۴۷۰مشاهدات

إكونومست: الحملة ضد المسجد ظالمة

وأما بشأن الاعتراض على اسم المركز, فأشارت المجلة إلى أن الإمام عبد الرؤوف يقول إنه اختار اسم قرطبة تذكرة للزمن الذي كانت فيه بقية أوروبا غارقة في العصور المظلمة عندما أقدم المسلمون والمسيحيون واليهود على إقامة واحة من الفنون والثقافة والعلوم في قرطبة.
رمز الخبر: ۳۷۵
تأريخ النشر: 14 August 2010
شبکة تابناک الأخبارية: حذرت مجلة إكونومست البريطانية مما وصفته بالحملة الخطيرة والظالمة التي تجري ضد اقتراح بناء مسجد قرطبة في نيويورك، ودعت إلى عدم تحميل كافة المسلمين في العالم وزر هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

وتساءلت المجلة إزاء "عما قد يدفع مسلما في المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة ليستيقظ ذات يوم ويقرر بأنه لم يعد بريطانيا أو أميركيا, ولكن جنديا يخوض حربا مقدسة ضد الكفار؟".

وقالت إن إغراء الجهاد أحد الأسباب التي تدفع المرء إلى الشعور بعدم الانتماء للمكان الذي يعيش فيه, وإن نتائج ذلك الشعور قد تكون قاتلة، مشيرة إلى شريط الفيديو المرعب الذي تركه محمد صديق خان زعيم الجماعة التي قتلت ما يزيد على 50 شخصا بلندن في يوليو/تموز 2005.

وأضافت أن خان كان يتحدث بلهجة "يوركشاير" حينما قال لأبناء بلده "إن حكومتكم تخوض حربا ضد شعبي".

وتضيف المجلة أن الولايات المتحدة تبدو أقل عرضة للخطر مقارنة مع أوروبا إزاء ما يتعلق بالجهادية, لكون الأولى أمة من المهاجرين، مما جعلها مكانا أسهل من أوروبا بالنسبة للمسلمين ليشعروا بأنهم مقبولون وأنهم يعيشون داخل وطنهم.

تكرار بوش قوله إن الأميركيين في حرب مع الإرهابيين الذين هاجموا بلاده يوم 11 سبتمبر/أيلول 2001 وليس مع الإسلام، شكل جزءا من محاولة حفاظ الأقليات الإسلامية في الولايات المتحدة على الشعور بالانتماء للبلاد التي تضمهم
"
انتماء للبلاد
ويبدو أن تكرار الرئيس الأميركى السابق جورج بوش قوله إن الأميركيين في حرب مع "الإرهابيين" الذين هاجموا بلاده يوم 11 سبتمبر/أيلول 2001 وليسوا في حرب مع الإسلام, شكلت جزءا من محاولة حفاظ الأقليات الإسلامية في الولايات المتحدة على الشعور بالانتماء للبلاد التي تضمهم.

كما أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سار على نهج سلفه، حيث جاء في إستراتيجية الأمن القومي الخاصة بالبيت الأبيض والتي نشرت في مايو/أيار الماضي أن إحدى وسائل الوقاية من التطرف الداخلي تكمن في التأكيد على كون التعددية جزءا من قوة الأميركيين وليست مصدرا لانقسامهم أو مصدرا لعدم الشعور بالأمن بينهم.

وأضافت إكونومست أن المسلمين في الولايات المتحدة يشعرون بأنهم جزء من الأميركيين مقارنة مع ما قد يشعر به بعض المسلمين في أوروبا.

وتساءلت المجلة إزاء محاولات البعض في الولايات المتحدة شن حملات معادية لبناء مجمع قرطبة المقترح، وهو مركز اجتماعي ومسجد سيقام في نيويورك على بعد مبنيين من المبنى السابق لمركز التجارة العالمي حيث انهار برجا التجارة العالمية التوأمان.

وأضافت أن كل ما يقال من أجل منع إقامة هذا المركز الإسلامي يعني المشاركة في السياسات المضللة التي تقول بأن كافة المسلمين والإسلام نفسه يتحملون المسؤولية عن فظائع 11 سبتمبر/أيلول 2001.

طعنة للأميركيين
وبينما قالت المجلة إن بعض السياسيين الأميركيين طالبوا المسلمين المسالمين بالتخلي عن إقامة المسجد بدعوى أنه يشكل طعنة في قلوب الأميركيين, استهجنت في الوقت نفسه تلك المطالبة وقالت إن مجمع قرطبة لا تقوم ببنائه تنظيمات مثل تنظيم القاعدة.

مجلة إكونومست  استهجنت مطالبة سياسيين أميركيين للمسلمين المسالمين بالتخلي عن إقامة المسجد بدعوى أنه يشكل طعنة في قلوب الأميركيين..
..
وأوضحت أن بناء مجمع قرطبة جاء من بنات أفكار الإمام فيصل عبد الرؤوف الذي وصفته بكونه رجل دين أميركيا متنورا أمضى سنوات وهو يروج للتفاهم بين الديانات، وأنه ليس من دعاة الحرب الدينية مثل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

وقالت إن عبد الرؤوف يخطط لبناء مشروعه في الشارع رقم 92 وهو مركز جماهيري يهودي منفتح على كافة الديانات الأخرى, وإن موقع المشروع اختير بعناية من أجل ما وصفتها ببلسمة الجراح التي نكئت بعد سقوط برجي التجارة وما تلا ذلك من تداعيات.

وترى المجلة أنه بينما قد تتأذى مشاعر بعض أقارب ضحايا 11 سبتمبر/أيلول 2001 من بناء المسجد قرب موقع البرجين، ترى أيضا أن هذا الشعور يكون فقط في حال الاقتناع بالفكرة التي وصفتها بالكاذبة والمتمثلة في كون كافة المسلمين شاركوا في التحضير للهجمات.

وتساءلت عن مشاعر وحقوق المسلمين الأميركيين أنفسهم الذين لقوا حتفهم في الهجمات التي وصفتها بالعمل الشرير الآثم.

وأما بشأن الاعتراض على اسم المركز, فأشارت المجلة إلى أن الإمام عبد الرؤوف يقول إنه اختار اسم قرطبة تذكرة للزمن الذي كانت فيه بقية أوروبا غارقة في العصور المظلمة عندما أقدم المسلمون والمسيحيون واليهود على إقامة واحة من الفنون والثقافة والعلوم في قرطبة.

يشار إلى أن عدة حملات عارضت بناء المسجد، ومن بينها حملة تقودها منظمة يهودية في الولايات المتحدة عارضت اقتراح بناء المسجد والمركز الإسلامي على بعد أمتار مما يعرف باسم "الموقع صفر" الذي كان يضم مركز التجارة العالمي، وذلك في ظل دعم مسؤولين أميركيين خطط بناء المسجد.
المصدر: إيكونوميست
رایکم
آخرالاخبار