۶۶۸مشاهدات
رمز الخبر: ۴۳۶۹۵
تأريخ النشر: 20 January 2020

يقف المراقب حائرا امام التبريرات المتناقضة التي يسطرها الرئيس الامريكي دونالد ترامب، الذي يزعم انه يقود “الدولة الاعظم والاقوى في العالم” لجريمته الارهابية الجبانة التي امر بتنفيذها شخصيا ضد القائدين الكبيرين الشهيدين قاسم سليماني وابومهدي امهندس وسط بغداد، رغم انه لم تمر على الجريمة سوى ايام.

ترامب في البداية اعلن انه استهدف “ارهابيا” وان امريكا ستكون اكثر امنا بعد استشهاد سليماني، الا ان هذا التبرير لم يصمد امام حقيقة ان كله يشهد للشهيد سليماني ورفيق دربه ابومهدي المهندس بانهما كانا من اهم اسباب هزيمة جماعة داعش المتوحشة ليس في العراق فحسب بل في سوريا ايضا، وهذه الحقيقة ايدتها حتى وسائل الاعلام الامريكية والعديد من الشخصيات السياسية ونواب في الكونغرس الامريكي وفنانين ومشاهير اميريكيين ، الامر الذي اضطر ترامب الى الهروب نحو تبرير اخر اكثر سخفا وتفاهة من التبرير الاول.

التبرير الثاني اطلقه في المقابلة التي اجرتها معه شبكة فوكس انيوز الامريكية، حيث اعلن ان سليماني كان يخطط لاستهداف اربع سفارات امريكية!!، وانه تمكن من وقف هذا المخطط الذي كان عبر اعطاء الاوامر بتنفيذ الجريمة.

لم يمر سوى يوم واحد حتى فند زير الدفاع الامريكي مارك اسبر عندما كشف عن ان وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية سي اي ايه ليس لديها اي ادلة تؤكد ان الشهيد السلماني كان يخطط لاستهداف سفارات امريكية، وكان اسبر بذلك يعلن جهارا نهارا ان ترامب يكذب.

بالامس سربت وسائل الاعلام الامريكية تبرير اخر لترامب لجريمة الجبانه الغادرة، جاء خلال لقائه بعض ممولي الحزب الجمهورية حيث قال ان سليماني كان يهين امريكا ويتعرض لها بالاساءة وكان لابد من وقفه، فليس من المعقول ان نظل نستمع الى مثل هذه الكلام عن امريكا!!.

يبدو ان الايام المقبلة ستحمل المزيد من التبريرات الاخرى للرئيس الامريكي الذي فقد اغلب الامريكيين الثقة به كما ان شعبيته تدنت الى حد كبير بسبب هذه الرعونة في المواقف والتصريحات، حتى وصل الامر بمجلس النواب ان يطلب استدعاء وزير خارجية ترامب ، مايك بومبيو للادلاء بشهادته امام المجلس حول الاسباب الحقيقية التي دفعت ترامب الى اعطاء الاوامر بتنفيذ الجريمة النكراء باغتيال الشهيد سليماني ورفاقه، وهل كانت هناك مبررات حقيقة وراء هذا العمل المتهور وغير المدروس؟.

من الواضح ان الشهيد سليماني كان يمثل خطرا على المخططات الامريكية الرامية الى زرع الفتن والاضطرابات في المنطقة عبر ادواتها مثل داعش والجماعات التكفيرية، لتحقيق غايتين الاولى امن اسرائيل والثانية نهب ثروات الشعوب، لذلك كان لابد من استهدفه لتخلو الساحة لامريكا لتنفيذ مؤامراتها، كما نلاحظ ذلك في تاكيدها الصلف على البقاء في العراق وسوريا، بهدف نهب ثرواتهما و اشعال الفتن الطائفية والعراقية فيهما وهي حقيقة كشف عنها ترامب بشكل واضح وصريح عندما اكد ان امريكا لن تغادر سوريا والعراق ابدا، وفي حالة اضطرت الى ذلك فانها ستنهب كل الاموال العراقية الموجودة في امريكا والتي تبلغ 35 مليار دولارا بالاضافة الى فرض حصارا يتضاءل امامه حصار ايران!!.

يبدو ان كل التبريرات الواهية لجريمة اغتيال القائدين سليماني والمهندس لن يسطرها ترامب من اجل اقناع الاخرين، فهو يعرف قبل غيره انها واهية، الا ان الهدف منها محاولة، ليست بالجادة من جانب ترامب ، للتغطية على غرور القوة الذي يستولي على العقول الحاكمة في امريكا، والتي ترى في القوة السبيل الوحيد لتحقيق اي هدف كان، لمجرد ان تكون الاقوى ، وليس من الضروري ان تسرد تبريرات لاقناع الاخرين باستخدام القوة، فالقوة بحد ذاتها، بالمنطق الامريكي، هي التي تشرعن اي فعل مهما كانت بشاعته مثل جريمة اغتيال الشهيدين سليماني والمهندس الارهابية.

شفقنا

رایکم