شبکة تابناک الاخبارية: أطلق حادث إسقاط الطائرة الإسرائيلي من قبل الدفاعات الجوية السورية عاصفة إعلامية كبيرة في المنطقة والعالم وتناولته الصحف والمجلات والقنوات الفضائية ومواقع التواصل الإجتماعي على اختلاف توجهاتها وإنتماءاتها.
فقد سقطت الطائرة الإسرائيلية وسقطت معها هيبة التفوق الجوي الإسرائيلي الذي طالما تبجحت به إسرائيل في المنطقة، وأوجد الحادث معادلة جديدة تفرض على إسرائيل عمل ألف حساب قبل أن تقوم بهجوم جوي على المناطق السورية أو اللبنانية.
المعادلة الجديدة في الصراع بين إسرائيل ومحور المقاومة ظهرت أول معالمه عندما تفاجأ قادة الإحتلال بالحادث وبادروا إلى الإتصال بالحكومتين الروسية والأمريكية للوقوف على تفاصيله، فوجدوا لدى الجانب الروسي موقفاً حاسماً وداعماً للحكومة السورية ورافضاً لأي تصعيد إسرائيلي يعرض أمن المنطقة للخطر.
إيران بدورها ألمحت إلى هذه المعادلة الجديدة التي ثبتها محور المقاومة في المنطقة واعتبرت في تصريح على لسان المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في البرلمان الإيراني حسين نقوي أن كلا من سوريا ولبنان وحزب الله تغيروا عما كانوا عليه قبل نحو عقد من الزمن وأن محور المقاومة لن يسمح منذ اليوم لإسرائيل بأن تواصل اعتداءاتها على سوريا ولبنان، مؤكداً إن على إسرائيل أن تتوقع ردا أقسى وأهم من إسقاط الطائرة الحربية إذا أصرت على مواصلة اعتداءاتها ضد محور المقاومة في المنطقة.
أما حزب الله فقد اعتبر إسقاط الطائرة الإسرائيلية بداية مرحلة إستراتيجية جديدة تضع حدا لاستباحة الأجواء والأراضي السورية مؤكدا أن هذا الحادث يعني بشكل قاطع سقوط المعادلات القديمة.
إذن؛ هي معادلة جديدة أهم ملاحمها بقاء الكيان الإسرائيلي قلقاً من التنسيق الإيراني - السوري على الأراضي السورية خاصة وإن قادة الإحتلال يعلمون جيداً إن توسيع الصراع العسكري مع محور المقاومة أمر محفوف بالكثير من المخاطر بعد فقدانهم لأهم عنصر لما كانت تعتبره تفوقاً عسكرياً في المنطقة وهو سلاح الجو.
كما إن إسرائيل تعرف جيداً إن إيران اختلفت عن الماضي ولم تعد ذلك البلد المستنزف والمحاصر من قبل حلفاء إسرائيل في الغرب بل حققت الإكتفاء الذاتي في مختلف المجالات خاصة في مجال التصنيع العسكري، وامتلكت مختلف التقنيات والمعدات الحربية الحديثة التي جعلتها في مصاف الدول المتقدمة.