شبکة تابناک الاخبارية: يعتبر ارنستو غيفار (أو جيفارا) من أبرز وألمع نجوم أميركا اللاتينية وقادتها الثوريين. وقد امتازت حياته بطابع النضال والكفاح المرير والانحياز إلى الفقراء والمعدمين والكادحين في هذه القارة، على الرغم من كونه من ابوين يعودان إلى أصول إيرلنديّة واسبانية.
وطيلة حياته ما فتيء جيفارا يجتنب مظاهر الراحة والاسترخاء ويعيش حياة البائسين والمعدمين ليكون مثالا حيا وقدوة عملية لانصاره ومريديه. شأنه شأن زعماء الثورات الكبرى وقادة الشعوب المكافحة ضد الاستعمار والرأسمالية كالمهاتما غاندي والإمام الخميني (رض) -مع الفارق الكبير طبعا من حيث المنزلة العلمية والصفات الروحانية والنهج الفكري والديني -.
لقد كان منهجه يساريا و روحه متمردة على الواقع المتردي لشعوب أميركا اللاتينية المبتلاة بالاستعمار والفقر والجهل والتشرذم.
ولعل البعض لايعلم أن جيفارا كان مفتونا بالفكر ومولعا بالكتب ومنغمسا بالمطالعة ومتصفا بالنهم العلمي والتعطش الثقافي. لايكاد يروي ظمأه من الأسفار والكتب.
درس الطب وتخرج في العام 1953 من كلية الطب بجامعة بوينس آيرس في الأرجنتين، بيد أنه لم يبادر لفتح عيادة واستقبال المرضى في مطبه بل رأى من الأولى معالجة واقع شعوب أميركا اللاتينية المريض.
فكانت له إسهامات كبيرة وبصمات واضحة في ثورات الشعب الكوبي والتشيلي والسلفادوري وغيرها بوجه الإمبريالية الأميركية.
كما لا يخفى إسناده ودعمه لثورات الشعوب المكافحة في فيتنام والجزائر والكونغو.
لقد فرضت الولايات المتحدة الأمريكية حصارا اقتصاديا وتجاريا جائرا على كوبا بعد انتصار الثورة الكوبية فبادر جيفارا إلى سلسلة خطوات للتخلص من الاقتصاد المستند إلى المحصول الواحد إذ كانت الدولة معتمدة على زراعة قصب السكر بحيث يشكل 75% من مواردها فنجده يرفض حتى قبول القروض الروسية، ويفضل سياسة الاكتفاء الذاتي ويباشر في تقديم القروض للمشاريع التنموية المحلية ويرفض العديد من المناصب القيادية في الدولة، والتي اسندها إليه الزعيم الكبير فيدل كاسترو، ولم يعبأ بالمواقع والامتيازات الرسمية مطلقا.
إن ثائرا كجيفارا يستحق الإشادة والثناء لأنه زعيم قرن القول بالعمل وانحاز للمعدمين وغدا قدوة للثائرين في قارة وليس في بلد واحد.