۶۷۵مشاهدات
رمز الخبر: ۴۱۲۴۹
تأريخ النشر: 13 May 2019

انتهت الجولة السادسة من المحادثات الثنائية بين مندوبي أمريكا وطالبان في قطر يوم الخميس الماضي، وذلك عندما بدا للطرفين أنه لن يتحقق أي تقدّم كبير في المباحثات للتوصل إلى اتفاق.

وقبل بدء المحادثات، قال السفير الأمريكي زلماي خليل زاد إن المحادثات ستركّز على أربع قضايا رئيسية هي: انسحاب القوات الأجنبية، وضمان الحرب ضد الإرهاب، وبدء المحادثات بين طالبان والحكومة الأفغانية لإيجاد حل سياسي، ووقف دائم لإطلاق النار.

وبعد انتهاء المحادثات يوم الخميس، أعلنت حركة طالبان في بيان لها أنها في هذه الجولة من المفاوضات حلّت بعض القضايا الخلافية إلا أنه لا تزال هناك قضايا أخرى، وهي تعدّ رئيسية عالقة بين الطرفين.

وأضافت طالبان أن الفجوة تضيق في المحادثات مع مبعوث السلام الخاص لواشنطن خاصة فيما يتعلّق بالجدول الزمني لسحب القوات الأمريكية من أفغانستان، ويواصل الجانبان اجتماعات في قطر حيث تحتفظ طالبان بمكتب سياسي.

وقال المتحدث باسم طالبان، سهیل شاهي، في الدوحة عبر رسالة صوتية أُرسلت السبت إلى وكالة أسوشييتد برس: "إن الجانبين عرضا مقترحات جديدة لسحب القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وستكون هذه خطوة أولية مهمة نحو التوصل إلى اتفاق لإنهاء ما يقرب من 18 عاماً من الحرب، وأطول مشاركة عسكرية أمريكية".

وأضاف المتحدث في بيان صدر باللغة الإنكليزية: "هناك مقترحات لتقليص الفجوة بين الجانبين، لكن لا تزال هناك حاجة إلى مفاوضات للتوصل إلى اتفاق نهائي".

وعلى الرغم من الرضا النسبي للطرفين على عملية التفاوض، قامت طالبان وقبل ساعات من إصدارها البيان بتنفيذ هجوم إرهابي في العاصمة الأفغانية ذهب ضحيته 9 أشخاص من المدنيين وأصيب 20 آخرين في العاصمة الأفغانية كابل، وتبنّت طالبان الهجوم، وكتب الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد في تغريدة على تويتر: "إن الهجوم يهدف إلى ضرب كاونتربارت إنترناشيونال"، مؤكداً أن هذه المنظمة غير الحكومية متورّطة في نشاطات "مضرة"، وأنها مرتبطة بالوكالة الأمريكية لمساعدات التنمية الدولية (يو. إس. إيد).

وأوضح ذبيح الله مجاهد في تغريدة ثانية نقلتها الوكالة الفرنسية أن كاونتربارت تنفّذ برنامجاً خطيراً يحمل اسم (إينجل) يهدف إلى تشجيع الاختلاط بين النساء والرجال.

هذا الهجوم وردود الأفعال الأمريكية الرافضة له أظهر الاختلافات العميقة حول توقيت انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، وكذلك حول بدء المحادثات المباشرة بين طالبان والحكومة الأفغانية التي تعتبرها طالبان دمية بيد أمريكا.

لأمريكا حوالي 14000 جندي في أفغانستان، حوالي 8400 منهم مسؤولون عن تدريب قوات الأمن الأفغانية، بينما يقوم آخرون بمهام عسكرية قتالية، بالإضافة إلى ذلك، هناك 8500 من القوات الدولية الأخرى تقوم بتدرب القوات الأفغانية أيضاً.

وحول عملية سحب هذه القوات أعربت واشنطن أنها لن توافق على سحب القوات كجزء من معاهدة سلام ما لم تقدّم طالبان ضمانات أمنية، وتنفّذ وقفاً لإطلاق النار، وتوافق على إجراء حوار مع حكومة كابول ووفود أفغانية أخرى.

وفي هذا السياق، على ما يبدو أن الشروط الأمريكية، وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بنزع سلاح طالبان قبل انسحاب القوات الأمريكية، يعتبر كحجر كبير في طريق المحادثات.

وقبل بدء المحادثات، وجّه خليل زاد رسالة إلى طالبان عبر تويتر قال فيها: "حان الوقت لإلقاء سلاحك، ووقف هذا العنف واعتناق السلام"، هذه التغريدة ردّ عليها المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، بشكل عنيف قائلاً: "يجب عليك إخراج فكرة نزع سلاح طالبان من رأسك".

إنّ تعليق المفاوضات بين الطرفين يوم الخميس الماضي يعود على ما يبدو إلى عدم اطمئنان قادة طالبان وثقتهم بجدية انسحاب أمريكا من بلادهم، وفي هذا الصدد، بينما تطالب حركة طالبان بسحب جميع القوات الأجنبية من أراضي أفغانستان في أقصر وقت ممكن، يبدو أن مسؤولي البيت الأبيض، وبالرغم من حديثهم الطويل حول الانسحاب إلا أنهم غير مستعدين لفقدان أكبر قاعدة لهم من المنطقة والتي بنظرهم تلعب دوراً مهماً في السباقات الجيوسياسية مع روسيا والصين جنوب آسيا وآسيا الوسطى.

وفي هذا السياق نذكّر بما قاله ترامب في أوائل فبراير 2019، حيث وعد في تغريدة له على تويتر بالاحتفاظ بجزء من قواته في أفغانستان لما أسماه القيام بعمل استخباراتي.

من ناحية أخرى، يعتقد الكثيرون، بمن في ذلك إيران وروسيا، أن واشنطن، وفي أعقاب الإطاحة بنظام الخلافة الذي أعلنته داعش في سوريا والعراق، تسعى إلى نقل عناصر التنظيم إلى أفغانستان لإحداث تهديدات أمنية في المنطقة، وهو بالأمر غير الممكن الحدوث بسبب وجود منافس قوي مثل طالبان، لذا يعدّ نزع سلاح طالبان بالأمر الخطير خاصة بسبب ضعف القوات الأفغانية أمام قوة التنظيم الإرهابي التي زادت بعد ظهور زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي من محافظة خرسان الأفغانية ليعلن عن تكثيف العمليات الإرهابية في هذه المنطقة.

ولكن في البعد الثاني، فإن من أسباب فشل المحادثات بين الحكومة المركزية وحركة طالبان، هو أن طالبان ليست على استعداد للتفاوض مع كابول، حيث قال خليل زاد: "إن طالبان ليست على استعداد بعد للتفاوض مع الحكومة الأفغانية والتي وصفها بأنها غير شرعية".

من ناحية أخرى، فإن الرئيس الأفغاني أشرف غني، الذي يعتبر أن نتائج المباحثات بين أمريكا وطالبان قد تشكّل تهديداً حول مستقبله السياسي، مصمم على لعب دور في عملية المفاوضات.

وفي هذا السياق قام الرئيس الأفغاني يوم الاثنين الماضي بافتتاح أعمال الاجتماع القبلي المكبّر المعروف محلياً بـ "لويا جرغه" بشأن المصالحة الأفغانية، والذي حضره أكثر من 3000 شخصية سياسية واجتماعية ودينية بهدف كسب الشرعية للدخول في مفاوضات الدوحة، إلا أن جهوده باءت بالفشل بسبب رفض طالبان حدوث ذلك.

المصدر: الوقت

 

رایکم
آخرالاخبار