۱۵۹۴مشاهدات
رمز الخبر: ۴۳۹۳۹
تأريخ النشر: 09 February 2020

حين خرج دونالد ترامب متهكما على قادة العرب بعد ضم القدس لكيان الاحتلال وقال ان شيئا لم يحدث وان الحكاية انتهت دون ردة فعل تذكرت كلمات غولدامائير حين احرق المسجد الاقصى المبارك فقالت انها لم تنم ليلتها انتظارا للجيوش العربية التي لم تات وانتهت الحكاية بتصريحات وتنديدات وشجب واستنكار لا اكثر،

لكن في اثر ذلك كانت الثورة الفلسطينية التي غيرت المعادلة وكبدت الاحتلال خسائر ظل يحصيها حتى اضطرت قواته ان تجتاح بيروت في العام ١٩٨٢، ورغم مغادرة الثورة الفلسطينية بلاد الارز الى تونس الخضراء الا ان الاحتلال لم ينم ليله هادىء البال، بعد ذلك انطلقت شرارة المقاومة اللبنانية التي اعادته صاغرا الى ما وراء الخط الوهمي الذي صنعه في جنوب لبنان تاركا خلفه ايتامه مع العملاء والمتعاونين،

بنود صفقة ترامب من الالف الى الياء قادرة على تفجير الوضع في الضفة الغربية والقطاع والمنطقة باسرها وهذا ما ادركته الدوائر الامنية الاسرائيلية منذ اللحظة الاولى وعليه جاء اعلانها برفع حالة التأهب القصوى في انحاء الضفة الغربية والدفع بكتيبتين لمساندة قواتها، وحتى نكون اكثر وضوحا فان البنود التي تتضمنها الصفقة مستحيلة التنفيذ الا على بحر من الدماء وهو ما لا تريده تل ابيب وما لن يستوعبه الشارع الاسرائيلي، فكيف ستمر الصفقة بشقها المتعلق بمدينة القدس المحتلة ونحن نتحدث عن اكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني قادرين على الوصول الى المدينة المقدسه في اي وقت، وكيف سيمر بند تبادل الاراضي وثلاثمائة وخمسين الف فلسطيني في المثلث متمسكين بارضهم وبمكانهم وسيواجهون اي عملية ضم بالقوة، وكيف سيتم تنفيذ بند الاسرى وهناك سبعة الاف اسير فلسطيني خلفهم سبعة الاف عائلة فلسطينية تجد في الصفقة ان يظل ابنائها في الزنازين الى يوم يبعثون، اما بند اللاجئين الذي لم يأت على ذكره احد فكيف ستشطب حق ستة مليون لاجىء بالعودة الى ديارهم التي اخرجوا منها بجرة قلم وكيف ستنجو منهم ومن ابنائهم ومن احفادهم ومن سلالتهم، ان كل بند من بنود صفقة ترامب يشكل قنبلة نووية انفجارها يعني حدوث حرب كونية، ان مشاهد الاشتباك التي شهدتها الضفة الغربية خلال الاسبوع الماضي والعمليات الفردية والشهداء الذين سقطوا في ساحة مواجهة اقتحموها بصدورهم العارية دون مطمع او مكسب ودون دفع من احد هو دليل على ان الفلسطينيين يدركون خطورة الصفقة واين من الممكن ان تقذف بهم ان هم قبلوا او حتى لاذوا بصمتهم كما تلوذ به الشقيقيات من العرب، ان ورقة التوت التي سقطت عن بعض الانظمة العربية ابرزت اقبح ما في العرب من ذل وهوان وخنوع وابرزت ايضا الهوة الشاسعة بين الانظمة العربية والشعوب التي تتململ حتى بدات تصل الى حد الانفجار . ... وايضا برز في هذه المعركة حجم القدرة الفلسطينية الشعبية على العودة للشارع في اي وقت واشعال ثورة شعبية جديدة رغم فقدانها الثقة بقيادتها .

رایکم
آخرالاخبار