۱۳۳۶مشاهدات
بول آر بيلار،أستاذ جامعي وعضو سابق في وكالة المخابرات المركزية (سي أي اي)، الذي خدم فيها 28 عاما، وهو حاليا عضو غير تنفيذي في مركز الدراسات الأمنية بجامعة جورجتاون ومركز القرن الحادي والعشرين للمعلومات والأمن في معهد بروكينغز، ولديه ايضاً تاريخ من التدريس في جامعة جورج تاون.
رمز الخبر: ۳۷۶۱۶
تأريخ النشر: 07 February 2018

شبکة تابناک الاخبارية: نشر موقع ناشيونال اينترست مقالاً للكاتب الأمريكي المعروف بول آر بيلار حمل عنوان ” دروس من عملية تيت، بعد نصف قرن: لماذا لا تفوز أمريكا في حروبها؟” شارحا فيه الأسباب التي تقف في وجه نجاح أمريكا في حروبها وجاء على الشكل التالي:

قبل خمسين عاما، وفي يوم الثلاثاء الاخير من يناير، شنت القوات الشيوعية هجمات على الجنوب الفيتنامي المعروفة باسم عملية تيت، حيث كانت هذه الحملات بمثابة نقطة تحول في تلك الحرب. وبعد شهر من هذه العمليات، رفض الرئيس الأمريكي السابق ليندون جونسون طلبا من قائده العسكري في فيتنام ووليام ويستمور بإرسال أكثر من 206,000 جندي إضافي الى فيتنام رغم ذهاب أكثر من نصف مليون جندي أمريكي إلى فيتنام آنذاك، في محاولة منه لإيجاد حل دبلوماسي من اجل إحلال السلام في فيتنام. وفي العام التالي، سلم جونسون السلطة إلى خليفته ريتشارد نيكسون الذي واصل الحرب لأكثر من أربع سنوات، وبعد الانخفاض التدريجي للتوترات في فيتنام، تم التوقيع على اتفاق السلام في يناير عام 1973.

أجيال عديدة ولدت بعد عملية تيت في أمريكا. بعض هذه الأجيال، استطاع ان يشعر من خلال قراءة كتب التاريخ بالزخم العام والسياسي الكبير الذي كانت عليه امريكا في تلك الأيام والتي كانت متأثرة بمعظمها في ذلك الوقت بأوضاع الحرب في فيتنام. وتعد العوامل التي سببت هذه الحالة في تلك الأيام كثيرة الا انها اصبحت معدومة في هذا الوقت، وواحد من اهم هذه العوامل هو التجنيد الالزامي، الذي كان يعد العامل الأساسي في دفع تكلفة الحرب وفي الوقت نفسه العامل الموجع لكثير من العائلات الامريكية مقارنة مع أي حرب امريكية شهدناها في العقد الأخير. وواجهت الخدمة الاجبارية، وخاصة في الأوساط الأكاديمية، الكثير من الاعتراض لان كثير من الشباب المتعلم اجبروا على الذهاب الى الحرب رغماً عن أنفسهم. وتعد الحرب الباردة عاملاً اخر وفّر الغطاء المناسب لتوجيه الدعوى إلى هجوم على فيتنام لمنع تشكيل الشيوعية العالمية. بالإضافة إلى هذه العوامل، كان هناك تفاعل بين الحرب والقضايا المحلية اليومية المثيرة للجدل في امريكا، جعلت من عام 1968 عاماً مضطرباً بشكل خاص من عدة نواح.

ووفقا للعديد من المعايير العسكرية، يعد هذا الهجوم فشل للشيوعيين وانتصارا لأمريكا وحلفائها. حيث لم تتمكن القوات الشيوعية من الحفاظ على المدن التي تعرضت لهجمات عنيفة، وقد عانت هذه القوات من خسائر فادحة. لكن النتيجة العسكرية لم تكن مهمة جدا، حيث لم تستحوذ على الأهمية خلال التحقيق الذي اجري بعد عمليات فيتنام. بينما كانت العواقب السياسية والإدراكية والعاطفية أكثر أهمية من العسكرية، بحيث كان لها التأثير الكبير على كتب التاريخ في أمريكا والتي لم تصفها بأنها الفائز في عمليات فيتنام، بل اشارت اليها بالتراجع والانتكاسة الأمريكية.

وأظهرت الجهود الهائلة والمكلفة التي بذلها الشيوعيون الفيتناميون أن لديهم دوافع حاسمة في هجماتهم، حيث كانوا يقاتلون من أجل تحرير ارضهم، وكان لديهم دعم قومي قوي اما في الطرف المقابل كان هناك الامريكيون الذين لم يكن لديهم أي حافز من الحوافز التي كانت لدى الشيوعيين الفيتناميين. وان الدوافع التي أظهرها قادة عمليات تيت، كانت أكثر مما كان يشاهده المشاة الامريكيين في موسكو أو بكين من منافسة أيديولوجية.

واليوم تحاول القوات الامريكية في العديد من الدول قياس نجاحاتها وفشلها من الناحية العسكرية، عبر تعداد الجنود الذين قتلوا او مساحة الأراضي التي سيطروا عليها. ومرة أخرى، في معظم هذه الأماكن، تعتمد النتائج الهامة على المعايير السياسية والمفاهيم والمشاعر وليس في عدد القتلى. ومرة أخرى، يعد خروج الامريكيين للقتال في المجتمعات الخارجية أساس ضعفهم، بحيث أصبحوا أهدافا لأولئك الذين لديهم مشاعر قومية او لأولئك الذين تعرضوا لإصابات جانبية جراء الاعتداءات الامريكية.

ويمكن القول ان المعارك الكبيرة قادرة على هزيمة الأمريكيين بشكل حتمي. حيث كانت بعض الصدمات كبيرة بما فيه الكفاية لتصحيح المسار. فبعد عقد من مغادرة امريكا لفيتنام، ساعد تفجير الثكنة البحرية في بيروت حكومة ريغان على إنهاء تدخلها العسكري في لبنان. ومع عدم وجود تدخل عسكري حالي واحد بحجم قوة عام 1968 في فيتنام، يصعب حدوث صدمة مماثلة لتيت. ونأمل عدم حدوث أي صدمة كبيرة بما فيه الكفاية وسيئة ليكون لها تأثيرات مماثلة لعمليات تيت.

بول آر بيلار،أستاذ جامعي وعضو سابق في وكالة المخابرات المركزية (سي أي اي)، الذي خدم فيها 28 عاما، وهو حاليا عضو غير تنفيذي في مركز الدراسات الأمنية بجامعة جورجتاون ومركز القرن الحادي والعشرين للمعلومات والأمن في معهد بروكينغز، ولديه ايضاً تاريخ من التدريس في جامعة جورج تاون.

رایکم
آخرالاخبار