قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم إن طائرة ركاب من طراز “إيرباص 320” تقل 172 راكبا كادت تتعرض لنيران منظومات الدفاع الجوية السورية أثناء تصديها للغارات الإسرائيلية الأخيرة قرب دمشق، واتهمت موسكو تل أبيب باتخاذ الطائرة المدنية درعا لحماية مقاتلاتها من النيران السورية.
وقالت الوزارة في بيان لها إنه بفضل عمليات لمراقبي مطار دمشق والتشغيل الفعال لنظام مراقبة الحركة الجوية الآلي تم إخراج طائرة الركاب من منطقة نيران الدفاع الجوي السوري، والهبوط بأمان في أقرب مطار بديل في قاعدة حميميم الجوية الروسية شمال غربي سوريا.
وكانت الطائرة قادمة من طهران إلى دمشق، ولكن لا تعرف لحد الساعة جنسية الطائرة.
قصف إسرائيلي
وكانت المقاتلات الإسرائيلية قصفت أهدافا في محيط دمشق فجر أمس، وقد تصدت لها الدفاعات الجوية السورية، وأحجمت إسرائيل عن التعقيب.
وأضافت وزارة الدفاع الروسية أن إسرائيل تتخذ من الطائرات المدنية درعا أثناء عملياتها العسكرية في سوريا، وذلك من أجل إعاقة عمل منظومة الدفاع الجوي السورية.
وشدد الجيش الروسي على أن الرادارات الإسرائيلية تملك “رؤية واضحة للحالة في الأجواء المحيطة لمطار دمشق”، متهما تل أبيب بـ “الاستخفاف تماما بأرواح مئات المدنيين الأبرياء”.
حادث سابق
ويعيد هذا الحادث للأذهان ما وقع في سبتمبر/أيلول 2018، إذ اتهمت روسيا إسرائيل بأن طائراتها المقاتلة تخفت وراء طائرة استطلاع روسية من طراز “إيل 20” أثناء شنها هجوما في سوريا، مما تسبب بتعرض الطائرة الروسية لنيران سورية وسقوطها على الساحل السوري قبالة محافظة اللاذقية، وأسفر سقوطها عن مقتل 15 عسكريا كانوا على متنها.
وعقب هذه الحادثة، قالت روسيا إنها حدثت الدفاعات الجوية السورية بنظم صواريخ من طراز أس300.
كما تأتي هذه الحادثة بعد أقل من شهر على اعتراف القوات المسلحة الإيرانية بإسقاطها “عن طريق الخطأ” مطلع يناير/كانون الثاني الماضي طائرة بوينغ 737 تابعة للخطوط الأوكرانية بعد دقائق من إقلاعها من مطار طهران. وكانت إيران حينها في حالة تأهب قصوى خشية من رد أميركي على قصف الحرس الثوري الإيراني لقاعدتين أميركيتين في العراق.
ومنذ بدء الأزمة السورية في 2011، شنت إسرائيل مئات الضربات على مواقع لجيش النظام السوري، وكذلك مواقع لحلفائه بينهم إيران وحزب الله اللبناني، وكررت تل أبيب في السنوات الماضية أنها لن تسمح بأن تنقل شحنات أسلحة من سوريا إلى حزب الله ولن تسمح بتمركز إيران عسكريا في الأراضي السورية.