۲۰۰۶مشاهدات
رمز الخبر: ۴۱۹۷۱
تأريخ النشر: 06 August 2019

بعد اختتام المؤتمر الذي استمر يومين في المنامة دون جدوى، بدأ جاريد كوشنر المهندس الرئيس لصفقة القرن جولةً جديدةً من المفاوضات مع المسؤولين في سلطات بعض الدول العربية المهمة المعنية والمؤثرة في الموضوع.

ولهذا الغرض قام كوشنير الأسبوع الماضي إلى جانب مبعوث الرئيس الأمريكي لعملية السلام "جيسون جرينبلات"، ومسؤول فريق العمل الخاص بإيران في الإدارة الأمريكية "براين هوك"، ومساعد ترامب "آفي بيركوفيتش"، بجولة إقليمية إلى السعودية والأردن وفلسطين المحتلة ومصر والمغرب، وهي جولة تركّز على دراسة كيفية تفعيل صفقة القرن.

قال بعض المسؤولين إن الوفد الأمريكي قد تحدّث مع كبار قادة هذه الدول، بشأن الأموال التي ستدفعها كل دولة للمضي قدماً بمشروع السلام الذي يدعى "صفقة القرن".

مجلة "وانتي فير" الأمريكية نقلت عن مسؤول أمريكي قوله، إن الهدف من زيارة مستشار البيت الأبيض إلى بعض دول الشرق الأوسط، هو التركيز على إقناع قادتها بتمويل خطة ترامب الاقتصادية للسلام في الشرق الأوسط.

والآن علينا أن نرى كيف يعتزم کوشنر المضي قدماً في تنفيذ هذه الخطة وسط معارضة الفلسطينيين الواسعة النطاق، والتي أدّت إلى فشل مؤتمر المنامة.

متابعة نتائج مؤتمر المنامة في اجتماع أبو ظبي

منذ وصول ترامب إلى سدة الرئاسة وإثارته لخطة السلام المتمثلة في صفقة القرن، نشرت التفاصيل غير الرسمية من الخطة من وقت لآخر وذلك لجسّ نبض الشارع الفلسطيني قبل الإعلان الرسمي عنها. ولهذا فإن الأجزاء الحساسة من الخطة مثل الدولتين، قضية العاصمة، الجيش الفلسطيني، يكتنفها الغموض حتى الآن، ويُرفض تقديم تفاصيل مفصّلة عنها في بيان رسمي، وأحدث بند من تفاصيل الكشف، كان تقريراً لصحيفة هيوم الإسرائيلية.

يذكر التقرير تشكيل دولة فلسطينية، لكن القدس لا تقسّم ولا توجد شفافية في مجالات مهمة مثل الحدود، وسيستمر الاستيطان كما كان من قبل، وستنضم مستوطنات منفصلة إلى بعضها البعض وتتوسع مساحة التجمعات الاستيطانية لتصل إلى مستوطنات معزولة.

النقطة المهمة الأخرى هي حرمان فلسطين من امتلاك جيش، وقبل كل شيء، نزع سلاح حماس بالكامل، ولم تشر الخطة إلى انسحاب الكيان الإسرائيلي إلى حدود عام 1967.

ما كان جلياً بوضوح هو المعارضة الأكيدة لجميع الفصائل الفلسطينية للخطة، بحيث لم يحضر أي منهم مؤتمر المنامة، وبالنظر إلى تدهور الوضع الاقتصادي الفلسطيني وقطع العديد من التبرعات عنهم على مدار العامين الماضيين، تم إدراج خطة بقيمة 50 مليار دولار في صفقة القرن، والتي يبدو في الظاهر أنها لربط الضفة الغربية بقطاع غزة، لكن الغرض الرئيس من هذا الاقتراح، كان بثّ الفرقة بين الفصائل الفلسطينية لتحقيق الاستفادة القصوى من صفقة القرن.

وعلى الرغم من معارضة الفلسطينيين لقبول مثل هذه الرشوة، لكن أمريكا تحاول تفعيل النتائج التي تم التوصل إليها في مؤتمر البحرين قدر الإمكان، وموافقة الدول العربية الكبرى مثل السعودية ومصر والإمارات أمر ضروري.

وفقاً لذلك، أعلنت وسائل الإعلام في الأيام الأخيرة عن موافقة الإمارات لاستضافة الجولة الثانية من اجتماع صفقة القرن، وبحسب المصادر العربية، ستبدأ الاستعدادات والمشاورات حول ورشة عمل أبو ظبي رسمياً في أوائل أغسطس، حتى ينعقد هذا الاجتماع بعد عيد الأضحى، وتحرص الإمارات على جعل هذه الورشة ناجحةً، ومن المؤكد أن الاجتماع الذي انعقد في المغرب بين ولي عهد الإمارات وكوشنر، جاء للتنسيق بشأن هذه الورشة.

الاستغلال السياسي

لقد ورد في شروط صفقة القرن أنه إذا لم تقبل منظمة التحرير الفلسطينية وحماس والجهاد الإسلامي بهذه الصفقة، فسيتم فرض عقوبات عليهم ومنعهم من المساعدات المالية تماماً.

وإذا رفضت حماس والجهاد الإسلامي فقط، فإن أمريكا ستدعم "إسرائيل" لإلحاق الأذى بهم، لذا فإن زيارات كوشنير الإقليمية، باعتبارها المرحلة الثانية من الصفقة وبعدها السياسي، تتم في إطار سيناريو متوقع لاستغلال شروط لم تتدخل الفصائل الفلسطينية في صياغتها ولم توقّع عليها.

ويسعى كوشنر لتحقيق عدة أهداف أخرى في وقت واحد، وهي:

1- سبق أن وصف کوشنر ولاءه لترامب بأنه لن يتزعزع، ويرى البعض أن دوره في البيت الأبيض هو دور ديك تشيني في عهد بوش.

لذلك فهو يبحث عن أرضية يتمكّن فيها ترامب من الإعلان عن التفاصيل والجزء السياسي من الخطة، وبالتالي إحداث ضجة دعائية كبيرة في حملة ترامب الانتخابية، كإنجاز جديد له وضرورة إعادة انتخابه لاستكمال عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية.

2- لكي ينجح نتنياهو في انتخابات الكنيست، يحتاج إلى استرعاء اهتمام الجناح اليميني المحلي والدعم الأمريكي المتزامن.

وقد بدأ بهدم المنازل الفلسطينية على نطاق واسع في قرية "صور باهر" وبناء مستوطنات جديدة لحشد دعم اليمين المتطرف.

من ناحية أخرى، فقد كتب المبعوث الأمريكي "جيسون غرينبلات" في رسالة على تويتر: أعتقد أننا سنؤجل خطة ترامب للسلام حتى يتم تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة في نوفمبر.

كما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن كوشنر سيقدم في هذه الزيارة خطةً تشمل مؤتمراً دولياً للسلام في كامب ديفيد تحت إشراف أمريكا.

ووفقاً للتقرير، سينعقد هذا الاجتماع قبل الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية في 17 سبتمبر، ووصفت الصحيفة بأنها هدية من ترامب إلى نتنياهو.

3- كوشنر باعتباره يهودياً أرثوذكسياً سيبذل قصارى جهده لاستخدام جثة صفقة القرن لمصلحة الكيان الإسرائيلي سياسياً.

وفي هذا الصدد يحاول إحداث الثغرات في الجبهة الفلسطينية المتراصة، فهو توجّه إلى الأردن الأربعاء الماضي، ولكن ذكرت صحيفة رأي اليوم أن محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية قد سبق کوشنر في زيارة عمان بدعوة من عبد الله الثاني، وذلك لمناقشة اقتراحات كوشنر المحتملة في هذه الزيارة.

ونظراً للشروط الواردة في صفقة القرن، سيحاول استخدام المعارضة الفلسطينية للخطة، للاعتراف بقمع الكيان الإسرائيلي لهم، وهو ما فعله هذا الكيان طوال السبعين عاماً الماضية.

لذلك، من خلال الزيارات الإقليمية إلى الدول العربية، يسعى إلى الحصول على موافقتها ضمنياً للسياسات الإسرائيلية، وإقناعها بتطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي.

وعلى الرغم من أن كوشنر يحاول الضغط على الفلسطينيين باستخدام الدول العربية وأموالها، ورغم المعادلات المجهولة في صفقة القرن يبقى رد الفلسطينيين عليها هو "المقاومة".

المصدر: الوقت

رایکم