يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أحدث علامة أخرى فارقة في جهوده الدبلوماسية، إذ التقى أمس الاثنين رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان في أوغندا، مما يعد إنجازا يتوج النجاحات الدبلوماسية التي حققها السنوات الأخيرة.
هذا ما جاء في صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية والتي رأت في أي علاقة مع السودان بالون اختبار لبقية دول العالم العربي، وأن من شأن ذلك أن يساعد الخرطوم في تحسين علاقتها مع واشنطن وعواصم أخرى عبر العالم.
الصحيفة أكدت أنه حتى الرئيس المعزول عمر حسن البشير لم يكن يستبعد تحسين العلاقات مع إسرائيل.
ولفتت إلى أن للسودان بعض الروابط التاريخية مع إسرائيل، مبرزة بهذا الصدد لقاء قالت إنه تم في ثمانينيات القرن الماضي بين الرئيس (آنذاك) جعفر النميري ووزير الدفاع الإسرائيلي أرييل شارون، وذلك لنقاش جسر جوي يمر عبر السودان لنقل يهود إثيوبيا (الفلاشا) إلى إسرائيل، وقد زعم صحفي مصري أن الاجتماع “رتب من قبل المليونير السعودي عدنان خاشقجي”.
أما في العقد الماضي، فإن الصحيفة ذكرت بتقارير إعلامية ألقت باللوم على إسرائيل في غارات جوية على السودان، إذ نقلت عن صحيفة نيويورك تايمز أن إسرائيل شنت غارة جوية على السودان عام 2009، وقالت رويترز إنها شنت غارة أخرى عام 2012، كما أوردت بعض وسائل الإعلام الأجنبية أن السودان أسقط طائرة إسرائيلية مسيرة عام 2015.
من ناحية أخرى أكدت جيروزاليم بوست أن السودان بلد مهم لأنه عضو في جامعة الدول العربية ولأنه من الناحية الإستراتيجية مركز تنافس بين الرياض وأنقرة.
واستعرضت الصحيفة الخريطة الجيوسياسية للشرق الأوسط، مشيرة إلى وجود قطبين أحدهما يضم السعودية والبحرين والإمارات ومصر والآخر يضم تركيا وقطر، ولكل منهما موالون في الدول التي تشهد حروبا أهلية كالعراق وسوريا وليبيا.
وفي هذا الوضع، تحاول إسرائيل الاضطلاع بدور معقد، مؤكدة أن لقاء البرهان نتنياهو سيكون تاريخيا خصوصا إذا مثل لبنة لتطورات أخرى في صالح تل أبيب بالمنطقة.