۶۰۶مشاهدات
رمز الخبر: ۴۱۳۵۲
تأريخ النشر: 20 May 2019

بعد التهديدات والضجيج الذي اطلقه الرئيس الاميركي، دونالد ترامب، ضد ايران، وإرساله حاملة الطائرات لينكولن الى المنطقة، فما مدى احتمال وقوع الحرب بين ايران واميركا؟

للإجابة على هذا السؤال: لابد ان نراجع المواقف الاميركية والايرانية، فمن خلال رصد المواقف والتصريحات من كلا الجانبين يبدو ان كلاهما لا يريدان الحرب.

فقد صرح ترامب يوم الخميس 16 ايار/مايو 2019، أنه يأمل ألا تكون الولايات المتحدة في طريقها الى حرب مع ايران.

ونقلت مجلة "تايم" الاميركية عن مسؤولين في البنتاغون تأكيدهم عدم وجود خطة لمواجهة ايران.

وأوضحت المجلة نقلا عن عن ثلاثة مسؤوولين عسكريين أميركيين مشاركين في التخطيط والإشراف العسكري بمنطقة الشرق الأوسط أنه لا توجد خطة فعلية قابلة للتنفيذ، أو أي شيء من هذا القبيل، لنشر قوات على نطاق واسع في الخليج الفارسي.

وقال أحد الضباط "يتطلب ذلك معرفة ما هو الأمر الذي ينبغي استهدافه، هل هي قوات إيران العسكرية أم يتعلق الأمر بمليشيا؟ هل العدو موجود في العراق أو سوريا أو في مكان آخر؟ هل يتعلق الأمر بسيارة مفخخة أم بصواريخ أم بتهديد إلكتروني؟ وهل هناك أدلة موثوقة تربط أي هجوم بالحكومة الإيرانية بحيث تكون الأهداف داخل إيران مشروعة؟".

ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مصادر استخباراتية قولها إن التصعيد الأخير بين طهران وواشنطن ناتج عن اعتقاد خاطئ لدى كل منهما برغبة الآخر في التصعيد.

كما نقلت وسائل الإعلام عن مشرّعين أميركيين قولهم إنه لم يكن هناك داع لإرسال قطع عسكرية إلى الشرق الأوسط.

من جهته، هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترامب وسائل الإعلام مجددا، واصفا إياها بالمخادعة من خلال تقاريرها غير الدقيقة بشأن إيران.

ووصف ترامب في تغريدة على تويتر هذه التقارير بالخطيرة والمضرة بمصلحة البلاد. وأضاف أن إيران حتى هذه اللحظة لا تعرف كيف يمكن أن تتصرف، وهو ما قد يكون أمرا جيدا في هذه المرحلة.

وفي هذا السياق، قال مسؤول كبير في إدارة ترامب اليوم الجمعة إن الولايات المتحدة في انتظار تواصل إيران، لكن لم تصلها منها أي رسائل بعد تشير إلى استعدادها لقبول مفاتحات ترامب بعقد محادثات مباشرة.

وأضاف المسؤول -الذي طلب عدم نشر اسمه- لمجموعة صغيرة من الصحفيين "نعتقد أن علينا أن نخفض التصعيد والدخول في مفاوضات".

وكان ترامب قد دعا القيادة الإيرانية إلى إجراء محادثات بشأن برنامجها النووي ونفوذها الإقليمي، وسط تصاعد للتوترات بين البلدين، لكن الايرانيين وبما يعرف عنهم عزة النفس العالية، يرفضون اي مفاوضات تحت التهديد، ويطالبون اميركا بالعودة الى الاتفاق النووي باعتباره اطارا مناسبا للمفاوضات، مشددة على ان قدراتها الصاروخية والدفاعية ليست مطلقا محلا للتفاوض.

وفيما اذا تساءل أحد، لماذا ترسل اميركا حاملة طائراتها الى المنطقة؟ الجواب انها خطوة استعراضية لا غير، فقط اعلن مسؤول عسكري ايراني مطلع بأن حاملة الطائرات الاميركية "ابراهام لينكولن" متوقفة في بحر العرب ولم تأت الى الخليج الفارسي خلافا لما تدّعي اميركا. وأن سائر القطعات الاميركية قد غادرت، وأصبح الخليج الفارسي خاليا أكثر من أي وقت مضى.

وقال هذا المسؤول العسكري في تصريح له يوم الاربعاء 15 مايو/ايار 2019، بان التحركات العسكرية الاميركية في المنطقة تأتي للحفاظ على وحداتهم فيها وان سائر الامور المطروحة من جانب اميركا تأتي في اطار الحرب النفسية للتاثير على الراي العام الداخلي والخارجي.

واضاف، انه وفقا للتحليلات الاستخبارية والعسكرية فان ما يتابع هذه الايام في الاجواء الاعلامية المعادية وبعض الحكومات التابعة لاميركا حول التحركات العسكرية الاميركية في المنطقة لا قيمة عملانية له اساسا وان اوضاع الوحدات البرية والبحرية والجوية للجيش الاميركي تنبئ عن هذه الحقيقة وهي انهم في حالة دفاعية وللحفاظ على وحداتهم من الاخطار المحتملة.

وأما من جهة ايران، فهي ايضا لا تريد الحرب، لكنها ستدافع عن النفس في مواجهة اي عدوان، اي انها لن تكون البادئة بالحرب.

فقد أكد قائد الثورة الاسلامية مرارا ان لا حرب ولا مفاوضات، بل مقاومة في مواجهة الاعداء. وأما الرئيس الايراني فقد اعتبر ان الحرب قائمة بالفعل، ولكنه وصفها بالحرب السياسية والاقتصادية، داعيا ابناء الشعب الى التكاتف من اجل مواجهة هذه الحرب، وقائلا: نحن لم نبدأ هذه الحرب، بل أميركا هي التي بدأتها، وسنكون نحن المنتصرين فيها بإذن الله.

كما اكد وزير الخارجية الايراني، محمد جواد ظريف، أن ايران لاتسعى لاشتباك في المنطقة ولكنها لطالما دافعت وستدافع عن مصالحها بقوة.

واوضح ظريف بعد اجتماعه بنظيره الياباني "تارو كونو" في طوكيو يوم الخميس 16 مايو/ايار 2019، بأن الاجتماع بحث مستجدات المنطقة والاجراءات الاميركية وكيفية الحفاظ على الاتفاق النووي في حال رغب المجتمع الدولي بذلك.

وبيّن ظريف الى أن وزير خارجية اليابان أكد تمسك بلاده بالاتفاق النووي ورغبتها بمواصلة طرقها الدبلوماسية لاحتواء التوتر في المنطقة، وبدوري أوضحت له طرق خفض التوتر ولجم الاجراءات الاميركية الساعية للحرب، وأن ايران لا تسعى لاشتباك ولكنها لطالما دافعت بقوة عن مصالحها والان تواصل العمل ذاته.

وحتى القائد الجديد للحرس الثوري، اللواء حسين سلامي، والمعروف عنه انه من جناح الصقور، يستبعد ايضا احتمال الحرب، حيث نقل عنه مصدر برلماني، قوله: ان الحرب الاميركية ضد ايران غير ممكنة لأن اميركا لا تملك القدرة والجرأة على شن الحرب ضد ايران، وما يمنع ذلك هو قوة قواتنا المسلحة من جانب ونقاط الضعف لحاملات الطائرات الاميركية من جانب اخر، لذا فإن اميركا لن تقدم على مثل هذه المخاطرة.

اذن، من يريد الحرب؟ والجواب ان هناك ثلاث جهات ترغب بوقوع الحرب: الاولى أميركية وتتمثل في صقور الإدارة الاميركية مثل مايك بومبيو وزير الخارجية وجون بولتون مستشار الامن القومي، وجاريد كوشنر مستشار ترامب وصهره. والثانية عربية؛ وتتمثل في الانظمة العربية الحليفة لأميركا وعلى رأسها السعودية والامارات. والثالثة: الكيان الصهيوني.

وقد أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، الجمعة 17 ايار/مايو 2019، بأن التحالف السعودي الإماراتي الإسرائيلي هو من يقف وراء دعم خيار الحرب ضد إيران.

وقالت الصحيفة في تقرير لها، إن احتمال العمل العسكري الأميركي ضدّ إيران لا يحظى سوى بالقليل من الدعم الدولي، فقد رفضه حلفاء الولايات المتحدة هذه المرة علانية، فيما دعت القوى الكبرى، مثل روسيا والاتحاد الأوروبي، إلى ضبط النفس، كما أن الدعم ضئيل بين أعضاء الكونغرس الأميركيين، الذين عبر بعضهم عن سخطه من نقص المعلومات.

وكشفت الصحيفة المذكورة أنه حتى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، صاحب النّبرة الحادّة عند الحديث عن إيران، عبر الخميس عن غضبه إزاء دفع مستشاره للأمن القومي، جون بولتون، نحو سياسة أكثر صقوريّةً مع طهران، وأنه يبحث عن صفقة معها، ويريد الحديث بشكل مباشر.

غير أن الصحيفة أشارت إلى تحالفٍ وحيدٍ يدعم هذه الفكرة، يجمع كلاً من السعودية وإسرائيل والإمارات، مضيفة أنه ليس من قبيل الصدفة أن هذه البلدان لجأت إلى البيت الأبيض منذ تولي ترامب منصبه في كانون الثاني 2017، حين رأت أن الإدارة القادمة ستكون حليفة ضدّ إيران. هذه الجهات الثلاث ترى من مصلحتها الشديدة وقوع الحرب، لكن ترامب وبما الطبع لديه يغلب التطبع، وهو تاجر بالطبع، لذلك يحسب الربح والخسارة قبل اي شيء، وكما قيل فإن رأس المال جبان، فإنه ورغم كل ما عرف عن حماقاته لن يقدم على حماقة اعلان الحرب على ايران، لأن فيها خسارة كبرى لأميركا. ولكن يبدو انه يتمنى او يرغب في ان تشن بعض دول المنطقة الحرب على ايران، مثل السعودية او الامارات، ولكن هذه الدول ايضا تتخوف فهي لن تقاوم امام النيران الايرانية سويعات، حيث ستعيدها الى العصر الحجري. وبقي الكيان الصهيوني، وهو ايضا بيته من زجاج، وفي مرمى الصواريخ الايرانية وكذلك صواريخ المقاومة من الشمال والجنوب.

رایکم
آخرالاخبار