۹۴۲۰مشاهدات
رمز الخبر: ۴۳۶۹۲
تأريخ النشر: 20 January 2020

شبكة تابناک الاخبارية: يرى محلل الشؤون الأوروبية “مرتضى مكي” عند الحديث مع مراسل شفقنا عن آلية الزناد، بأن الاتفاق النووي دخل مرحلة خطيرة. لم يبق منه إلا قشرة. إن الجمهورية الإسلامية لا تريد أن تتقدم في انهيار الاتفاق النووي، فالأوروبيون يعتبرونه الاتفاق النووي إنجازا سياسيا وأمنيا لهم، ولا يريدون أن يتم انهياره ولهذا يمارسون ضغطهم السياسي على إيران. إليكم نص حوار مراسل شفقنا مع مرتضى مكي:

س. لماذا قررت الدول الثلاثة، ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، بأنه يتعين عليها تطبيق آلية الزناد في التعامل مع إيران؟

ج. كان السبب الأكثر أهمية للأوروبيين عند تفعيل آلية الزناد هو تسوية المنازعات إضافة إلى قيام لجمهورية إيران الإسلامية بالخطوة الخامسة في تخفيض التزاماتها النووية. وكما أعلن الأوروبيون في بيانهم، كان عملهم بمثابة رد فعل على الخطوات الإيرانية الخمسة لمنع خرق مفاد الاتفاق النووي. لكن الوضع في المنطقة كان له دوره، نظرا إلى التطورات التي أعقبت اغتيال الشهيد اللواء سليماني في المنطقة، فقرروا مساندة أمريكا والتركيز على الحفاظ على الاتفاق النووي وإرغام إيران على الجلوس على طاولة المفاوضات والوصول إلى اتفاق جديد.

س. كيف تقيمون مستقبل الاتفاق النووي في ضوء التطورات الجارية؟

ج. أن الاتفاق النووي دخل مرحلة خطيرة. لم يبق من الاتفاق إلا قشرة. إن الجمهورية الإسلامية لا تريد أن تتقدم في انهيار الاتفاق النووي، فالأوروبيون يعتبرونه الاتفاق النووي إنجازا سياسيا وأمنيا لأنفسهم، ولا يريدون أن يتم انهياره ولهذا يمارسون ضغطهم السياسي على إيران. تعتبر قضايا مثل النفوذ الإقليمي لإيران وقضية الصواريخ من بين القضايا التي تريد أوروبا الوصول إلى اتفاق حولها من خلال اتفاق بديل أو من خلال وثيقة إضافية في الاتفاق النووي. لا يبدو أن الأوروبيين لديهم حافز حقيقي للاستمرار في الاتفاق النووي، هم يحاولون ممارسة الضغط على إيران من خلال الاتفاق النووي وجعل الاتفاق أساسا لإجراء مفاوضات جديدة. المستقبل غامض ومن الصعب التنبؤ بأمر ما، لأن وتيرة التغييرات سريعة للغاية بحيث لا يمكن للمرء التنبؤ بدقة نظرا لتلك المتغيرات.

س. هل يمكن القول إنه بعد الخطوات الإيرانية الخمسة، شعرت أوروبا بالخطر من الخطوة السادسة واستخدمت آلية الزناد؟

ج. يتم تنشيط آلية فض النزاع أو آلية الضغط على الزناد عندما تفشل اللجنة المشتركة المؤسسة في إطار حل النزاعات في الوصول إلى نتيجة مشتركة ويتم إحالة القضية إلى مجلس الأمن، عندها يتم تنشيط آلية الضغط على الزناد هناك. إن الدعوة إلى تفعيل آلية فض النزاع تشجع إيران على اتخاذ الخطوة السادسة. ذلك أن الأوروبيين يدفعون إيران إلى الانتقال إلى اتخاذ الخطوتين السادسة والسابعة، وهذا الأمر يجعل الحوار الأوروبي مع جمهورية إيران الإسلامية أكثر صعوبة يحمل تداعيات أمنية كثيرة للأوروبيين. يعتقد العديد من الخبراء أن أوروبا وإيران ليسوا في وضع يسمح لهم بالخروج من الاتفاقية النووية، وما زالوا يحاولون ممارسة الضغط على البعض في إطار الاتفاق النووي حتى انتهاء رئاسة ترامب في هذه المرحلة كي تظهر شروط أخرى بعد الانتخابات ويتسنى لهم التوصل إلى اتفاق أكثر شمولا في الوضع الجديد بعد انتخابات 2020.

س. هل من الممكن أن تفرض هذه الدول الثلاثة (ألمانيا، بريطانيا، فرنسا)، تحت الضغط الأمريكي، آلية الضغط على الزناد على إيران؟

ج. لا يمكن للمرء أن ينكر أن الأوروبيين تربطهم علاقات إستراتيجية وسياسية وأمنية بالولايات المتحدة، هناك مصالح مشتركة بين الجانبين، ولديهم نظرة تكتيكية لجمهورية إيران الإسلامية. يحاول الأوروبيون استخدام القوة الناعمة لإقناع إيران أو احتوائها على حد تعبيرهم، وتريد الولايات المتحدة تحقيق هذا الهدف من خلال القوة الصلبة وممارسة الضغط وفرض العقوبات. أوروبا، أيضا، لم تفعل شيئا سوى التهديد وممارسة الضغط، كي تعوض عن خروج أمريكا من الاتفاق، وتصر فقط على الحفاظ على الاتفاق النووي سياسيا ومن خلال إطلاق الشعارات. لكنهم يعلمون أنه بإزالة هذه القشرة الهشة، لم يعد بإمكانهم لعب دور في علاقاتهم بجمهورية إيران الإسلامية. ان الاتفاق النووي بعد الحرب العالمية الثانية يعد إنجازا سياسيا وأمنيا مهما للدول الغربية التي تدعي بأنها تحاول عدم انتشار الأسلحة النووية وتمكنت من التوصل إلى اتفاق في سياق مفاوضات طويلة ومعقدة. إن انهيار الاتفاق النووي في الوضع الحالي سيهدد مصالح الدول الأوروبية الطويلة الأمد والمتوسطة الأمد في المنطقة ويشكل تداعيات أمنية لأوروبا.

س. كيف يجب أن تكون إستراتيجية إيران؟

ج. أن إيران وبعد اتخاذ خطوات لتعليق الاتفاق النووي، تحاول إقناع الأوروبيين بالامتثال لالتزاماتها. الجمهورية الإسلامية لا تنوي انهيار الاتفاق النووي في مثل هذه الظروف. بالنسبة لإيران، كان لها مصالح أمنية في الاتفاق النووي. وكان الخروج من البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة وتحييد الأجواء السلبية التي تم الترويج لها ضد إيران على الساحة الدولية التي أنشأتها أوروبا والولايات المتحدة وإلغاء العقوبات النووية والأسلحة المفروضة على إيران كانت جميعها متغيرات تم الحفاظ عليها من خلال تلك القشرة الرمزية للاتفاق النووي. في رأيي، فإن السياسة التي انتهجتها جمهورية إيران الإسلامية هي أفضل سياسة وتسعى إلى إتباع دبلوماسية أكثر نشاطا من خلال تعليق التزاماتها، وإذا كان الأوروبيون يفون بالتزاماتهم، فباب الحوار والتفاوض مفتوح دائما. أرى انه يجب التفاؤل بالمستقبل بهذه السياسة. لأنه لن يبدو من الممكن اتخاذ سياسية أخرى في إطار الاتفاق النووي في التعامل مع إيران. لكن ليس من خلال أجندة ترامب، ولكن في إطار مصالح الجانبين وأجندتهم كما تمت متابعة الأمر في إطار الاتفاق النووي.

رایکم