أزرق أبيض المعروف بانتمائه إلى اليسار الوسط، الشخصيات الرئيسية العسكرية والحربية، بما في ذلك غانتس، رئيس الجيش الإسرائيلي سابقا أو أشكنازي وموشيه يعلون. إن طبيعة سلوكهم وسياستهم تجاه فلسطين والفلسطينيين لا تختلف اختلافا جوهريا عن نتنياهو والليكود. ربما لديهم في بعض النواحي وجهات نظر أكثر تطرفا تجاه الفلسطينيين.

ما يكتسي أهمية في الأحداث الأخيرة هو حاجة الحكومة الجديدة لأصوات العرب التي قد تجعل من الصعب فرض إرادة ومطالب اليهود المتطرفين متى ما شاءوا. في المستقبل، إذا كانت هناك فرصة لغانتس وأنصاره لكسب دعم بعض المقاعد من حزب الليكود ونتنياهو والاستغناء عن حاجته للمقاعد الخمسة عشر من خلال المساومة التجارية والسياسية، قد نرى السياسات الراديكالية ضد الفلسطينيين تستأنف مرة أخرى.

بالنظر إلى الأحداث الجارية في الأراضي المحتلة، يمكن أن نأمل في أن يخرج بنيامين نتنياهو، مثل سلفه، إيهود أولمرت، من الساحة السياسية بتهمة الفساد والرشوة. كانت تصرفات نتنياهو خلال السنوات العشر التي قضاها في منصبه، قاسية ومتطرفة للغاية، ليس فقط في جانب الاحتلال وقتل الفلسطينيين وقمعهم ولكن لممارساته السلبية والخطيرة تجاه إيران.

إنه كان أحد الأشخاص الذين لعبوا دورا فعالا للغاية في إخفاق الاتفاق النووي وإقناع الإدارة الأمريكية بالخروج منه. يرتبط جزء من السياسة الداخلية الإسرائيلية بالتطورات الداخلية الأمريكية. إذا فاز الديمقراطيون في انتخابات العام المقبل، فلا أعتقد أن هناك أي فرصة لنتنياهو ومؤيديه في إسرائيل لاستعادة السلطة. لكن علينا النظر لما سيحدث في الأشهر المقبلة في واشنطن وفي الأراضي المحتلة، وأين ينتهي مصير الحكومة التي سيقودها غانتس في تل أبيب.

المصدر: صحيفة اعتماد

ترجمة: شفقنا

رایکم