شبکة تابناک الاخبارية: خطت سوريا خلال العام 2018 خطوات كبيرة على طريق انهاء المؤامرة التي استهدفتها منذ العام 2011 حيث تمكنت الدولة السورية من إخراج العاصمة دمشق ومحيطها كليا من معادلة الصراع وإعادة بسط سيطرتها على الحدود الأردنية وخط التماس مع العدو الصهيوني في الجولان السوري المحتل. ومع الإنجازات العسكرية الاستراتيجية الكبيرة التي حققها الجيش السوري وحلفاؤه خلال هذا العام حيث تمكنت الدولة السورية من إعادة بسط سيطرتها على ما يقرب من 60 % من الأراضي السورية.
بدأت الدول المعادية لسوريا تعيد حساباتها السياسية وتسلم بهزيمة مشروع القضاء على الدولة السورية فشهد أواخر العام اندفاعة سياسية نحو دمشق تمظهرت بزيارة رسمية للرئيس السوداني عمر البشير لدمشق وإعادة فتح سفارة الامارات العربية المتحدة في العاصمة السورية وعودة الرحلات الجوية المدنية.
ومع التقدم الميداني الذي كان يحققه الجيش السوري وحلفاؤه ازدادت وتيرة الاعتداءات الصهيونية حتى وصلت ذروتها في إسقاط طائرة استطلاع عسكرية روسية من طراز “إليوشين” على مسافة 35 كيلومترا من الساحل السوري مقابل محافظة اللاذقية غربي سوريا في 17-09-2018، مما أدى إلى مقتل 15 عسكريا كانوا على متن الطائرة التي كانت متجهة إلى قاعدة حميميم الروسية بريف اللاذقية، ودفع بروسيا إلى تسليم سوريا أنظمة دفاع جوي من طراز “S 300″، الأمر الذي أنتج انكفاءً ملحوظاً في الاعتداءات الجوية الإسرائيلية وإن كانت استأنفتها أواخر العام. وقد واكبت هذه الاعتداءات محاولة عرض عضلات أميركية بريطانية فرنسية لاستهاض همة الإرهابيين عبر القيام بعدوان ثلاثي في نيسان بحجة مزعومة عن استخدام السلاح الكيماوي في دوما لكن هذا العدوان لم يغير في المعادلة التي كانت جارية شيئا.
كما شهد هذا العام دخولاً عسكرياً تركياً مباشراً إلى الميدان السوري قامت بموجبه القوات التركية باحتلال منطقة شمال حلب وإدلب بما فيها المناطق التي كانت خاضعة للأكراد في منطقة عفرين، تبعه بعد أشهر توقيع اتفاق لإقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب برعاية روسية تركية.
ويمكن القول إن هذا العام هو عام التخلي عن الأكراد من قبل حليفتهم واشنطن، التي فاجأتهم في نهاية العام بإعلان ترامب انسحاب القوات الأميركية من سوريا تاركا لهم مصيرهم بين المخالب التركية او العودة طائعين إلى حضن دمشق.
سياسياً، شهد العام محادثات عديدة في سوتشي وجنيف حيث بدأ الحديث عن تشكيل لجنة صياغة الدستور تمهيدا لوضع سوريا على مسار الحل السياسي.
ابرز الأحداث الميدانية في سوريا
– الجيش السوري يسيطر على مطار ابو الضهور بريف حلب
استهل الجيش السوري وحلفاؤه العام 2018 باستكمال ما كان بدأه في العام السابق حيث كان التركيز على غوطة دمشق وريفها إضافة إلى مناطق ريف حمص وحماه وإدلب حيث تمكنت القوات العسكرية من السيطرة على مطار أبو ظهور العسكري في ريف إدلب الجنوبي الذي أعلنت تحريره في العشرين من شهر كانون الثاني/ يناير، كما فرضت سيطرتها على معظم منطقة شرق سكة الحجاز والتي تمتد بين أرياف حلب حماة وإدلب. وفرضت طوقاً على تنظيم “داعش” الارهابي في نفس المنطقة، ضمن مساحة تقدر بـ 1100 كم مربع.
وتكمن أهمية السيطرة على مطار أبو ظهور، بأنه ثاني أكبر قاعدة عسكرية بعد مطار تفتناز في الشمال، ويمتد على مساحة تقدر بـ 16 كم مربع، بالإضافة لكونه يتوسط ثلاث محافظات وهي حماة، حلب، وإدلب، ويعتبر مدخلاً إلى البادية من جهة الشرق. وتتيح السيطرة عليه، توسيع نطاق الأمان حول مناطق سيطرة الجيش السوري وحلفائه في محافظة حماة وجنوب حلب.
كما أطلقت تركيا في 20 كانون الثاني/ يناير 2018، عملية عسكرية ضد معاقل الوحدات الكردية التي تشكل عماد قوات سوريا الديمقراطية، في منطقة عفرين شمال غرب حلب مطلقة عليها تسمية عملية غصن الزيتون.
في 9 شباط/ فبراير 2018، فرضت قوات الجيش السوري كامل سيطرتها على منطقة شرق سكة الحجاز بسيطرتها الكاملة على معاقل تنظيم داعش في جيب يقع ضمن مثلث أرياف “حلب – إدلب – حماة ” ويبلغ مساحته 1100 كم مربع، وقد استسلم التنظيم وقبل باتفاق يقضي بتسليم عناصره وأسلحته بعد محاصرته في قرية الخوين.
وفي العاصمة دمشق كانت الجهد العسكري منصبا على تحرير غوطة دمشق من الإرهابيين رغم محاولات الغرب بإعاقة هذا الجهد عبر اصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بفرض هدنة لمدة ثلاثين يوما في 25 شباط/ فبراير لكن ذلك لم يمنع من استمرار المعارك العسكرية خاصة وأن القرار استثنى من الهدنة جبهة النصرة.
– الاحتلال التركي لعفرين
في 18 آذار/مارس 2018 أعلنت تركيا سيطرتها على مدينة عفرين ونواحيها شمال غرب حلب بشكل شبه كامل، وذلك بعد أقل من شهرين على انطلاق العملية.
– السيطرة على آخر معاقل الارهابيين في الغوطة الشرقية
كما تمكنت قوات الجيش السوري وحلفائه من السيطرة على القطاع الأوسط ومدينة حرستا في الغوطة الشرقية، وذلك عقب اتفاق مع حركة أحرار الشام في 20 آذار/ مارس 2018، واتفاق مماثل مع فيلق الرحمن في 23 من الشهر نفسه قضى بانسحاب المسلحين إلى الشمال السوري وبالتالي بسطت الحكومة السورية سيطرتها شبه الكاملة على الغوطة الشرقية باستثناء مدينة دوما وبعض المزارع في محيطها.
أما في شهر نيسان / أبريل فقد استطاع الجيش السوري والقوات المتحالفة معه السيطرة على كامل مدينة دوما آخر معاقل المسلحين في الغوطة الشرقية وذلك في 15 نيسان / أبريل، وعلى كامل منطقة القلمون الشرقي في 25 نيسان/ أبريل 2018.
وقد ساهمت هذه السيطرة في تأمين كامل المنطقة الشرقية لدمشق من أي تواجد للمسلحين الذي خرجوا نحو الشمال السوري. وقدرت أعداد الخارجين من مجمل الغوطة الشرقية والقلمون الشرقي بحلول 55 ألفاً ويشمل هذا الرقم المسلحين وذويهم.
– إنهاء ملف جنوب العاصمة
وبعد الانتهاء من ملف شرقي دمشق، توجهت الحكومة السورية نحو إنهاء ملف جنوب العاصمة حيث أطلقت عملية عسكرية نهاية شهر نيسان/ أبريل 2018 على مخيم اليرموك الذي تسيطر على ثلثه هيئة تحرير الشام وعلى الثلثين الباقيين تنظيم "داعش"، كما قام الجيش السوري أيضاً بفتح ملف التفاوض من جديد لإنهاء ملف قرى وبلدات بيت سحم وببيلا وسيدي مقداد.
– العدوان الثلاثي
إلا أن هذا الشهر شهد العدوان الثلاثي الأميركي البريطاني الفرنسي حيث قامت هذه الدول بقصف ثلاثة مناطق في سوريا بحجة أنها لها علاقة بتطوير الأسلحة الكيميائية وقد ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الهجمات الأميركية البريطانية الفرنسية على سوريا استهدفت مركز البحوث في حي برزة بدمشق، مضيفة أن “الدفاعات الجوية السورية تصدت لعدد من الصواريخ استهدفت مستودعات للجيش العربي السوري في مدينة حمص” وسط سوريا.
وأشارت إلى أن الدفاعات الجوية “أفشلت عددا من الاستهدافات، وتصدت لـ13 صاروخا وأسقطتها بمنطقة الكسوة في ريف دمشق”. وقد تميزت العدوان بأنه كان صوريا حيث نقلت وكالة رويترز ونقلت وكالة رويترز عن “مسؤول إقليمي بارز مؤيد لدمشق”، قوله “إن الحكومة السورية وحلفاءها استوعبوا الهجوم الذي شنته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، وإنه تم إجلاء المواقع المستهدفة منذ أيام بناء على تحذير من روسيا”. وقال المسؤول “استوعبنا الضربة وتلقينا إنذارا مبكرا للضربة من الروس، ومنذ أيام تم إخلاء كل الأماكن العسكرية، وقد تلقينا حوالي ثلاثين صاروخا من التحالف الثلاثي وتم إسقاط حوالي ثلثها من خلال الدفاعات الجوية”.
وجاء هذا العدوان بذريعة استخدام الجيش السوري للسلاح الكيماوي في دوما وتم تنفيذه بالرغم من أن بعثة التحقيق الدولية الخاصة بالغوطة” والتابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي وصلت إلى دمشق لم تكن قد باشرت عملها بعد.
– الجيش السوري يسيطر على كامل العاصمة دمشق وريفها
أما في شهر أيار/ مايو فقد بسطت القوات السورية وتلك المتحالفة معها في 22 أيار/ مايو 2018 سيطرتها على كامل العاصمة دمشق وريفها، بعد خروج الدفعة الأخيرة من المسلحين من بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم جنوب العاصمة دمشق في 11 أيار/ مايو، والتي كانت آخر جيب للمسلحين في دمشق وريفها، وعلى إثر أتفاق أدى إلى نقل 1600 من عناصر تنظيم "داعش" وعوائلهم من مخيم اليرموك والحجر الأسود إلى مناطق في البادية السورية بعد ضغط عسكري كبير على هؤلاء، وبذلك أصبحت العاصمة السورية دمشق خالية من العمليات العسكرية لأول مرة منذ حوالي 7 سنوات.
– تأمين الحدود السورية – العراقية
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية في 1 أيار/ مايو 2018 عن إطلاق المرحلة الأخيرة من معركة “عاصفة الحزم”، بهدف تأمين الحدود السورية العراقية، والقضاء على جيوب تنظيم “داعش” المتبقية شرقي نهر الفرات في ريف دير الزور الشرقي والحسكة الجنوبي.
اقتصرت المعركة الواسعة على جيب التنظيم الواقع شمال شرق البوكمال، وشارك فيها إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية قوات الحشد الشعبي العراقي عبر التغطية المدفعية، ودخل سلاح الجو العراقي على خط المعركة أيضاً، وتم على إثرها السيطرة على بلدة البوغاز وإبعاد التنظيم عن الحدود العراقية في حين فشل الهجوم على بلدة هجين.
بدوره شن تنظيم “داعش” أكثر من هجوم على مواقع الجيش السوري والقوات المتحالفة معه خلال شهر أيار/ مايو في بادية تدمر والميادين. وتركزت عملياته في ريف السخنة وقرب المحطة الثانية وحميمة، لكن دون تحقيق إنجاز ميداني.
– عملية واسعة لاستعادة الجنوب السوري
في شهر حزيران/ يونيو أطلق الجيش السوري بدعم من حلفائه عملية عسكرية واسعة في 19 حزيران/ يونيو 2018، لاستعادة السيطرة على الجنوب السوري وقد تمكنت القوات العسكرية من تحرير مدينة بصر الحرير في ريف درعا الشرقي في 26 حزيران/ يونيو 2018.
استطاعت قوات الحكومة السورية بسط سيطرتها على كامل ريف درعا الشرقي ودرعا البلد وحققت تقدماً واسعاً في ريف درعا الغربي، وذلك على إثر توقيع اتفاق مع المسلحين نص على دخول القوات السورية إلى الشريط الحدودي مع الأردن في 7 تموز/ يوليو وصولاً إلى حوض اليرموك والسيطرة على معبر نصيب والجمرك القديم، وجرى اتفاق مماثل في درعا البلد ووقعت عليه الفصائل في 12 تموز/ يوليو 2018 حيث رفرف العلم السوري لأول مرة منذ نحو سبع سنوات في الجزء الخاضع للفصائل المسلحة من مدينة درعا، وبدورها انضمت عدة مدن وبلدات في ريف درعا الغربي إلى نظام المصالحة، واستطاع الجيش السوري بعد ضغط عسكري على تل الحارة وجاسم وانخل السيطرة عليها.
– رفع العلم السوري في القنيطرة
ورفعت القوات السورية في 26 تموز/ يوليو العلم في مدينة القنيطرة (جنوبي سوريا وفوق معبر القنيطرة) قبالة القسم الذي تحتله "إسرائيل" من هضبة الجولان. وتمكن الجيش السوري بذلك من إتمام سيطرته على كامل محافظتي درعا والقنيطرة جنوب البلاد، فيما بقيت بعض القرى في حوض اليرموك تحت سيطرة تنظيم "داعش".
كما بدأت في 18 تموز/ يوليو عملية إجلاء سكان بلدتي الفوعة وكفريا بمحافظة إدلب شمال سوريا، وهما آخر منطقتين محاصرتين في البلاد.
وبعد بدء استعادة القنيطرة من قبل الجيش السوري سارعت الدول الغربية إلى نجدة ما يسمى بأصحاب الخوذ البيضاء الذين يعزى لهم الفضل بتركيب مسرحيات القصف بالسلاح الكيميائي في أكثر من منطقة في سوريا وقامت بإخراج المئات منهم عبر الجولان السوري المحتل بالاتفاق مع قوات العدو الصهيوني التي فتحت لهم المعابر وأوصلتهم إلى الأردن تمهيدا لإعادة توطينهم في كل من بريطانيا وألمانيا وكندا التي تعهدت بايوائهم.
– هجمات دامية على السويداء
وفي 25 تموز/ يوليو شن تنظيم “داعش” هجمات انتحارية دامية على مدينة السويداء وعدة قرى في ريفها أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 215 مدنيا وجرح حوالي 150 آخرين حسب إحصاءات وزارة الصحة السورية كما قام التنظيم بأسر مجموعة كبيرة من النساء.
في شهر آب/ أغسطس وسع الجيش السوري من سيطرته على بادية السويداء بعد هجوم كبير شنه ضد معاقل تنظيم "داعش" الذي خسر أيضا مناطق سيطرته على الحدود السورية العراقية حيث أعلنت قوات سوريا الديمقراطية سيطرتها على كامل الحدود. وفي الثالث من آب/ أغسطس 2018 أعلنت وزارة الدفاع الروسية عودة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لمواصلة مهامها في هضبة الجولان المحتل، بعد مغادرتها إثر اشتداد النزاع في سوريا عام 2014.
– الاتفاق التركي – الروسي حول ادلب
أما في شهر أيلول/ سبتمبر فبرز الاتفاق الذي أعلن عنه الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في 17 أيلول/ سبتمبر والذي سمي باتفاق إدلب وقضى بإنشاء منطقة منزوعة السلاح في ادلب حيث يقوم المسلحون بسحب السلاح الثقيل من شريط بعمق يتراوح بين 15 و20 كيلومتر من حدود خط التماس وذلك قبل 10 تشرين الأول/ أكتوبر، كما قضى الاتفاق العمل على فتح الطريق الدولي بين حلب ودمشق وبين حلب واللاذقية، وقد أدى الاتفاق إلى توقف عملية عسكرية ضخمة كانت الحكومة السورية بصدد تجهيزها لاستعادة السيطرة على محافظة إدلب التي باتت الجيب الأخير الذي تسيطر عليه الجماعات المسلحة من سوريا.
– اسقاط الطائرة الروسية بعد عدوان صهيوني
كما جرى إسقاط طائرة استطلاع عسكرية روسية من طراز “إليوشين” على مسافة 35 كيلومترا من الساحل السوري مقابل محافظة اللاذقية غربي سوريا في 17-09-2018، إثر غارة للطيران الصهيوني في المنطقة، مما أدى إلى مقتل 15 عسكريا كانوا على متن الطائرة التي كانت متجهة إلى قاعدة حميميم الروسية بريف اللاذقية، مما دفع بروسيا إلى تسليم سوريا أنظمة دفاع جوي من طراز “S 300” بعد ان اتهمت طائرات العدو الإسرائيلي بأنها قامت بالتلطي وراء الطائرة الروسية لتجنب صواريخ الدفاع الجوي السوري.
وفي 1 تشرين الأول/ أكتوبر أعلن حرس الثورة الإسلامية في ايران أنه قصف بالصواريخ مواقع لتنظيم "داعش" شرقي الفرات في سوريا، ردا على الهجوم الذي استهدف عرضا عسكريا في مدينة أهواز غربي إيران في 22 سبتمبر/أيلول الماضي.
وقال بيان للحرس الثوري أن القصف تم بصواريخ بالستية انطلاقا من القواعد التابعة للقوات الجوفضائية للحرس في إيران.
وذكرت وكالة رويترز نقلا عن وكالة فارس للأنباء أن عددا من المسلحين قتلوا في الهجوم الصاروخي الذي وقع في منطقة البوكمال شرقي سوريا، وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية نقلا عن بيان للحرس الثوري أن القصف “استهدف مقر قادة جريمة أهواز الإرهابية في شرق الفرات بصواريخ بالستية أرض أرض”. مشيرة إلى أن نوعين من الصواريخ استخدما في الهجوم، هما: “ذو الفقار” الذي يبلغ مداه 750 كلم، و”قيام” ومداه 800 كلم. وفي 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2018 أعلنت وزارة الدفاع التركية، عن انتهائها من إنشاء المنطقة العازلة في منطقة خفض التصعيد الرابعة، وذلك حسب الموعد المحدّد مع الجانب الروسي في اتفاق سوتشي بتاريخ 17 أيلول/ سبتمبر 2018. فيما استمرت المعارك بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم "داعش" حول منطقة هجين دون تحقيق أي حسم ميداني.
وفي 15 تشرين الأول/ أكتوبر أعلن الأردن وسوريا عن فتح معبر نصيب الحدودي بين الجانبين بعد إغلاق استمر قرابة ثلاثة أعوام.
في 14 كانون الأول/ ديسمبر أعلنت قوات سوريا الديمقراطية سيطرتها على مدينة هجين بريف دير الزور الشرقي بعد انتزاعها من تنظيم داعش الذي بذلك يكون قد خسر أبرز معاقله المتبقية بالضفاف الشرقية لنهر الفرات شرقي سوريا.
– الجيش السوري يدخل منبج
في 28 كانون الأول/ ديسمبر أعلن الجيش السوري عن دخول قواته مدينة منبج شمالي البلد، لأول مرة منذ ست سنوات ورفع العلم الوطني هناك وذلك تلبية لنداء وجهه الأهالي وتزامن مع بدء القوات الأميركية الانسحاب من سوريا وتعزيزات عسكرية تركية حول المدينة التي يسيطر عليها الأكراد.
الاعتداءات الصهيونية على سوريا
أما من ناحية الاعتداءات الصهيونية على سوريا فقد سجل في العام 2018 أكثر من 16 اعتداء برزت خلالها ثلاثة أحداث مهمة الأول اسقاط الدفاعات الجوية السورية لطائرة “F 16” إسرائيلية بتاريخ 10 شباط/ فبراير أثناء قيامها بالإغارة على مواقع في سوريا، والثاني قيام محور المقاومة بتاريخ 10 أيار/ مايو باستهداف أربعة مجمعات عسكرية إسرائيلية أساسية في الجولان المحتل، تضم كل منها عدة مراكز عسكرية، من بينها: مراكز للاستطلاع الفني والإلكتروني، ومركز عسكري رئيسي لعمليات التشويش الإلكتروني، ومركز عسكري رئيسي للتنصت على الشبكات السلكية واللاسلكية بالسلسلة الغربية، ومحطات اتصالات لأنظمة التواصل والإرسال وغيرها، والثالث اسقاط الطائرة العسكرية الروسية في 17 أيلول/ سبتمبر وقد ورد ذكرها سابقا.
كما لا يغيب عن الذكر حالة الفوضى التي تعيشها منطقة إدلب في ظل سيطرة المجموعات المسلحة عليها حيث شهدت العديد من عمليات الاغتيال والتصفيات الجسدية والخطف وعمليات الكر والفر بين الفصائل المتناحرة هناك.
أهم التطورات السياسية
أما في السياسة فقد سجلت تسع جولات مفاوضات تنوعت بين سوتشي وأستانا وجنيف وطهران وإسطنبول لإيجاد حل سياسي في سوريا كان آخرها في 18 كانون الأول/ ديسمبر في جينيف بين روسيا وإيران وتركيا وممثل الأمم المتحدة ستيفان ديمستورا لبحث انشاء لجنة صياغة الدستور السوري الجديد.
هذا من جهة ومن جهة أخرى سجلت الأحداث تسارعا نحو تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية من اللقاءات المخابراتية وصولا إلى زيارات رؤساء الدول وفتح السفارات، وقد بدأت في إيطاليا حيث كشفت صحيفة لوموند الفرنسية عن لقاء تم بين رئيس مخابرات السورية ونظيره الإيطالي في روما، وقالت الصحيفة إن الجنرال علي مملوك (72 عاما) وصل إلى روما في طائرة خاصة وفرتها له السلطات الإيطالية، والتقى نظيره ألبرتو ماننتي في يناير/كانون الثاني الماضي. وفي ما يلي أبرز المحطات السياسية:
في 17 أيار/ مايو زار الرئيس السوري بشار الأسد مدينة سوتشي في روسيا حيث التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
في 27 تموز/ يوليو وفد من قوات سوريا الديمقراطية يزور دمشق لإجراء مباحثات مع الحكومة السورية حول موضوعات سياسية وأمنية، ومستقبل مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
في 26 أيلول/ سبتمبر نشر موقع “إنتلجنس أونلاين” الفرنسي تقريرا يفيد أن الأردن والإمارات يتقربان من النظام السوري، وأن الحوار بين الأردن وسوريا بدأ قبل بضعة أشهر وزاد زخمه مؤخرا، بينما تراقب الرياض وواشنطن هذا الحوار عن كثب.
وكشف في التقرير أن مدير المخابرات العامة الأردنية عدنان عصام الجندي التقى مدير مكتب الأمن الوطني السوري علي مملوك ثلاث مرات على الأقل في الأسابيع القليلة الماضية على التاريخ المذكور، وأنهما تباحثا حول فتح معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن، وفرص مشاركة شركات أردنية في مشاريع إعادة بناء سوريا.
وفيما يتعلق بالإمارات أفاد تقرير “إنتلجنس أونلاين” أن وفدا من رجال الأعمال الإماراتيين زار سوريا في أغسطس/آب الماضي، على رأسه عبد الجليل بن عبد الرحمن محمد البلوكي الذي عمل لصالح عائلة آل نهيان الحاكمة لسنوات طويلة، حيث بحث الوفد جهود إعادة الإعمار في سوريا.
وكانت صحيفة “الأخبار” اللبنانية في آب/ أغسطس أن علي بن حماد الشامسي نائب الأمين العام لمجلس الأمن القومي الأعلى في الإمارات زار دمشق في يوليو/تموز الماضي والتقى رئيس شعبة الأمن السياسي محمد ديب زيتون.
وفي 16 كانون الأول/ ديسمبر فاجأ الرئيس السوداني عمر البشير العالم بزيارة رسمية قام بها إلى دمشق في أول زيارة لمسؤول عربي منذ اندلاع الأزمة السورية حيث التقى الرئيس السوري بشار الأسد، وقيل عن الزيارة أنها حملت رسائل خليجية سعودية وإماراتية.
وقد تبع الزيارة زيارة قام بها رئيس مكتب الأمن الوطني السوري، اللواء علي المملوك، إلى مصر بدعوة من عباس كامل، رئيس جهاز المخابرات العامة المصري في 22 كانون الأول/ ديسمبر وأوضحت الوكالة أن المملوك وكامل بحثا مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك السياسية والأمنية وجهود مكافحة الإرهاب.
لتتوجه هذه الحركة بإعلان الامارات العربية المتحدة إعادة فتح سفارتها في دمشق بتاريخ 27 كانون الأول/ ديسمبر تبعها إعلان من البحرين أن سفاراتها تواصل أعمالها الاعتيادية في دمشق. وقد ترافق ذلك بعد يوم واحد وصول أول رحلة سياحية جوية مباشرة للخطوط السورية قادمة من مطار دمشق الدولي إلى تونس، وهي أول رحلة جوية مباشرة تربط بين تونس وسوريا منذ انقطاع الرحلات الجوية بينهما قبل ثماني سنوات. وهبطت الطائرة بمطار المنستير الدولي، وعلى متنها نحو 150 سائحا سوريا.
وسجل خلال هذا العام أيضا إقامة معرض إعادة إعمار سورية بدورته الرابعة بمشاركة “270” شركة على أرض مدينة المعارض بتاريخ 2 تشرين الأول/ أكتوبر 2018. وبتاريخ 28 تشرين الأول/ أكتوبر فتح متحف دمشق الوطني أبوابه للمرة الأولى، بعد ست سنوات من إغلاقه لحماية قطعه الأثرية من تداعيات النزاع الذي يعصف بسوريا منذ عام 2011.
ونظرا لعودة الأمان إلى العديد من الربوع السورية بدأت وفود من النازحين السوريين بالعودة إلى أحضان الوطن حيث سجلت عودة دفعات عديدة خاصة من لبنان بالرغم من محاولات الأمم المتحدة والدول الغربية عرقلة هذه العودة بشتى الطرق والوسائل. وعلى وقع اعلان الرئيس الأميركي في 20 كانون الأول/ ديسمبر عن سحب قواته من سوريا تدخل دمشق عام 2019 وهي أقرب إلى القضاء على المؤامرة التي حيكت ضدها وسط إصرار مسؤوليها على استعادة كامل التراب السوري إلى حضن السيادة السورية.
المصدر: العهد