۳۲۰۵مشاهدات
عبد الحليم مناع*
رمز الخبر: ۳۶۶۲۷
تأريخ النشر: 25 October 2017
شبکة تابناک الاخبارية: تتصاعد وتيرة الأنباء التي تتحدث عن حربٍ يخوضها تنظيم طالبان ضد داعش في افغانستان، ومع إن كلاهما ينتميان إلى المدرسة السلفية الجهادية، إلا إن الأهداف تختلف والغايات تتقاطع عندهما، فطالبان تحارب الولايات المتحدة وتعتبرها عدوها الأول، بينما ترى داعش إن الأنتماء لها هو الخلاص الوحيد من القتل.

إنقسام المدرسة السلفية قد يبشرّ بقرب نهاية الإرهاب، فطالبان باتت أكثر عرضة للخطر الأمريكي منذ أعوام، ويفسر المحللون ذلك على أن في الأمر ريبة، واشنطن تحاول القضاء على النار بالنار، ورغم إن كلا التنظيمين صُنعا في الولايات المتحدة إلا أنّ طالبان خرج عن سيطرتها، في وقت تتشبث بها داعش محاولةً الخلاص من خسارات تأريخية قد يكتب فيها نهاية التنظيم الأكثر وحشية.

صواريخ أمريكية تمطر على طالبان التي تحارب داعش، التي يفترض إنها عدوة للأنسانية العالمية، وضمناً تدعيّ الولايات المتحدة عن نيتها القضاء على آخر مرتزق داعشي، لكن ليسَ كل ما يعرف يقال قاعدة امريكية دأبَّ على المضي بها ساسة واشنطن، فلو كانت امريكا صادقة لتركتهم يتقاتلون فيما بينهم، لا ان تدعم الاخطر على حساب الخطير!

كابول كُتبَ عليها العويل منذُ زمن، فرغم التعسف السوفيتي البشع، وما خلفتّه تلك الحقبة السوداء من مظلومية للشعب الأفغاني المسلم، إلا أنها لم تدخل إلى الجنة بدخول الولايات المتحدة على خط الأزمة، وبينَ داعش و طالبان وقصفٍ وإحتلال، تنفست كابول الألم دائماً، ولم يبقى منها شيء إلا وفيه بصمة لجرح أزلي قد لا يرحل بزوال مسبباته.

ساحة للصراع الغربي الأعمى، تزاحم الأولويات الأمريكية بقيّ على أرض أفغانستان يدمي الأنسانية، وشعبها المقهور لا يجد فرصة للصراخِ حتى، هذه هي الديمقراطية الأمريكية التي تجبر المألوم على كتم جرحه، وإن كان يرى الموت يومياً مثل شمس الصباح.

*باحث في شؤون التنظيمات المتشددة

رایکم