شبکة تابناک الأخبارية: کتب "مهدي منصوري" في کیهان العربي لما كانت واشنطن تعتمد نظرية او استراتيجية "الغاية تبرر الوسيلة" فانها لم تألوا جهدا من سلوك أي طريق او اسلوب حتى ولو تسيل فيه دماء الشعوب للوصول الى تحقيق اهدافها. والتاريخ الحديث خير شاهد على ذلك من خلال شن الحرب الظالمة على الشعبين العراقي والافغاني والتي راح ضحيتها الالاف من ابناء هذين الشعبين بل ولازالت وليومنا هذا تمارس واشنطن عملية القتل لهذين الشعبين بالوكالة وذلك من خلال المنظمات الارهابية التي تقدم لها العون المادي واللوجستي من امثال طالبان وبن لادن والقاعدة وغيرها من المنظمات الاخرى المنتشرة في المنطقة ورغم ما تصدر من تصريحات من مسؤولي الادارة الاميركية سواء كان في البنتاغون او الخارجية تنفي فيه هذا الامر الا ان الوقائع على الارض تثبت عكس ذلك ولم يقف الامر عند هذا الحد بل نجد ان اميركا قد اخذت تمارس دورا نفاقيا واضحا من خلال مواقفها غير المتزنة من القضايا التي تتعرض له بعض دول المنطقة ففي الوقت الذي تقف مع خونة شعوبهم من الحكام الذين خضعوا للارادة الاميركية واصبحوا عبيدا امناء لها وتدعم هؤلاء سياسيا واعلاميا لكي لاتنتصر هذه الشعوب لتحقيق ارادتها لانها تدرك ان بانتصارها قد تضع مصالحهم في دائرة الخطر ولذلك فانها ساهمت وبصورة مباشرة او غير مباشرة في قمع هذه الشعوب. هذا من جانب ومن جانب آخر نجد ان واشنطن تغدق الاموال وتقدم الدعم اللامحدود وكما اعترفت بالامس ومن خلال ما نشرته الواشنطن بوست وبصورة لاتقبل التأويل من انها قدمت الدعم المطوب للمعارضة السورية لا حبا بهذه المعارضة بل كانت تعتقد وكما صرحت الصحيفة بانها تستطيع ومن خلال هذا الدعم ان تضعف حالة المقاومة لها وللعدو الصهيوني وقد يمكنها ان تحدث شرخا في صف دول الممانعة والتي اصبحت شوكة تدمي اعينهم وتقضى مضاجعهم.
ومن هنا فان هذا الاعتراف الصريح سيضع اميركا وجها لوجه امام الشعوب الرافضة لها ولوجودها في المنطقة ومن الطبيعي ان هذه الشعوب ستأخذ من هذا الاعتراف الصريح ذريعة لكي توحد جهودها وصفوفها وتلتحم فيما بينها من اجل ايجاد جبهة عريضة وقوية لمقاومة الوجود الاميركي وبأي شكل كان وفي أي منطقة كانت ان هذه الجبهة سيكتب لها النجاح في كل خطواتها وتستطيع ان تحقق اهدافها خاصة وان الارض اخذت تتزلزل من تحت اقدامها في العراق وافغانستان ومصر وانها قادمة انشاء الله في البحرين واليمن وعندها سيشهد العالم انهيار هذا الصنم الجديد وان تحل محله ارادة الشعوب الحرة والابية والتي تنبىء عن اطلالة عالم جديد تزول فيه كل انواع الهيمنة والسيطرة الاستكبارية.