۱۳۶۸مشاهدات
رمز الخبر: ۳۹۶۲۶
تأريخ النشر: 09 January 2019

شبکة تابناک الاخبارية: لم تخفت بعد اصداء الجولة الميدانية في ميدان غزة بين المقاومة الفلسطينية وكيان الاحتلال الاسرائيلي رغم اعلان الهدنة بين الطرفين. فهذه الاصداء ما زالت في أوجها داخل كيان الاحتلال وتحديدا على الساحة السياسية، فاتفاق الهدنة نفسه انتج ازمة سياسية غير مسبوقة لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بعد استقالة وزير حربه زعيم حزب ( اسرائيل بيتنا) افيغدور ليبرمان وسحب تأييد نوابه الخمسة في الكنيست لحكومة نتنياهو ليبقى لدى الاخير اغلبية صوت واحد في الكنيست فقط.

ازمة نتنياهو بدأت باستقالة ليبرمان ولم تنته بها. فزعيم حزب البيت اليهودي الذي يمتلك ثمانية مقاعد في الكنيست على اعتاب الانسحاب من الحكومة بعد رفض نتنياهو تعيينه وزيرا للحرب خلفا لليبرمان.

ترنح حكومة نتنياهو فتح الباب واسعا امام الحديث عن انتخابات تشريعية مبكرة يرى فيها نتنياهو خطأ تاريخيا يعيد مشهد ازمة عام الف وتسعمئة واثنين وتسعين الى الساحة. حين اطاح حزب العمل بحكومة الليكود التي كان يتراسها اسحق شامير واجريت انتخابات مبكرة واتت باسحق رابين رئيسا للحكومة.

استقراءات عدة يمكن ذكرها هنا..

اولا، مرة جديدة يفرض الملف الامني وتحديدا المواجهة مع المقاومة سواء في لبنان او فلسطين نفسه على المسار السياسي داخل كيان الاحتلال ويلعب دورا محوريا في تحديد مصير حكومة الاحتلال. فنتنياهو ورئيس اركان جيشه غادي ازينكوت ادركا ان المواجهة الشاملة مع المقاومة في جولة الميدان الاخيرة في غزة ليست في صالح الاحتلال، في ظل المفاجآت التي كشفت عنها المقاومة ومئات الصواريخ التي سقطت في الاراضي المحتلة اضافة الى الشكوك حول فعالية القبة الحديدية والثغرات التي يتخوف الاحتلال من ان تكون المقاومة كشفتها وستعمل على استغلالها في اي مواجهة شاملة.

في المقابل يبدو ليبرمان ومعه بينيت متحمسان للمواجهة الشاملة بغض النظر عن تبعاتها الكارثية على الاحتلال، لتاتي الاحتجاجات ضد اتفاق الهدنة الاخير في غزة وتدفع ليبرمان الى تقديم استقالته. املا في احراج نتنياهو والضغط باتجاه انتخابات مبكرة

ثانيا ، يواجه نتنياهو سيناريوهات بعضها قد يقضي على زعامته المستمرة منذ سنوات لحزب الليكود، وعليه يحارب لانعاش حكومته وتعويمها مجددا، في سعي لتجنب الانتخابات المبكرة، رغم ترجيح الارقام فوز حزب الليكود بالاغلبية وتشكيله الحكومة الجديدة.

وهنا يحاول نتنياهو اللعب على عامل الوقت حتى يبرد غضب سكان مستوطنات غلاف غزة الرافضين للهدنة، ما يتيح له تعويم صورته النمطية لدى المستوطنين التي اكتسبها طوال سنوات ترؤسه لحكومة الاحتلال. رغم قضايا الفساد التي تلاحقه . لكن هناك عامل خوف لدى نتيناهو يتمثل بسيناريو فشله في ترؤس حكومة الاحتلال ما يعني ضربة قاضية لحكم حزب الليكود فيما سترتفع اسهم الاحزاب اليمينية مثل حزبي "اسرائيل بيتنا" و"البيت اليهودي" اللذين يتراسهما ليبرمان وبينيت. في ظل تراجع الاحزاب اليسارية في السنوات الاخيرة.

ثالثا، بالنسبة لملف المقاومة فان الفارق لن يكون كبيرا بالنسبة لها بين حكومة يترأسها الليكود ( اي نتنياهو) وحكومة يترأسها ليبرمان او بينيت. فكل الاحزاب المسيطرة حاليا على الحياة السياسية في كيان الاحتلال تمثل الرؤية الاكثر تطرفا في تاريخ كيان الاحتلال الاسرائيلي، مع ما يرتبط بذلك من تبنيها للاستيطان ورفضها لحل الدولتين ودعوتها لمواجهة شاملة مع المقاومة.

بناء على كل ذلك، يمكن القول ان الحياة السياسية في كيان الاحتلال تواجه خضة قد تدخلها غرفة الانعاش، مع افول نجم الاحزاب التقليدية باعتبار ان نتيناهو اخر القادرين على الامساك بمفاصل السياسة داخليا، فيما سيضع صعود احزاب جديدة (اكثر تعصبا في تبني الفكر الصهيوني) كيان الاحتلال امام خيارين اما الفشل داخليا نتيجة خبرة هذه الاحزاب الحديثة، ما يدخل كيان الاحتلال في الفوضى، او الذهاب الى المواجهة الشاملة مع المقاومة تنفيذا لرؤيتها التي تتبناها في هذا المجال وفي هذه الحال ايضا ستجد نفسها امام فشل جديد نتيجة قرائتها الخاطئة للميدان الفلسطيني.

ومرة جديدة وبغض النظر عن انهيار حكومة نتنياهو ام لا، فإن الميدان المقاوم كان وسيكون هو العامل الاول في سقوط كيان الاحتلال عسكريا وبطبيعة الحال.. سياسيا.

المصدر: العالم

رایکم