۱۷۶۳مشاهدات
رمز الخبر: ۴۳۰۷۳
تأريخ النشر: 24 November 2019

منذ عدة شهر وهناك أخبار تغزو صفحات الجرائد والمواقع الاخبارية حول تدهور العلاقة بين السعودية من جهة وحركة "حماس" من جهة أخرى، والسبب يتعلق بشكل مباشر بمساهمة الرياض في حصار الفلسطينيين لاسيما في غزة، وشهدت العلاقة بين الطرفين تراجع مستمر خاصة بعد ان صمتت السعودية عن تفاصيل "صفقة القرن" وحضرت الاجتماعات التي تروج لها على الرغم من معارضة الفلسطينيين لها لكونها تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية إلا أن حكام السعودية لم يهتموا بكل هذه التفاصيل وأداروا ظهرهم للقضية الفلسطينية بل وساهموا في تصفيتها ولم يتوقفوا عند هذا الحد بل عمدوا إلى اعتقال العديد من الفلسطينيين المقيمين في السعودية دون حتى توجيه اي تهمة لهم أو محاكمتهم علناً، وهذا ما فتح الباب امام الكثير من التكهنات حول الاسباب التي دفعت السعودية للقيام بذلك.

ما قامت به السلطات السعودية يخدم المصالح الاسرائيلية فقط، وهذا الأمر أغضب الشعب الفلسطيني والقيادات الفلسطينية، وقبل أيام قال صراحة نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" صالح العاروري، تعليقا على استمرار القيادة السعودية في اعتقال عدد من الفلسطينيين، ان ما قامت به السعودية سيعرضها للمساءلة وسيسبب لها مشاكل.

الأهالي في غزة غاضبون أيضا من هذا الامر، وقاموا بعدة اعتصامات خلال الاشهر القليلة الماضية،
وقال الأهالي في بيان تلوه خلال وقفة احتجاجية نظموها أمام الصليب الاحمر: "إن وجود هؤلاء المعتقلين منذ أكثر من 6 أشهر في السجون السعودية لا ينسجم مع ما عهدناه من المملكة السعودية".

وطالب "عبد الماجد الخضري" المتحدث باسم اللجنة الوطنية للدفاع عن المعتقلين الفلسطينيين في المملكة العربية السعودية الملك سلمان بن عبد العزيز الافراج عن كافة المعتقلين الفلسطينيين في السجون السعودية منذ أبريل الماضي وعلى رأسهم الدكتور محمد صالح الخضري الطبيب المعروف والقيادي في حركة حماس الذين هم في السجن دون تهم أو اجراءات قضائية.

وقال الخضري في تصريح له، أن شقيقه اعتقل في الرابع من أبريل الماضي ونقل الى احد السجون ولم توجه له أية تهمة الى اليوم ولم يعرض على المحاكم السعودية.

وأعرب الخضري عن استغرابه من استمرار الاعتقال خاصة وانه شقيقه جاوز الثمانين من العمر وانه كان يعمل بعلم السلطات السعودية.

وقال "إننا نرى في بقاء هؤلاء الفلسطينيين في السجون أمر مثير للدهشة والاستغراب ومما يزيد دهشتنا استغرابنا أن هؤلاء المعتقلين مما خدموا السعودية وقضوا زهرة شبابهم في بلدهم الثاني معطاءين ومخلصين ".

وكانت حركة حماس كشفت عن اعتقال السعودية لخمسين من انصارها بينهم ممثلها في المملكة ونجله مشيرة الى وصول المفاوضات حول اطلاق سراحهم الى طريق مسدود.

وقبل أسابيع، عبّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ومنظمة IRDG في كلمتهما أمام مجلس حقوق الإنسان -خلال الدورة العادية الثانية والأربعين- عن قلقهما العميق إزاء اعتقال السلطات السعودية عشرات الفلسطينيين وإخفائهم قسرًا دون أي سند قانوني.

ما تقوم به السعودية يعد امراً مستهجناً وغريبا بعض الشيء لأن غايات المملكة من هذا الفعل تعد غامضة إلى حد كبير، ولا يزال هناك علامات استفهام كثيرة أمام ما يحصل؟، وسلوك السعودية هذا يضعنا أمام عدة خيارات؛ إما أن السعودية تخطو خطوات واثقة وجرئية نحو التطبيع مع كيان العدو وتريد أن توصل رسالة له بأن المملكة رفعت يدها عن أهالي غزة والفلسطينيين، وبالتالي نحن ماضون في صفقة القرن، أو ان القيادة السعودية مجبرة على ما تقوم به من قبل الادارة الامريكية ونظرا لضعفها في الفترة الحالية لا تستطيع ان ترفض للرئيس الامريكي دونالد ترامب اي طلب او امر يفرضه عليها.

الشخصيات البارزة التي تعتقلها السعودية وظروف الاعتقال

قبل حوالي 5 أشهر اعتقلت السلطات الفلسطينية الدكتور الفلسطيني محمد الخضري "احد قيادي حماس" ونجله وعشرات الفلسطينيين الأخرين، ولم تطلق سراحهم حتى اللحظة، ولم توجه لهم السلطات اي تهمة، كما انهم يعيشيون بحسب أقرباء واصدقاء المعتقلين ظروف صعبة داخل السجن، ويتعرضون لأبشع انواع التعذيب.

قيادة "حماس" طالبت السعودية بإطلاق سراح الفلسطيني محمد الخضري ونجله، والمعتقلين الفلسطينيين كافة، ونشرت بيان يوم الاثنين، جاء فيه إن سلطات الرياض اعتقلت الخضري في أبريل الماضي، إلا أن الحركة لم تكشف سابقاً عن الأمر لإفساح المجال للاتصالات الدبلوماسية، ومساعي الوسطاء، “لكنها لم تسفر عن أي نتائج حتى الآن".

وأضاف بيان الحركة: "أقدم جهاز (مباحث أمن الدولة) السعودي، يوم الخميس 4 أبريل 2019، على اعتقال الأخ د.محمد صالح الخضري (أبو هاني)، المقيم في جدّة منذ نحو ثلاثة عقود، في خطوة غريبة ومستهجنة، حيث إنه كان مسؤولاً عن إدارة العلاقة مع المملكة العربية السعودية على مدى عقدين من الزمان، كما تقلّد مواقع قيادية عليا في الحركة".

وأوضح البيان أن الخضري "لم يشفع له سِنّه، الذي بلغ (81) عاماً، ولا وضعه الصحي، حيث يعاني من مرض عضال، ولا مكانته العلمية، كونه أحد أبرز الأطباء الاستشاريين في مجال (الأنف والأذن والحنجرة)، ولا مكانته النضالية، التي عرف فيها بخدماته الجليلة التي قدّمها للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، داخل فلسطين وخارجها".

وأكد البيان أنه "لم يقتصر الأمر على اعتقاله، وإنّما تم اعتقال نجله الأكبر (د. هاني) بدون أي مبرّر، ضمن حملة طالت العديد من أبناء الشعب الفلسطيني المقيمين في السعودية".

وقالت حماس إنها "تجد نفسها مضطرّة للإعلان عن ذلك"، مطالبة السلطات السعودية بإطلاق سراح الأخ الخضري ونجله، والمعتقلين الفلسطينيين كافة.

من جانبها دعت مؤسسة"شاهد" الحقوقية، في تقرير لها "المنظمات الدولية إلى التحرك العاجل للضغط على السلطات السعودية للإفراج عنهم".

وطالبت المؤسسة، كل من رئيس السلطة الفلسطينية الرئيس محمود عباس والملك الأردني عبد الله الثاني بالتدخل العاجل لدى السلطات السعودية "لإيقاف هذه المعاناة الإنسانية والإفراج عن الموقوفين".

وقالت المؤسسة إن عشرات الموقوفين "يعانون ظروفا إنسانية بالغة السوء".

كما ذكرت المؤسسة في تقريرها-نقلا عن ذوي الموقوفين- أن حملة التوقيفات الواسعة يقوم بها جهاز أمن الدولة السعودي على خلفية قيام بعضهم بـ"تقديم مساعدات مالية لعائلات شهداء وأسرى في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة".

من جهته عدّ المرصد الأورومتوسطي ممارسات السلطات السعودية انتهاكًا صارخًا لمقتضيات العدالة التي كفلت لكل فرد الحق في المحاكمة العادلة ومعرفة التهم الموجه له وحق الدفاع والالتقاء بمحاميه، وهذا ما لم تراعه السلطات، إذ اعتقلت عشرات الأشخاص دون إسناد أيّة تهم رسمية أو عرضهم على النيابة وهي السلطة المختصة بالتوقيف والتحقيق.

المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" (مقره جنيف)، قال في بيان أصدره يوم 6 سبتمبر/أيلول الجاري، إن السعودية تخفي قسريا 60 فلسطينيا.

وطالب المرصد الحقوقي الدولي الملك السعودي بالتصدي للأساليب الوحشية التي تستخدمها قوات الأمن ضد المختفين قسرياً وغيرها من ضروب المعاملة السيئة، داعيًا في الوقت ذاته المجتمع الدولي والدول الغربية الحليفة للسعودية إلى الضغط على صناع القرار في المملكة من أجل تجنيب المواطنين السعوديين والوافدين الأجانب ويلات الاحتجاز السري، وإنهاء الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في البلاد.

وقالت مسؤولة الاتصال والإعلام لدى المرصد الأورومتوسطي "سيلين يشار" إنّ حملة الاعتقالات التي تستهدف الفلسطينيين في السعودية ليست سوى حلقة من سلسلة طويلة من انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد".

وكشف معتقل يحمل الجنسية الجزائرية -أُطلق سراحه مؤخرًا- للمرصد الأورومتوسطي عن جانب من الممارسات والانتهاكات وأساليب التعذيب التي يتعرض لها المعتقلون -وخصوصًا الفلسطينيون- من المحققين والسجانين في سجن “ذهبان” السعودي.

وقال المعتقل السابق الذي غادر الأراضي السعودية الأسبوع الماضي إن السجانين كانوا يحرمون المعتقلين من النوم أو الحصول على أي علاج طبي رغم أن بعضهم من كبار السن ويحتاجون إلى رعاية خاصة.

وأضاف أنّ الطعام داخل السجن يقدم بطريقة مهينة وأحياناً في أكياس، كما يحرص السجانون على إبقاء المعتقلين مقيدين حتى داخل زنازين السجن.

ويقع سجن "ذهبان" في قرية صغيرة ومنعزلة ومطلة على الساحل على بعد 20 كيلو متراً خارج حدود مدينة جدة الساحلية، حيث تحتجز السلطات الحكومية هناك آلافاً من السجناء في القضايا السياسية والحقوقية وقضايا الإرهاب والعنف.

وأشار المرصد الحقوقي الدولي إلى أن عائلة المهندس A5 (رمز تعبيري) -ويقطن إحدى مدن الضفة الغربية المحتلة- واحدة من تلك العائلات التي فقدت الاتصال مع نجلها مطلع الشهر الماضي، خلال مراجعته دائرة الجوازات في العاصمة السعودية الرياض.

ووفق إفادة العائلة فإنه تم منعها وأصدقاء نجلها الذي يعمل في إحدى الشركات السعودية من السؤال أو الإستفسار عن مصيره أو مكان احتجازه.

وقالت زوجة A5: إنّ أشد ما يؤلمني هو عدم معرفة أي شيء عن زوجي حي أم ميت أم معافى أم يتعرض للتعذيب. هذا الأمر زاد أوجاع أطفالي وكذلك والديه وأشقائه وشقيقاته.

وذكر المرصد الأورومتوسطي أن عائلة الفلسطيني B7 ( رمز تعبيري) نموذج آخر لعمليات الإخفاء القسري في السعودية، إذ فقدت تلك العائلة الاتصال مع نجلها في يوليو/ تموز الماضي، ومنذ ذلك الوقت لا تعرف شيئًا عنه رغم مناشداتها المتكررة للسطات بالكشف عن مصيره أو مكان احتجازه.

وبحسب إفادة العائلة فإن نجلها أسير سابق في السجون الإسرائيلية، ومُبعد بشكل قسري إلى الأردن حيث استكمل تعليمه الجامعي وتزوج هناك ومن ثم انتقل إلى العمل في إحدى الشركات في السعودية.

وبيّن الأورومتوسطي أن السلطات السعودية اعتقلت رجل أعمال فلسطيني مقيم في جدة منذ عقود ويبلغ من العمر (60 عامًا) في يوليو/تموز الماضي.

ونقل المرصد الحقوقي الدولي عن أحد أبنائه قوله إن السلطات صادرت أمواله وهددت أفراد العائلة بالصمت ومنعتهم من مغادرة الأراضي السعودية خشية فضح عملية اعتقال والدهم.

المصدر: الوقت

رایکم