۱۳۹۲مشاهدات
رمز الخبر: ۴۳۷۶۲
تأريخ النشر: 26 January 2020

اذا صدق ما تسرب من بنود صفقة ترامب والتي من المفترض ان يتم الاعلان عنها في البيت الابيض خلال الساعات المقبلة بوجود رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي سيكون اصحاب الشأن من الفلسطينيين امام خيارات صعبة ومعقدة تحتاج الى كثير من الحكمة.

وبقراءة سريعة لما تسرب من بنود فإن فكرة الدولة الفلسطينيية التي لاجلها قبل المفاوض الفلسطيني باتفاق هزيل في العام ١٩٩٣ أصبحت في مهب الريح، على مدار سبعة وعشرين عاما ومن اجل الوصول الى اتفاق نهائي يتوج باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران في العام ١٩٦٧ قبلت منظمة التحرير والفصائل المنضوية تحت لواءها بما فيهم حركة فتح العامود الفقري للمنظمة ان تتخلى عن مخالبها وان تطبق اتفاقات امنية وسياسية مجحفة وثقيلة افقدتها شعبيتها امام الشارع الفلسطيني الذي عاقبها في العام ٢٠٠٦ بانتخاب حركة حماس لما تمثله من بعد مقاوم رافض للعلاقة الامنية مع الاحتلال ومقتنع بان الصراع مع الاحتلال لا يستوي الا بالصدام المباشر والدائم.

صفقة ترامب شاء اصحاب القرار من الفلسطينيين ام ابوا جردتهم من اي سلاح سياسي قادرون من خلاله ان يدافعوا عن انفسهم، ومن الان فصاعدا فان الشارع الفلسطيني لن يقبل باي تبريرات لبقاء اي علاقة مع المحتل مهما تكن او يكن هدفها وهذا يعني ان السلطة الفلسطينية ستتحول الى عبأ على الفلسطينيين بعد ان كانت وسيلة للوصول الى مرحلة الدولة لان الصفقة المنتظرة فحواها انهاء امكانية قيام الدولة الفلسطينية وسلبها اي اساس قد تقوم عليه في المستقبل، لكن في هذا النفق المظلم يبدو بصيص امل للفلسطينيين لا بل اكثر من بصيص امل بل هناك في اخر النفق ضوء ساطع ان وصله الفلسطينييون فانهم سيعيدون لقضيتهم الزخم السابق الذي فقدته بعد توقيعهم لاتفاق اوسلو، قد يطرح البعض فكرة حل السلطة الفلسطينية وتحميل الاحتلال كامل المسؤولية عن احتلاله للضفة الغربية والقدس المحتلة ، هذا الخيار لن يكون واقعيا على الاقل في المرحلة الحالية لان اخطاره ستكون كبيرة ومعقدة وان كان لا بد منه فيجب ان يأتي بيد الاحتلال وليس بيد الفلسطينيين انفسهم ، المطلوب اليوم من قيادة السلطة اذا ارادت فعلا ان تعزل ترامب ونتنياهو ان تستعد للتخلي عن الامتيازات التي يمنحها لها الاحتلال وان تدرك بانها ستكون في خندق المواجهة مع شارعها العام ، على السلطة بعد الاعلان عن بنود الصفقة ان تعمل على ترتيب بيتها الداخلي بانهاء حالة الانقسام ورأب الصدع وتشكيل قيادة فلسطينية مشتركة بوجود حركتي حماس والجهاد الاسلامي ، كذلك على القيادة الفلسطينية ان تتحلل امام العالم من كافة الاتفاقيات السابقة وعلى راسها الاتفاقيات الامنية وان تبدا بالاستعداد لبناء اقتصاد وطني فلسطيني بعيدا عن المحتل وهذا الامر سيكون اساسا للمواجهة ، ليس مطلوبا في الضفة الغربية ان تكون هناك مواجهة عسكرية شاملة كما يظن البعض لكن يجب ان يكون هناك مواجهة شعبية تفرض على العالم ان ينتبه لها ، كافة الاجراءات التي ستتخذ مستقبلا في هذا الاتجاه ستجعل الاحتلال امام خيارين اما القبول بما يفرض من الفلسطينيين وبمبادرتهم او ان يدخل معهم في حرب سيخسرها لا محاله لانه لن يكون هو المبادر هذه المرة، وبالطبع ستكون الدبلوماسية الفلسطينية اكثر قوة في المواجهة والتي سيفرض عليها ان تتقارب مع العالمين العربي والاسلامي والدول التي ترى بان ترامب ونتنياهو هما الخطر الحقيقي على السلم الدولي وحتى الدول العربية التي تدور في فلك الولايات المتحدة ستكون غير قادرة على مواجهة شعوبها التي مازالت ترى بالقضية الفلسطينية قضية مركزية، دون ما سبق فان اي قرار فلسطيني لمواجهة صفقة ترامب سيكون من باب الترف السياسي لا اكثر .

رایکم
آخرالاخبار