۵۹۶مشاهدات
ويخلص مقال مجلة أتلانتيك إلى الزعم أن حشد الغوغاء لا يتطلب من حكومة مودي سوى كلمة واحدة، وأن دفعهم لارتكاب مجزرة ضد أقلية دينية لا يحتاج سوى لتواطؤ الشرطة وأجهزة الدولة.
رمز الخبر: ۴۴۳۴۰
تأريخ النشر: 06 March 2020

نشرت مجلة أتلانتيك على موقعها الإلكتروني مقالا للكاتبة ميرا كمدار تناول بإسهاب ما حدث في مدينة نيودلهي من أعمال عنف دموية ضد المسلمين إبان زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة للهند.

ووصفت كمدار ما أقدم عليه “غوغاء” من الهندوس المسلحين من تقتيل للمسلمين يوم 23 فبراير/شباط المنصرم في العاصمة الهندية بالمذبحة، معتبرة تلك الأحداث “نذير شؤم ودرسا”.

وقالت إن المذبحة وقعت عندما كان ترامب يتناول العشاء مع مضيفه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي. وفي تلك الأثناء كان الهندوس المسلحون في المدينة يضربون ويطلقون النار على المسلمين الذين كانوا يحاولون الدفاع عن بيوتهم وشركاتهم من النهب والحرق.

شرطة تحمي عنف الغوغاء

ولم تقف شرطة دلهي مكتوفة الأيدي فحسب، بل وفرت الحماية للغوغاء. وتؤكد الكاتبة أن مقاطع فيديو أظهرت أفراد الشرطة وهم يحطمون كاميرات المراقبة، ويسخرون من الرجال المسلمين المضرجين بالدماء، الذين أُجبروا على الانبطاح أرضا، ويلتقطون صورا لهم بهواتفهم الذكية ويبثونها على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأوضحت كمدار في مقالها أن هذه المذبحة أعادت إلى الأذهان ما حدث عام 2002 من عنف أودى بحياة نحو ألف شخص –أغالبهم مسلمون- في ولاية غوجارات، عندما كان ناريندرا مودي رئيس وزرائها، وما تعرض له أفراد ينتمون لطائفة السيخ عقب اغتيال رئيسة الوزراء السابقة أنديرا غاندي عام 1984.

وفي كل تلك الأحداث، حصلت الغوغاء على الضوء الأخضر لاستهداف طائفة دينية بعينها من دون أي رقابة من الشرطة، وهو ما يطلق عليه تعريف “المذبحة”.

حكومة تدعم أعمال العنف

ومضت ميرا كمدار في مقالها لتتطرق إلى إقدام حزب “بهاراتيا جاناتا” الحاكم على إجهاض محاولات أطراف هندية لا يروق لها تعامل دلهي مع أعمال العنف ضد الأقليات الدينية.

واستشهدت بمطالبة رئيس وزراء ولاية دلهي آرفيند كيجريوال للجيش للنزول إلى الشارع لحماية أمن الجماهير، ورفض حكومة مودي التجاوب. كما أن الحكومة الاتحادية اضطرت لنقل قاضي محكمة دلهي العليا مراليدار إلى محكمة أخرى في ولاية البنجاب بعد يوم واحد من استدعائه الشرطة لتعنيفها على إخفاقها في رفع شكوى ضد كابيل ميشرا واثنين من السياسيين، وثلاثتهم من أعضاء الحزب الحاكم البارزين.

ورأت كمدار أن رسالة حزب “بهاراتيا جاناتا” تقول بوضوح للقوى الأخرى: “انتخبوا أيا كان، فإننا ما زلنا في السلطة، وخاطبوا الشرطة، فهي تعمل لدينا، واستأنفوا لدى المحاكم، فسنجعل القضاة الذين يطيعون أوامرنا محايدين، وواصلوا معارضتكم، فسنطلق الغوغاء عليكم”.

على خطى النازية

وفي ظل أوضاع اقتصادية يزداد خلالها الفقر في الهند، تقول كاتبة المقال إن العديد من الشبان الهندوس جنحوا إلى التطرف، إذ خضع الآلاف منهم إلى دورات تلقين وتدريب على يد حركة “راشتريا سواياميسفاك سانغ”، وهي منظمة قومية هندوسية متطوعة تابعة لحزب “بهاراتيا جاناتا” تأسست على النمط النازي، وظل ناريندرا مودي عضوا فيها منذ أن كان في الثامنة من العمر.

ويخلص مقال مجلة أتلانتيك إلى الزعم أن حشد الغوغاء لا يتطلب من حكومة مودي سوى كلمة واحدة، وأن دفعهم لارتكاب مجزرة ضد أقلية دينية لا يحتاج سوى لتواطؤ الشرطة وأجهزة الدولة.

وتختم المجلة مقالها بنبرة من تفاؤل خجول؛ إذ تراهن على الشجعان من الهنود لمواصلة احتجاجاتهم السلمية في الساحات العامة؛ “ذلك أنهم يدركون أنه لم يتبق لهم سوى التفافهم مع بعضهم بعضا لإنقاذ جمهوريتهم الديمقراطية، كما أنهم يدركون أن الغوغاء قد يأتون إليهم يوما ما”.

رایکم