۵۷۶مشاهدات
وإلى جانب الدلالات السياسية والعسكرية والدوافع التي دفعت الجيش الأميركي للاستعمال المفرط للأسلحة والذخائر في أفغانستان، تطرح جانبا آخر للقضية والمتمثل بتأثيرات تلك الأسلحة على الحجر والمدر.
رمز الخبر: ۴۳۸۵۷
تأريخ النشر: 02 February 2020

نشر البنتاغون تقريراً كشف فيه أن الجيش الأميركي نفذ عددا قياسيا من الغارات الجوية في أفغانستان. وبالتزامن مع المفاوضات الجارية بين واشنطن وجماعة طالبان، ألقت الطائرات الأميركية أكثر من 7 آلاف و500 قبلة على مناطق متفرقة من البلاد العام الماضي.

ذخائر تتفجر، أرقام تتحطم وأرواح تتهشم، هي خلاصة تقرير البنتاغون عن إلقاء الجيش الأمريكي أكثر من 7 الآف و500 قنبلة وذخيرة على أفغانستان عام 2019. حصيلة قياسية مرتبطة بمجريات الأمور على الأرض، وربما يكون مؤشراً على التخبط للإسراع بالخروج من المستنقع الأفغاني.

وقال نائب لجنة الشؤون الداخلية والأمن القومي الأفغاني عارف رحماني: "أعتقد أن الولايات المتحدة ووفقا لاستراتيجية الرئيس ترامب في افغانستان تسعى جاهدة لتخفيف الأعباء العسكرية عن كاهل الجيش الامريكي والخروج من هنا ولكن هذا لا يعني بالضرورة ان الحرب في افغانسان ستتوقف".

الحصيلة تمثل 8 أضعاف ما ألقي عام 2015 وأكثر بـ80 بالمائة مما استخدمه الجنود الأمريكان حتى في عز التواجد العسكري الأمريكي عام 2009. تصعيد يراه خبراء مرتبطاً بالواقع الميداني من تصاعد جماعة طالبان، والتهديد الذي يطال المدن الكبرى فضلاً عن التطورات الخاصة بعملية السلام.

وإلى جانب الدلالات السياسية والعسكرية والدوافع التي دفعت الجيش الأميركي للاستعمال المفرط للأسلحة والذخائر في أفغانستان، تطرح جانبا آخر للقضية والمتمثل بتأثيرات تلك الأسلحة على الحجر والمدر.

هنا، مديرية أتشين شرقي أفغانستان حيث ألقت الولايات المتحدة عام 2017 "أم القنابل" أضخم سلاح غير نووي في الترسانة الأمريكية، يقول الأهالي أن تأثيرها تتكشف يوماً بعد يوم من أوبئة تفتك بالإنسان والحيوان والبيئة.

بالموازاة، حملت الأمم المتحدة الجيش الأمريكي مسؤولية زهاء الـ50 بالمائة من حصيلة الضحايا المدنيين الأفغان المنسوبة للقوات المؤيدة للحكومة خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام 2019؛ فيما ألقت باللائمة على طالبان بالتسبب النصف الآخر من الضحايا.

رایکم