۶۲۷مشاهدات
رمز الخبر: ۴۳۴۰۵
تأريخ النشر: 28 December 2019

رغم ان وكالة انباء رويترز، أدرجت بندا في نظامها الاساسي بشأن عدم الثقة وعدم اعتبار المصادر غير المسماة، ولكنها ومن اجل المضي قدما في التوجهات الغربية المعادية لإيران، تنتهك مبادئها، ودأبت على نشر اكاذيب ضد ايران من خلال الاستناد الى هكذا مصادر.

وفيما يعتبر خبراء الاعلام، وكالة انباء رويترز ثاني اكبر وكالة انباء من حيث النشاط والتغطية الاعلامية في العالم، إذ أنها أدرجت فقرة في نظامها الاساسي، يُلزم جميع اعضاء هذه المؤسسة الاعلامية بذكر المصادر بدقة في تغطية الاخبار الحساسة بشأن التطورات الهامة على الساحة الدولية. وقد أجازت الاستناد الى المصادر غير المسماة كآخر حل وفي حالات نادرة، وفي ذات الوقت تم التأكيد على ان هذه المصادر هي الاكثر من حيث عدم الوثوق بها في تحرير الاخبار، ولكن يبدو انه عندما يصل الامر الى الاخبار عن ايران، فإن مبادئ رويترز تصبح لا محل لها من الاعراب.

وعلى سبيل المثال، فإن وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، المعروف بتوجهه المعتدل تجاه وسائل الاعلام الاجنبية، لم يتمكن من الالتزام بالصمت إزاء تقارير رويترز المكذوبة، ففي تاريخ 24 حزيران/يونيو 2019 قال: "اعلموا ان وكالة انباء رويترز تنشر يوميا 50 خبرا مكذوبا بشأن الاقتصاد الايراني".

ويتمثل نهج رويترز في هذا المجال، بمزج قليل من الحق مع كثير من الباطل من اجل تقبل المتلقين، ففي أحدث نشر للاكاذيب، بثت رويترز تقريرا خاصا، زعمت فيه انه خلال الاضطرابات الاخيرة قتل قرابة 1500 شخص في بعض المدن الايرانية، وادعت انها استقت هذه الاحصائية من ثلاثة مسؤولين في وزارة الداخلية الايرانية الا انها لم تذكر اسماءهم. في حين ان هذا العدد يتباين بشكل كبير حتى مع ما اعلنته منظمة العفو الدولية رغم سوابقها في التدخل بالشؤون الداخلية الايرانية عبر نشر الاحصاءات الكاذبة بشأن بعض المواضيع، حيث اعلنت هذه المنظمة ان قرابة 300 شخص قتلوا في هذه الاضطرابات.

وفند رئيس مركز الاتصالات والاعلام بأمانة المجلس الاعلى للامن القومي الايراني، علي رضا ظريفيان يكانه، مزاعم رويترز، وقال: ان كتابة هكذا اخبار لا تحتاج الى فن خاص؛ فقط يكفي إدراج بعض المزاعم الخاوية مع بعض ضمن خطة محددة مسبقا في إطار عمليات نفسية، وعندما تتم مطالبة وكالة الانباء هذه بالمصدر والوثائق، تحيلك الى كائنات لامرئية لا يمكن الرجوع اليا للتأكد من صحة الخبر، لذلك فإن مزاعم رويترز ليست فقط من الناحية الامنية والاستخباراتية، بل انها كذلك من الناحية الاعلامية فاقدة لأي قيمة، وتوجه ضربة قوية لما تبقى من سمعة وكالة الانباء هذه.

ولفت ظريفيان يكانه الى إيعاز قائد الثورة بمواساة أسر الضحايا في الاحداث الاخيرة ضمن 3 فئات، وسيتم بث التفاصيل بشأن ذلك بعد التوصل الى النتائج الكاملة. كما انه تم تشكيل فريق مسؤول لمتابعة كل المتضررين والضحايا فردا فردا وبالتفاصيل ليتم تحديد وضعه ومن اي فئة ليتم التعامل معه على اساسها، ضمن الرأفة الاسلامية.

وبالطبع فإن هذا التقرير الخاص لرويترز جاء من اجل منح الاعتبار لتخرصات الرئيس الاميركي دونالد ترامب قبل ثلاثة اسابيع والتي ادعى فيها انه فيما يتحدث للمخاطبين، فإن ايران منهمكة بقتل آلاف الاشخاص، ولذلك قطعت شبكة الانترنت لئلا يشاهد احد ماذا يفعلون؟

بعض كتيبات رويترز الارشادية

وفيما يلي نورد بعض الامثلة عن الاكاذيب السابقة والمماثلة لرويترز:

* مزاعم اطلاق قناصة ايرانيين النار على المحتجين العراقيين
قبل حوالي شهر، ادعت رويترز في تقرير خاص، نقلا عن مصدرين امنيين عراقيين لم تنشر اسميهما، بأن "المليشيات المدعومة من ايران، نشرت عددا من القناصة على اسطح المنازل في بغداد، خلال التظاهرات الاخيرة بالعراق، ليقوموا بإطلاق النار على المحتجين".

ويبدو ان هذه الاكاذيب التي بثتها رويترز بشأن إطلاق القناصين العراقيين النار على المتظاهرين، تهدف لإثارة الاجواء ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية وخاصة ان فصائل المقاومة في العراق بما فيها "الحشد الشعبي" بذلت اكبر البطولات والجهود في انقاذ العراق وشعبه من براثن داعش.

الجدير بالذكر، ان تقرير رويترز هذا، قد فنده المسؤولون العراقيون بشكل غير مباشر حتى قبل نشره، وبالطبع هؤلاء المسؤولون ايدوا تواجد قناصين اطلقوا النار على المتظاهرين، الا انهم اكدوا عدم صلتهم بالاجهزة الامنية والعسكرية العراقية. في حين ان احد المتحدثين باسم الحشد الشعبي، وردا على مزاعم رويترز، نفى اي تدخل للحشد الشعبي في الاحتجاجات الاخيرة بالعراق.

احد اقسام التحرير في رويترز

زعم تكدس مليون طن من الغلال في الموانئ الايرانية

في الثاني من شهر تشرين الاول/اكتوبر 2019، زعمت رويترز في تقرير خاص آخر، ان اكثر من 20 سفينة شحن تحمل ما مجموعه مليون طن من الغلال رست في المياه القريبة من الموانئ الايرانية، لأن طهران وبسبب الحظر الاميركي لا يمكنها تسديد قيمة سلعها الاساسية، وهذه المرة استندت كذلك الى مصادر مجهولة وصفتها بـ"المطلعة". حيث نقلت عن ستة مصادر بعضها ايراني، ان هذه السفن متوقفة منذ اكثر من شهر قرب ميناء الامام الخميني (رض) وميناء بندر عباس، وهي محملة بالحبوب الزيتية والذرة قادمة من دول اميركا اللاتينية. ولم تكتف رويترز بذلك، بل زعمت انه بسبب الحظر لا تتمتع ايران بعدد كاف من الارصفة لرسو هذه السفن.

الا ان عادل دريس، المدير العام للموانئ والملاحة البحرية بمحافظة خوزستان، قال في حديثه لوسائل الاعلام، وضمن تفنيده هذا الخبر، اوضح انه من اجل الحد من نفقات الشحن، تم الطلب من هذه السفن التوجه الى سائر الموانئ لتوزيع الاستهلاك، بما فيها مينائي جابهار والشهيد رجائي.

وللعلم ان الطاقة الاستيعابية لمخازن ميناء الامام الخميني (رض) تبلغ قرابة 3 ملايين طن، وفي الوقت لحاضر يتم تخزين ضعف هذا الحجم في المخازن، ولذلك فإن عملية إخلاء السفن الاخرى تواجه بعض التأخير.

مقر رويترز الرئيسي في لندن

* ادعاء نقل الصواريخ الايرانية الباليستية الى العراق
ومرة اخرى، وفي تقرير خاص، وأيضا نقلا عن مصادر غير مسماة، كررت رويترز مزاعمها الواهية ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية، في محاولة للمساس بالعلاقات بين طهران وبغداد. ففي تاريخ 31 آب/اغسطس 2018، زعمت ان ايران نقلت عددا كبيرا من صواريخها الباليستية الى العراق وسلمتها الى الفصائل الشيعية بالعراق. كما ان ايران تسعى من خلال تنمية قدراتها الى انتاج المزيد من الصواريخ في هذا البلد لصد الهجمات على مصالحها في الشرق الاوسط، وتضع أدوات تحت تصرف الفصائل المدعومة من قبلها، لتستهدف اعداءها الاقليميين.
وكالعادة استندت رويترز في تقريرها هذا الى مصدرين امنيين عراقيين ومصدرين استخباريين عربيين، وثلاثة مسؤولين ايرانيين، ولكنها لم تذكر اسماءهم، وهذا امر مستغرب للغاية، لأن العقل السليم يرفض ان يبادر اي مسؤول ايراني بالكشف عن معلومات حساسة بشأن الاجراءات الامنية للبلاد.
وقد قوبل هذا الادعاء بتفنيذ شديد من قبل حكومتي طهران وبغداد، بحيث ان المتحدث الرسمي باسم الخارجية الايرانية آنذاك، بهرام قاسمي، وصف هذه المزاعم بالواهية وعديمة المعنى والمهزلة، موضحا ان الهدف من هذه المزاعم الكاذبة إثارة المخاوف لدى دول المنطقة وفي إطار التخويف من ايران، ولا هدف لها سوى المساس بالعلاقات الايرانية الخارجية وخاصة مع دول الجوار.
ونشر المتحدث باسم الخارجية العراقية، احمد محجوب، بيانا فند فيه تقرير رويترز بشأن تسلم المليشيات العراقية المسلحة صواريخ ايرانية باليستية ووصفه بالمثير للاستغراب، وجاء في البيان: رغم اننا اعلنا ان العراق لا يرى نفسه ملزما بالرد على التقارير الخبرية والصحفية، الا اننا نؤكد مرة ان جميع المؤسسات السيادية تلزم نفسها بمراعاة المادة السابعة من الدستور، بعدم استخدام الاراضي العراقية لاستهداف دولة اخرى.

قسم التحرير بمكتب رويترز في برلين

زعم استهداف آرامكو من جنوب ايران
قبل حوالي اربعة اشهر وعندما نجحت عمليات المقاومة اليمنية باستخدام الطائرات المسيرة ضد المنشآت النفطية لشركة آرامكو انتقاما لهجمات عدوان التحالف السعودي على اليمن ومقتل مئات الآلاف من النساء والاطفال اليمنيين، زعمت رويترز نقلا عن مصادر يبدو ان لا احد يراها غيرها، ان الهجمات انطلقت من نقطة في جنوب ايران.
فقد نقلت رويترز عن ثلاثة مسؤولين اميركان، وكالعادة "طلبوا بعدم الكشف عن اسمائهم"، بأن هذه الهجمات التي استخدمت فيها صواريخ كروز والطائرات المسيرة، انطلقت من جنوب غرب ايران.
هذا في حين أن المتحدث باسم القوات اليمينة المسلحة، العميد يحيى سريع، أصدر بيانا في اللحظات الاولى بعد العمليات، أعلن فيها انجاز واحدة من اكبر العمليات للقوات اليمنية في العمق السعودي، بعد الرصد الاستخباري والتعاون من قبل الشرفاء داخل الاراضي السعودية.
وفضلا عن ايران، فندت اميركا تقرير رويترز، ويبرز هنا هذا التناقض، بأن الاميركان ادعوا في البداية ان الطائرات المسيرة لم تنطلق من اليمن، بل من قاعدة من العراق، وبما ان منظومات باتريوت الاميركية في منشآت آرامكو، كانت موجهة نحو اليمن، فإنها لم تتمكن من كشف هذه الطائرات المسيرة.

كما امتنع جاناثان هوفمان، المتحدث باسم البنتاغون، عن تأييد مزاعم استهداف آرامكو من الاراضي الايرانية، وقال: نحن نريدان يعلن السعوديون من اين انطلقت هذه الهجمات. فالادارة الاميركية لا تريد ان تعلن عن موقفها بهذا الشأن قبل تحقيقات السعوديين.

فيما صرح المتحدث باسم الخارجية الايرانية، عباس موسوي، وضمن نفيه بشدة اي صلة لإيران بهذه العمليات، قائلا: منذ خمس سنوات واليمن يعاني من الحرب، حيث ارتكب التحالف السعودي بدعم من الدول الغربية جرائم حرب كبرى في اليمن، ومن الطبيعي ان يبدي الشعب اليمني وقواته المسلحة رد فعل لوقف هذه الجرائم.

كما ان الرئيس الايراني حسن روحاني، قال في مؤتمر صفحي بعد مشاركته في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة لدورتها الرابعة والسبعين، ان الوفد الايراني أدلت بإيضاحات كافية وواضحة بهذا الشأن. وقد سألت من بعض القادة الاوروبيين الذين اصدروا بيانا وحملوا ايران المسؤولية نوعا ما: لماذا تقولون ذلك؟ وما الدليل؟ ولقد قلت لهم بقوة ان كان لكم دليل ارسلوه لي؟ قالوا ان تحقيقات الخبراء تبين ان قدرات اليمنيين اقل من هذه العمليات. قلت: لنفرض انها اقل، اذن من الذي نفذها؟ قالوا: لا ندري! لعلها كانت الشمال او الغرب. قلت: هل هذا منطقكم للاستدلال؟ إن معلوماتكم عن عدو اليمن كبيرة، ولكن ليس لديكم اي معلومات عن مدى قوة اليمنيين.

وعلى أي حال، فإن وكالة انباء رويترز ستواصل توجهاتها المعادية لإيران خلال الاشهر بل السنوات القادمة، ولكن من المهم هنا هو ان على المتلقين سواء داخل ايران وخارجها، ان يتصرفوا ببصيرة ووعي، ولا يقبلوا بأي تقرير من جهة واحدة وذلك نقلا عن مصادر مجهولة، وعليهم ان يبحثوا ويدققوا عن جميع جوانب الخبر سواء في تصريحات مختلف المسؤولين او في خفايا اروقة السياسة.

رایکم