شبکة تابناک الاخبارية - شفقنا : نظرة على مفاوضات السلام التي بدأت في عام 1993 تقريبا، يظهر بأن صفقة ترامب لن تنجح. على مدى السنوات القليلة الماضية، كل الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة والحكومات الأوروبية لإحياء مفاوضات السلام قد توقفت فعليا بسبب النزعة التوسعية الصهيونية وانتهاكاته للمعاهدات، إضافة إلى قضايا أخرى، لهذا قد شهدنا طريقا مسدودا في المفاوضات. من بين جميع المشاكل والعقبات التي تكمن في طريق السلام، لم يخرج شيء سوى السلطة الفلسطينية مع الكثير من العقبات والقيود. قدم ترامب الآن خطة لا تعترف فعليا بأي حقوق للفلسطينيين وتعطي جميع الامتيازات الإيجابية لليهود في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
على العكس من ذلك، سوف تتسبب الخطة في أن التيارات الفلسطينية التي تؤمن بالمقاومة تقف ضد نظام احتلال القدس بإرادة أكثر جدية، والمواقف والآراء التي عبر عنها محمود عباس، تبين بإنه حتى أنصار مفاوضات السلام في فلسطين يرفضون قبول خطة ترامب لأنه لا يوجد شيء في المفاوضات باسم فلسطين. وحتى الدول الأوروبية رفضت قبولها، لأنهم يعلمون أن خطط الوساطة لمفاوضات السلام قد اختفت فعليا مع خطة ترامب. في الواقع، قدم ترامب وفريق السياسة الخارجية والأمنية خطة، دون النظر للاعتبارات الإقليمية وظروف الأراضي المحتلة ويسعون جاهدين للاعتراف بالسياسات العدوانية لنتنياهو.
جاءت الخطة في إطار سيناريوهات مختلفة في الوضع الحالي، أحدها دعم نتنياهو. ومن ناحية أخرى، لا يمكن غض الطرف عن دور اللوبي الصهيوني في أمريكا في دعم المرشحين للرئاسة الأمريكية ومساعداته المالية لكل من الحزبين الديمقراطي والجمهوري. إذ اعترف بها الجميع في الدوائر السياسية والإعلامية الأمريكية. إن الخطب التي ألقاها شخصيات بارزة من الجمهوريين والديمقراطيين في قمة المجموعة الثمانية في أمريكا هي علامة على دور الصهاينة في الإدارة الأمريكية وعملية صنع القرار. لكنهم كانوا دائما أقرب إلى الجمهوريين من الديمقراطيين، وأكثر ميلا لدعمهم في الانتخابات.
المصدر صحيفة آرمان ملي