۸۵۶مشاهدات
رمز الخبر: ۳۷۳۰۱
تأريخ النشر: 03 January 2018

شبکة تابناک الاخبارية: ما أن انتشر خبر خروج تظاهرات صغيرة في بعض مدن ايران احتجاجاً على سوء الوضع الاقتصادي، حتى اطلقت وسائل الاعلام السعودية بكافة جوانبها العنان ورقصت فرحاً مستبشرة بحدوث حادث كبير في الوسط الايراني، وإذا به دندنة ذباب ليس أكثر وسرعان ما بان طربها وتحول لخيبة أمل كبيرة بعد سماعها هتافات المتظاهرين بالموت لآل سعود خاصة في مدينة الأهواز التي عولوا عليها كثيراً في فتنتهم هذه.

مصادر أمنية أقليمية كشفت النقاب أن هناك تنسيق أمريكي سعودي اسرائيلي بريطاني مشترك لإفتعال فتنة في الوسط الايراني، بدأ بتوعد ولي العهد السعودي “بنقل الصراع مع ايران الى داخلها” قبل أشهر أعقبه تشكيل غرف عمليات إستخباراتية في كل من تل أبيب والرياض وأربيل وأفغانستان وباكستان ودبي، أوكلت مهمتها لكبير ضباط المخابرات الأميركية السي آي إيه “مايكل دي أندريا” وبالتنسيق مع منظمة “خلق” الارهابية وعناصر “داعش” في داخل ايران- وهو ما كشفت عنه صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية في تقرير لها يوم الأثنين (1/1/2018) للكاتب شين هاريس، حيث أوعز للطابور الخامس هذا إستغلال هذه التظاهرات وتنفيذ المخطط المعد مسبقاً وكلف “بن سلمان” عشرات ملايين الدولارات.

من هذا المنطلق صبت وسائل الاعلام السعودية والبعض الخليجي والاسرائيلي كل أهتمامها ببث أخبار هذه التظاهرات وأحداث الشغب التي تخللتها بواسطة عملاء غرفة العمليات الذين تم القبض على العديد منهم من قبل قوات الأمن الايرانية حتى الآن، ثم سرعان ما واجهت أحداث الشغب هذه والتي أضرت بالممتلكات العامة ردة فعل في العديد من المدن الايرانية حيث خرجت حشود المتظاهرين مطالبين بإنزال أقصى العقوبات بالغوغائيين والانتهازيين ومرددين هتافات الموت لآل سعود ولآمريكا ولأسرائيل وبريطانيا.

وكما يقول المثل العربي أن “حبل الكذب قصير” وأنه أول ما يلتف على عنق مفتعله، صدرت جريدة “اليوم السعودية” بمانشيت عريض وصورة كبيرة بعنوان “ايران الأحواز تنتفض في وجه الفرس بثورة مسلحة؟!” وإذا بالصورة هي لتجمع كبير لأبناء البحرين الأباة من أنصار جمعية الوفاق الاسلامية كبريات حركات المعارضة ضد “حمد” حيث الاعلام البحرينية مشهودة وواضحة في الصورة، لتكون صفعة ملقمة على أفواه الدجالين.

ليست المرة الأولى التي يتلقف ولي عهد آل سعود الأرعن هكذا صفعات موجعة من ايران، حيث السنوات الثلاث الماضية من بلوغه ووالده المخرف والمصاب بمرض الزهايمر العضال العرش تشهد على فشل السياسة السعودية المتتالية في لبنان والعراق وسوريا وكذا وقوعهما في شباك وحل المستنقع اليمني الذي لاخلاص لهم منه سوى تقيبل القدم الايراني، كما نصحهم به وزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باول في حديثه مع قناة “فوكس نيوز” الأمريكية في 25/5/2015 بقوله “نصحت أصدقاءنا السعودية الكف عن المهاترات لانهم مكشوفون من قبل ايران وان حرب مع ايران معناها عودة السعودية الى ما قبل العصر الصناعي خلال ساعات واعترف باننا غير قادرين في تلك الساعات على منع الايرانيين من تدمير البنية التحتية للسعودية وبذلك لن يجد السعوديون خط هاتف يخاطبونا منه !”

* كاتب وباحث في الشؤون الدولية

رایکم