۵۳۰مشاهدات

شهادة أمريكية متأخرة .. تركيا زرعت القاعدة في سوريا

”كانت اكبر مشكلة لدينا هم حلفاؤنا .. كانوا يريدون اسقاط الأسد باي ثمن وهكذا صرفوا مئات الملايين من الدولارات واعطوا سلاحا لكل التنظيمات المتطرفة، وشجعوا على دخول المجاهدين لسوريا .. حتى أن “داعش” التي طردت من العراق وجدت لها مكانا في شرق سوريا”.
رمز الخبر: ۳۵۸۲۰
تأريخ النشر: 02 August 2017
شبکة تابناک الاخبارية: قنبلة من العيار الثقيل فجرها الموفد الأميركي بريت ماكغورك لدى التحالف الدولي عندما كشف عن قيام تركيا بافساح المجال لتشكل معقل لتنظيم القاعدة في محافظة ادلب بالقرب من الحدود التركية مع سوريا.

بالرغم من ان ما كشفه ماكغورك حول دور تركيا في زرع القاعدة في سوريا لم يكن امرا جديدا للمتابعين للحرب المفروضة على سوريا ، الا ان الكشف هذه المرة لم يأت من قبل الحكومة السورية او محور المقاومة بل من زعيمة المحور الذي يضم اغلب الدول التي تمول وتسلح وتدعم الجماعات التكفيرية وفي مقدمتها القاعدة ( جبهة النصرة – هيئة تحرير الشام).

ماكغورك قد لمّح في خطاب ألقاه قبل ايام في معهد الشرق الأوسط في واشنطن إلى أن أنشطة تركيا سمحت بطريقة غير مباشرة لفصائل مرتبطة بالقاعدة، مثل "جبهة فتح الشام” (النصرة سابقا) بالسيطرة على محافظة إدلب في شمال سوريا ، الامر الذي يشكل مشكلة كبيرة يجب ان مناقشتها مع الاتراك.

تركيا كعادتها اعتبرت تصريحات ماكغورك غير مقبولة ، واتهمته كالعادة ايضا بانه مرتبط بعلاقات مع المقاتلين الأكراد في سوريا، الذين تتهمهم بانهم امتداد لحزب العمال الكردستاني ، وقد دعا قبل ذلك وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو حتى إلى تنحي ماكغورك في أيار/مايو.

هذا الاعتراف الامريكي الواضح والشفاف والعلني بتورط تركيا في مخطط زرع القاعدة في سوريا لتكون جدارا يفصل بين الاكراد وحلمهم في تاسيس كيان كردي في اطار الدولة السورية ، فقد كشف نائب رئيس الامريكي السابق جو بايدن في شهر مايس عام 2015  وخلال تصريحات علنية ان تركيا والسعودية وقطر هي من ساندت و مولت وسلحت "داعش” في سوريا والعراق ، وقال بالنص: ”كانت اكبر مشكلة لدينا هم حلفاؤنا .. كانوا يريدون اسقاط الأسد باي ثمن وهكذا صرفوا مئات الملايين من الدولارات واعطوا سلاحا لكل التنظيمات المتطرفة، وشجعوا على دخول المجاهدين لسوريا .. حتى أن "داعش” التي طردت من العراق وجدت لها مكانا في شرق سوريا”.

تركيا تتصور ان بالامكان دفع شبح الاكراد عنها عبر خلق كيان على استعداد ان يدخل في صراع دموي طويل مع الاكراد يشغلهم عن ايجاد مشاكل لها على المدى القريب المتوسط ، دون الاخذ بالاعتبار تداعيات هذه السياسة الخطيرة على امن واستقرار تركيا نفسها لوجود تجمعات في تركيا على استعداد ان تتحول وبسهولة الى حواضن للقاعدة وحتى "داعش” كما حصل في باكستان في بداية الثمانينيات من القرن المنصرم.

بالامس كانت باكستان تتصور، كما تتصور تركيا اليوم ، ان بالامكان استخدام الجماعات التكفيرية في افغانستان من اجل مواجهة الجيش الاحمر السوفيتي لابعاد شبح الشيوعية عنها ، الا انها وبعد اقل من عقد من الزمن ، انقلب السحر على الساحر ، وتحولت هذه الجماعات المتطرفة الى مشكلة امنية كبرى لباكستان ،ووصل الامر الى ان تم تاسيس طالبان باكستان وهو فرع لطالبان افغانستان والعشرات من الجماعات المتطرفة الاخرى التي تحولت الى خنجر في خاصرة الامن الباكستاني حتى اليوم.

ترتكب تركيا اليوم ذات الخطأ الفادح الذي ارتكبته باكستان من قبل ، بل ان ارتدادات الخطا التركي ستكون اكبر فداحة من خطا باكستان ، نظرا لطبيعة وتركيبة المجتمع التركي ، الذي سيتشضى بشكل اسرع واكثر عنفا ، ولن يكون بمقدور السلطات التركية ، التي اطلقت عنان الوحش التكفيري ، ان تلجم هذا الوحش الذي تمرد من قبل على امريكا وباكستان والسعودية وكل دولة او جهة استخدمته لتحقيق غايات سياسية ، ولن ينفع تركيا ان تدفن راسها بالرمال ، عبر نفي اي علاقة بينها وبين القاعدة والجماعات التكفيرية ، بعد ان اصبح هذا الامر من البديهيات السياسية ، بعدة شهادة امريكا في هذا الشان ، وان كانت جاءت متأخرة.
رایکم