۱۹۹۳مشاهدات
رمز الخبر: ۳۶۴۱
تأريخ النشر: 13 March 2011
شبکة تابناک الأخبارية: شددت النصوص النبويّة تبعاً للقرآن الكريم علي خلود الرسالة الاسلامية وظهورها علي ما سواها من الرسالات، وأن هذا الأمر لا ينقضي حتي يمضي اثنا عشر خليفة 'بعدد نقباء بني اسرائيل' كلّهم من قريش ، كما ورد ذلك عن الرسول الأعظم (صلي الله عليه وآله) ونقله عنه عبد الله بن مسعود ' بأنّ: الأئمة من بعدي اثنا عشر كلّهم من قريش'
   
حسبما تنص عليه أحاديث الخلافة والامارة والامامة نقلتها جميع كتب الصحاح والمسانيد والكتب المتخصّصة بموضوع الامامة للعامة قبل الخاصة.

وجاء عن أبي سعيد الخدريّ أنه قال: صلّي بنا رسول الله (صلي الله عليه وآله) الصلاة الاُولي ثمّ أقبل بوجهه الكريم علينا فقال: معاشر أصحابي إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح وباب حطّة في بني اسرائيل فتمسّكوا بأهل بيتي بعدي والأئمة الراشدين من ذرّيتي فإنّكم لن تضلّوا أبداً، فقيل: يا رسول الله كم الأئمة بعدك؟ قال: اثنا عشر من أهل بيتي (منتخب الأثر).

وقد تكالبت علي الاستئثار بموضوع خلود الرسالة الاسلامية هذا نفوس قوم لم يُرشَّحوا لهذا الموقع لا في كتاب الله عزوجل ولا في سنّة رسوله (ص) ولم يتمسّكوا للاستئثار به إلاّ بذريعة هي أوهن من بيت العنكبوت مفادها: أنهم لو لم يبادروا لمسك زمام الاُمور لافترقت الاُمة ولتناحرت علي ذلك، فكانت المبادرة منهم دليلاً وشفيعاً لهم ليسبغوا رداء المشروعية علي استئثارهم بالحكم ومسك زمام الامور بعد رسول الله (ص).

والخط الذي استأثر بالحكم دون رضا الله سبحانه وتعالي ولا كما أوصي به الرسول الأكرم (ص)، قد خطط لنفسه الأخذ بزمام السلطة والحكم محتجّاً بأنّ النبوّة والخلافة لا تجتمعان، فاذا كانت النبوّة في بني هاشم فلا ينبغي أن تكون الإمامة فيهم، بينما أكّدت نصوص النبي (صلي الله عليه وآله) علي انّ الإمامة في أهل بيته وأنهم 'سفينة نوح وباب حطّة وهم أمان لاُمته من الغرق والضلال'.

ونجحت محاولات ذوي النفوس الضعاف بالعزل السياسي لأهل البيت(عليهم السلام) عن الموقع المقرّر لهم ثم حاولت السلطة الغير شرعية حظر كتابة الحديث وتدوينه لئلاّ تتداول أحاديث الرسول(صه) فيما يرتبط بأهل البيت(عليهم السلام) وموقعهم الريادي بعد رسول الله (ص)، وأعقب ذلك محاولات سلب المرجعية الدينية والفكرية عنهم (ع).

لكن ريادة أهل البيت(ع) وأهليتهم وخصائصهم ومواجهتهم المبدئية للمستأثرين بالسلطة من الظلمة والدكتاتوريين قد انتهت بعد تجربة طويلة الي عودة هيمنتهم الفكرية والدينية الي الساحة الاسلامية رغم كل محاولات العزل السياسي واسقاط مرجعيتهم الدينية التي قرّرها لهم رسول الله(صلي الله عليه وآله) بنص من كتاب الله.

وقد أفصح الامام الحسن العسكري(عليه السلام) عن سرّ هذا الأمر ضمن حديث جاء فيه : قد وضع بنو اُمية وبنو العباس سيوفهم علينا لعلّتين: إحداهما: أنّهم كانوا يعلمون (انّ) ليس لهم في الخلافة حق فيخافون من ادّعائنا إيّاها وتستقرّ في مركزها. وثانيهما: انّهم قد وقفوا من الأخبار المتواترة علي أن زوال ملك الجبابرة الظلمة علي يد القائم منّا، وكانوا لا يشكّون أنهم من الجبابرة والظلمة، فسعوا في قتل أهل بيت رسول الله (صلي الله عليه وآله) وإبادة نسله طمعاً منهم في الوصول الي منع تولد القائم (عليه السلام) أو قتله، فأبي الله أن يكشف أمره لواحد منهم إلاّ أن يتم نوره ولو كره المشركون(منتخب الأثر: 359 ط ثانية عن أربعين الخاتون آبادي- كشف الحق).

إن ما صرح به الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) يميط اللثام عن سر هذه الظواهر التي تبدو غريبة للباحث فهو يفسر السبب في تسرع الحكام للقضاء علي الائمة (عليهم السلام) بعد الامام الرضا (عليه السلام).

كما يبين السر في اتباع الحكام لسياسة تشديد الرقابة علي كل تصرفات أهل البيت (عليهم السلام) واحصاء أنفاسهم عليهم وزرع العيون ـ من النساء والرجال ـ داخل بيوتهم.

ولهذا لم يُمهَل الامام الحسن العسكري (ع) سوي ست سنين فقط وهو أقصر عمر للامامة في تاريخ أهل البيت (ع); ولكن رغم كل ذلك وضع بصماته المباركة علي مسيرة الاسلام المحمدي الأصيل عبر تربية العلماء والمفكرين علي شهد ورحيق مدرسة أهل البيت (ع) كما أرادها خاتم الرسل وسيدهم النبي محمد (ص) دون واسطة ينتهلون العلم من ينبوعه الرئيسي حيث وردت المدرسة الاسلامية الكثير والكثير من علومه ونهجه القيم الذي سيبقي منيراً حتي قيام الساعة وما الانتظار الذي يعيشه العالم برمته اليوم إلا نهج من مناهجه الوضاءة في طريق الحرية والانعتاق من عبودية غير الخالق القهار.
رایکم