التصريحات البليغة التي اطلقها سماحة العلامة السيد حسن نصر الله امس في ذكرى (اسبوع شهداء محور المقاومة) والداعية الى خروج القواعد والبوارج الاميركية من المنطقة، اعلنت للامة الاسلامية والعالم اجمع بأنّه لا أمان للمستبدين في هذا العالم الذي تبدّل بعد استشهاد الفريق الحاج قاسم سليماني والحاج ابو مهدي المهندس ورفاقهما الى عالم آخر.
من المهم ان يعلم الاميركان والصهاينة وحلفاؤهما في المنطقة أنهم ارتكبوا خطأ جسيماً باغتيال احد أهم مسؤولي الجمهورية الاسلامية الايرانية والقائد الاعلى لجبهة قوى المقاومة بوجه الاستكبار العالمي.، ولهذا فان رحيل القواعد العسكرية والاستخبارية الاميركية من المنطقة لم يعد امرا ملحا فحسب، بل هو مطلب استراتيجي مصيري ينبغي ان تعمل الامة الاسلامية على تحقيقه بشكل قاطع.
فسماحة سيد المقاومة الباسلة على حقّ في تاكيده على (ان ايران تفكر بمسؤولية تجاه الشعوب المستضعفة والقوى الثورية المناضلة لمساعدتها دون أن تطلب منها شيئا لنفسها).
لقد خاضت الولايات المتحدة الاميركية منذ النصف الثاني من القرن المنصرم والى يومنا هذا العديد من الحروب وارتكبت الجرائم البشعة والعمليات الارهابية المدانة، في سبيل السيطرة على المواد الاولية ومنها البترول لتأمين اقتصادياتها الصناعية الامبريالية على حسب ثروات الدول والشعوب في مختلف انحاء الارض ، لكن ثمة شيء واضح الان وهو انه لايمكن للتاريخ ان يعود الى الوراء، فقد انتهى عهد الاستضعاف كما ولى زمن البلطجة الاستعمارية المقيتة.
في القرن الحادي والعشرين ستكون الريادة للغة المقاومة والجهاد والتفاني التي تعزز زخمها ـ كما تفضل سماحته ـ بعد اغتيال الشهداء العظماء في باحة مطار بغداد الدولي.
ايران اليوم بفضل قيادتها الحكيمة وشعبها التحرّري العظيم، هي محط آمال جميع الامم والبلدان المتطلعة للاستقلال والسيادة الوطنية والتقدم والعدالة الاجتماعية، وقد كانت سباقة في لجم الغطرسة الاستكبارية وكسر هيبة اميركا في العالم.
والجمهورية الاسلامية تقف جنباً الى جنب مع العراق حكومة وشعبا ومرجعية في اهدافه المشروعة والمحقة لطرد القوات الاميركية من هذا البلد، وهي كانت ومازالت مع وحدة العراق وسلامة اراضيه واجوائه ومع عودة الامن والامان والاستقرار الى ربوعه.
ان الوصول الى هذه المنظومة الجديدة تتطلب تضامناً رسمياً وشعبياً وتحررياً من شعوب المنطقة العربية الاسلامية وذلك بلحاظ ان البرامج الاميركية والصهيونية المريبة في منطقة الخليج الفارسي وغرب آسيا تنطوي على عداء اصبح سافرا واكثر وضوحا في عهد (دونالد ترامب) الذي وصفه سماحة العلامة السيد حسن نصرالله بانه اكثر الرؤساء الاميركيين كذبا في عصرنا الحاضر. ومن المؤكد ان الشعب الايراني المسلم الذي خرج عن بكرة ابيه في جميع محافظات البلاد في مراسم تشييع الشهداء الفريق قاسم سليماني وابو مهدي المهندس ومن كان معهما، في ذلك التشييع المنقطع النظير، عبّر عن تماسكه غير المسبوق ودعمه لمسيرة الجهاد والتفاني والمقاومة بوجه اميركا واسرائيل المجرمتين، وهو لن يدخر اي تضحية في هذه الاتجاه.
حميد حلمي البغدادي