أقال الرئيس دونالد ترامب، على نحوٍ مفاجئ اثنين من كبار المسؤولين في الولايات المتحدة، كانا قد شهدا ضده في محاكمة العزل، ما أدى بالسياسيين وقدامى الصحفيين إلى مقارنة ذلك بحادث يعود إلى فضحية ووترغيت، أجبرت الرئيس آنذاك، ريتشارد نيكسون، على الاستقالة.
أشار تقرير لموقع Business Insider الأمريكي، السبت 8 فبراير/شباط 2020، إلى أن ترامب أقال الجمعة 7 فبراير/شباط، العقيد ألكساندر فيندمان، وهو خبير بارز في الشأن الأوكراني بمجلس الأمن القومي، وجوردون سوندلاند، سفير الولايات المتحدة في الاتحاد الأوروبي، وكلاهما شهد ضد طريقة تعامله في أوكرانيا التي كانت شرارة تحقيقات العزل.
كما أقال ترامب أيضاً توأم ألكساندر فيندمان، إيفغيني، الذي يعمل هو الآخر في البيت الأبيض لكنه لم تكن له علاقة بمحاكمة العزل. وهكذا أُنهيت وظيفته فجأة ودون توضيح، بالرغم من خدمته هذه البلاد بإخلاص لمدة عقدين من الزمان، حسبما قال محامي ألكساندر فيندمان.
ترامب «ينتقم» من الشهود
كان ذلك أول التدابير التي يتخذها ترامب بعد تبرئته يوم الأربعاء 5 فبراير/شباط، في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون، والذي صوت استناداً إلى الانتماءات الحزبية بدرجة كبيرة على إبقائه في منصبه. (وكان العضو الوحيد الذي صوت على إدانته هو ميت رومني، الذي هاجمه ترامب وحلفاؤه بضراوة منذ ذلك الحين).
أدى ذلك إلى إشارة العديد من المشرعين الديمقراطيين وقدامى الصحفيين إلى إقالات ترامب بـ «مجزرة ليلة الجمعة».
وهو اختصار لـ «مجزرة ليلة السبت»، التي تشير إلى إحدى ليالي أكتوبر/تشرين الأول عام 1973، عندما أقال نيكسون 3 من كبار المسؤولين كانوا يحققون في دوره في عملية اقتحام مقر اللجنة الوطنية الديمقراطية عام 1972 في مجمع ووترغيت، وما أعقب ذلك من تستر عليها.
أراد المدعي الخاص آنذاك، أرشيبالد كوكس، سماع تسجيلات من نظام التسجيل الصوتي في المكتب البيضاوي، وقد رفض البيت الأبيض الامتثال لطلبه.
عندما حصل كوكس على مذكرة استدعاء، حاول نيكسون جعل المدعي العام، إليوت ريتشاردسون، ونائب المدعي العام، ويليام روكلشاوس، إقالته، غير أنهما رفضا ذلك واستقالا. فتح الكونغرس لاحقاً تحقيقات عزل ضد نيكسون، لكن الرئيس استقال قبل أن يتمكن أحد من عزله.
ردود أفعال منددة بقرارات الرئيس الأمريكي
كتب غريغ ميلر، مراسل صحيفة The Washington Post في شؤون الأمن القومي، على تويتر: «مجزرة ليلة الجمعة تحدث الآن. يبدو أن سوندلاند والأخوان فيندمان، وأي شخص آخر أدلى بشهادة (وأخبر الحقيقة بالمناسبة) يمثل هدفاً لعملية التطهير هذه».
بينما كتب السيناتور مارك وارن، ديمقراطي من ولاية فيرجينيا، على تويتر ليلة الجمعة 7 فبراير/شباط: «لا تزال مجزرة ليلة الجمعة متواصلة. هذه عملية قصاص كاملة على مرأى من الجميع، ولا أحد يبدو مستعداً لإيقافه».
أما النائبة جاكي سبير، ديمقراطية من ولاية كاليفورنيا، فقالت أيضاً: «هذه مجزرة ليلة الجمعة. أنا متأكدة أن ترامب غاضب لعجزه عن إقالة بيلوسي.. نحن لم نتحول إلى ديكتاتورية بعد».
فيما عنون ديفيد روثكوبف، صحفي قديم نشر كتباً عن الأمن القومي الأمريكي، عنوان مقالته ليلة الجمعة في صحيفة The Daily Beast بـ «مجزرة ليلة الجمعة ليست إلا البداية لما بعد تبرئة ترامب».
من جهته، كتب روثكوف إن إقالة سوندلاند والأخوين فيندمان تُعد: «تحت أي تعريف، انتقاماً من الشهود في القضية المرفوعة ضد الرئيس». وأضاف: «هذه جريمة»، لكنه أشار إلى أن وزارة العدل بقيادة وليام بار، لن تقاضيه على ذلك على الأرجح، نظراً إلى إخلاص بار الواضح لترامب. وكان بار قد أعلن يوم الأربعاء 5 فبراير/شباط أنه ليس بإمكان أحد فتح تحقيقات «حساسة سياسياً» حول المرشحين الرئاسيين وكبار المسؤولين دون موافقته، حسبما أفادت صحيفة The New York Times.