شبکة تابناک الأخبارية: أكد شهود عيان في مدينة طرابلس الليبية ان الطائرات الحربية تنفذ حاليا غارات على جميع احياء المدينة.
ونقل الشهود ان القصف يتركز بشكل عشوائي في حـيي فشلوم وتاجوراء، ووصفوا الوضع في طرابلس بالمجزرة الحقيقية، حيث ارتفع عدد الشهداء الى خمسمئة والجرحى بالالاف.
وتقول الطواقم الطبية ان جثث الشهداء والجرحى ملقاة في الشوارع ولا يستطيعون الوصول اليها بسبب تعرضهم لاطلاق نار كثيف.
وقصف النظام الليبي جنودا ليببين في معسكر باب العزيزية القريب من وسط طرابلس على بعد اربعة كيلومترات من ميدان الشهادة لانهم رفضوا قصف ابناء بلدهم، ما ادى الى تفحم جثثهم.
وفي سياق متصل افاد شهود عيان ان مدينة مصراته في شمال غرب ليبيا تعرضت لقصف بالدبابات والطائرات وان اطلاق نار عشوائي استهدف احياء المدينة، ما ادى الى وقوع اصابات غالبيتها من النساء والاطفال.
وتحدثت مصادر في رابطات حقوق الانسان عن تواصل المجازر بحق المدنين من قبل نظام معمر القذافي، حيث استمر القصف العشوائي على احياء العاصمة وعدد من المدن الليبية، فيما لا تزال الاتصالات الهاتفية والانترنت مقطوعة عن البلاد، بينما الاحتجاجات في مدن الزاوية وبنغازي والبيضاء مستمرة منذ السابع عشر من الشهر الجاري. واعلن الثوار سيطرتهم على اذاعة بنغازي.
في غضون ذلك، أعلن قائدا طائرتي "ميراج اف- واحد" تابعتين للقوات الجوية الليبية انهما رفضا اوامر تلقياها باطلاق النار على المتظاهرين في بنغازي وقررا الانسحاب بالطائرات وهبطا في احدى مطارات مالطا، وقد وضعت ايطاليا قواعدها في مالطا في حالة استنفار امني قصوى.
وفي اول ظهور له على التلفزيون الليبي الرسمي منذ تفجر الانتفاضة الشعبية، قال القذافي من داخل سيارة مصفحة، انه لا زال في البلاد ولم يذهب الى فنزويلا مثلما رددت وسائل الاعلام.
وقد قدم الزعيم الليبي تصريحا كاريكاتوريا، قائلا انه لن يستطيع ان يظهر اكثر من لحظات بداعي هطول الامطار.
في غضون ذلك، انضم عدد كبير من الجيش وكبرى القبائل الى المحتجين، فيما اعلن وزيرا الداخلية والعدل استقالتهما وفق انباء شبه متطابقة.
واليوم ينتظر ان يعقد مجلس الامن الدولي اجتماعا طارئا حول تطورات الاحداث في ليبيا، في وقت توعد نائب السفير الليبي لدى الامم المتحدة ابراهيم الدباشي بالسعي لابراز جرائم القذافي في حق الشعب خلال الانتفاضة الحالية.
والدباشي هو احد الدبلوماسيين المستقيلين على خلفية الاحداث الاخيرة.
وقد اغلق المجال الجوي فوق مدينة طرابلس الليبية لوقت غير محدد، في وقت تسعى عدة دول عربية واوروبية لاجلاء رعاياها من هذا البلد.
وقد اتخذت الجزائر والاردن اجراءات عاجلة لتسهيل عودة رعاياهما من ليبيا.
كما اكدت تركيا انها تجري اتصالات مع السلطات الليبية لاجلاء رعاياها، فيما اشارت المانيا وايطاليا الى قيامهما بعمليات اجلاء للرعايا وموظفي الشركات العاملة هناك. هذا وقد علقت شركة بريتش بتروليوم النفطية البريطانية العملاقة انشطة التنقيب واجلت موظفيها من ليبيا.
كما اتخذت هذا الاجراء عدة شركات اخرى عملاقة. فيما امرت الولايات المتحدة جميع موظفيها غير الاساسيين بمغادرة ليبيا.
وتوالت ردود الفعل الاقليمية والدولية ازاء عمليات القمع التي يتعرض لها المتظاهرون المطالبون بالتغيير في ليبيا.
فقد طالبت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بوقف ما وصفته بحمام الدم غير المقبول.
الخارجية الايرانية أدانت بشدة القمع الذي يتعرض له المتظاهرون الليبيون على يد قوات النظام في عدة مدن ليبية خلال الساعات الاخيرة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست في بيان، ان طهران تتابع بقلق كبير التطورات التي تشهدها ليبيا، مؤكدا ان انتفاضة الشعب الليبي المسلم وحقوقه المشروعة تاتي في اطار الحركات الشعبية الاصيلة الناجمة عن الصحوة الاسلامية التي تشهدها المنطقة.
اما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فقد ندد بما وصفه بالاستخدام غير المقبول للقوة ضد المتظاهرين وطالب بايجاد حل سياسي يلبي تطلع الشعب الى الديمقراطية والحرية.
من جانبه، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى وقف العنف فورا ضد المتظاهرين، والى حوار شامل.
اما الامين العام لحلف شمال الاطلسي فقد اعرب عن صدمته للاستخدام العشوائي للقوة ضد لمتظاهرين.
كما طالب الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى بوقف العنف فورا.
وقد دعت اربع وعشرون منظمة غير حكومية مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة للانعقاد على وجه السرعة واتخاذ الاجراءات الضرورية ضد ليبيا على خلفية العنف الذي يمارس ضد المتظاهرين.
وقالت المنظمات في بيان لها ان السلطات الليبية تنتهك حق مواطنيها في الحياة بشكل جسيم ومنهجي. واعتبرت ان تلك الانتهاكات تصل الى درجة ارتكاب جرائم ضد الانسانية بحق متظاهرين يسعون الى ممارسة حقهم في حرية التعبير.