يقول الكاتب مايكل بلات في مقال نشرته مجلة ناشونال إنترست الأميركية إن لدى كل من المرشح الديمقراطي بيرني ساندرز والرئيس دونالد ترامب مصداقية تجعلهما محبوبين عند ملايين الناخبين، لكن ترامب يحتاج إلى فهم هذا الواقع وأن يخشى ساندرز.
ويضيف الكاتب أنه حتى الأسبوع الماضي، بدا أن هناك إجماعا من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة على أن معظم النقاشات الديمقراطية كانت مملة جدا، حتى إن ترامب وصفها بأنها كانت “بمثابة مشاهدة الموت”.
وفي حين وصفت المرشحة الديمقراطية إليزابث وارن في النقاشات مايك بلومبيرغ بالمتحيز جنسيا، وصف المرشح بيت بوتيجيج المرشحة إيمي كلوبوشار بالغبية، كما وصف بيرني ساندرز بوتجيج بالكاذب.
وأما ترامب فتوّج نفسه على تويتر بالمنتصر في هذه النقاشات، وهو ما وافقت عليه المذيعة في قناة “فوكس نيوز” بريت بير.
نقاش وخلاف
ويقول الكاتب إنه مخطئ من يظن أن حدة النقاش العنيف والخلافات بين المرشحين ستتسبب في انقسام الحزب الديمقراطي بشأن الانتخابات، مضيفا “تذكروا ما حصل قبل أربع سنوات عندما وصف ماركو روبيو ترامب بأنه محتال صغير، ووصف ريك بيري ترامب بأنه ديماغوجي، ووصف ليندسي غراهام ترامب بأنه متعصب عرقي وكاره للأجانب ومتعصب ديني. ولكن انظروا إليهم الآن كيف يغنون بشكل مختلف”.
وعلى الرغم من أن الكثير من الناس يعتقدون أن ترامب صادق وواقعي، فإن فرصة مايك بلومبيرغ وبيرني ساندرز للتغلب عليه تبقى أفضل من غيرهما من الديمقراطيين.
ويرى الكاتب أن بلومبيرغ بحاجة للعمل أكثر على أسلوبه في النقاش، وهو ما يحاول أن يساعده فيه بقية الديمقراطيين ووسائل الإعلام أيضا.
وأما بالنسبة لساندرز فينظر إليه الناس على أنه أيضا صادق وواقعي، غير أن بإمكانه القول أيضا إن الناس سئموا من ارتفاع مستوى عدم المساواة في الدخل بين الناس عاما بعد عام، وإن واشنطن لا تفعل شيئا سوى تخفيض ضرائب الشركات.
الطبقة العاملة
كما أن بإمكان ساندرز القول إن الناس قد سئموا من السياسيين “الليبراليين الجدد” المعتدلين والمدعومين بأموال الشركات التي تساوم على كل شيء، وأن بإمكانه القول إن طريقة التقريب بين الناس هي من خلال تقديم جدول أعمال يصلح لفئة الطبقة العاملة وليس لفئة المليارديرين.
ويشير الكاتب إلى أن ترامب لم يقدم جدول أعمال، وأن الأجندة التي اتبعها عند توليه منصبه لم تأت بالكثير لصالح الفئة العاملة، لكن ترامب قدم أجندة بلاغية وخليطا من المظالم الثقافية التي تعمل لصالح الطبقة العاملة البيضاء في البلاد.
وإذا كان هناك شيء يتفق عليه الجميع بشأن ساندرز فهو أنه شخص واضح ومباشر وصادق وواقعي، وأنه لهذا السبب يقول أشخاص مثل ترامب إنهم يخشون ساندرز.
ويختتم الكاتب بالقول إن بلومبيرغ وساندرز في نهاية المطاف صادقان وواقعيان بغض النظر عن اختلافاتهما، وإننا نعيش في أوقات غريبة، ويحتاج الديمقراطيين إلى مرشح غير عادي لهزيمة الرئيس غير العادي ترامب.