
شبکة تابناک الأخبارية: تواصلت في اليمن الاربعاء ولليوم السادس الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالتغيير، حيث قتل شخصان في محافظة عدن واصيب عدد من المحتجين جراء اشتباكات مع قوات الامن.
كما اصيب عشرة اشخاص في العاصمة صنعاء اثر اشتباكات بين المحتجين وانصار الحزب الحاكم.
وكان النهار داميا الاربعاء في عدن كبرى مدن جنوب البلاد، حيث قتل متظاهران وجرح اثنان اثناء مواجهات بين قوات الامن ومئات المتظاهرين الذين يطالبون برحيل الرئيس صالح الذي يحكم منذ 32 عاما هذا البلد الفقير وغير المستقر، والحليف الرئيس لواشنطن في مكافحتها لما يسمى بـ "الارهاب".
وقال مصدر طبي ان "ياسين عسكر، احد الجرحى الثلاثة الذين كانوا يعالجون في مستشفى نقيب توفي ونقلت جثته الى مشرحة مستشفى الجمهورية".
وكانت مصادر استشفائية اعلنت سابقا مقتل متظاهر اخر هو محمد علي علواني الذي اصيب اصابة خطرة برصاص قوات الامن وهي تحاول تفريق المتظاهرين المناهضين للحكومة، متاثرا بجروحه.
وتم الاعتداء بالضرب على ثلاثة صحافيين خلال المواجهات التي اندلعت امام مبنى جامعة صنعاء الذي بات يشكل معقل الحركة الاحتجاجية المطالبة برحيل صالح.
واتهم متظاهرون معارضون "بلطجية" تابعين للحزب الحاكم بالاعتداء "بشكل وحشي" عليهم كما اكدوا وجود شرطيين احدهما بثياب مدنية بين المعتدين.
وقال رئيس اتحاد طلاب جامعة صنعاء رضوان مسعود، ان "بلطجية وانصار الحزب الحاكم يريدون من طلاب الجامعة الخروج الى امام الجامعة لتحصل مجزرة، لكن الطلاب لن يثنيهم اي عمل يقوم به الحزب الحاكم عن مواصلة ثورتهم".
وتسلح بعض الموالين للنظام بالعصي والحجارة والجنبيات (الخناجر التقليدية).
وانطلق المتظاهرون من الجامعة باتجاه ميدان السبعين حيث قصر الرئاسة، الا ان مئات من مناصري صالح صدوهم على الفور.
وتجددت في وقت لاحق المواجهات داخل مبنى الجامعة فاطلقت الشرطة عيارات تحذيرية في الهواء.
واندلعت مواجهات مشابهة في الايام الاخيرة منذ الاحد، خصوصا ان مئات من مناصري الحزب الحاكم يعتصمون في ميدان التحرير القريب من الجامعة.
وكانت المواجهات بين المعسكرين اسفرت الثلاثاء عن اصابة ثلاثة جرحى بعد ان وصل المتظاهرون الى مسافة لا تتعدى 1,5 كيلومتر عن ميدان السبعين.
كما سجلت مواجهات بين المعسكرين في مدينة تعز (جنوب صنعاء) خلال اليومين الماضيين.
الى ذلك، ينفذ مئات القضاة اليمنيين اعتصاما امام مبنى وزارة العدل للمطالبة بتعزيز استقلالية القضاء وباقالة مجلس القضاء الاعلى.
وبدا الاعتصام منذ الثلاثاء الا ان اعداد المعتصمين ازدادت بشكل كبير اليوم الاربعاء، فيما قدم بعض القضاة من مناطق اخرى في اليمن.
واكد المعتصمون انهم يطالبون "باقالة مجلس القضاء الاعلى بجميع اعضائه بمن فيهم وزير العدل".
كما يطالبون "باشراك السلطة القضائية في درس مشروع قانون السلطة القضائية" وبـ "تطبيق استراتيجية الكادر القضائي" لضمان ضمان استقلالية القضاء، وبرفع رواتب القضاة "بما يتناسب مع التطورات الاقتصادية".
وذكر شهود عيان ان اشتباكات عنيفة دارت في محيط مبنى السلطة المحلية في حي المنصورة، وكان مئات الشباب تجمعوا في ساحة هذا الحي مطالبين برحيل الرئيس اليمني ومحاربة الفساد كما اقتحموا مبنى للسطلة المحلية واحرقوا اربع سيارات ما اسفر عن اشتباكات مع قوى الامن.
وتجمع الشباب في موقف حافلات الرويشات وافترشوا الارض رافعين شعارات مثل "ارحل يا علي" و"لا فساد"، و"لا خوف بعد اليوم".
واطلقت قوات مكافحة الشغب اعيرة تحذيرية وغازات مسيلة للدموع فرد المتظاهرون برشق بالحجارة ثم انسحب الامن من الساحة.
وفي وقت لاحق، اقتحم المتظاهرون مبنى المجلس المحلي للمنصورة واحرقوا اربع سيارات يعتقد انها تابعة للحكومة.
من جهة اخرى، اعتصم موظفون حكوميون في عدن للمطالبة بصرف مستحقاتهم المالية وضع حدا "للفساد" وبرحيل مدرائهم والمحسوبين عليهم مرددين هتافات مثل "ارحلوا قبل ترحلوا".
وتجمع مئات الموظفين امام مقار عملهم في مستشفى الجمهورية التعليمي والمؤسسة العامة للمياه والكهرباء ومؤسسة موانئ خليج عدن ومؤسسة الاثاث والتجهيزات والشركة اليمنية للنفط رافعين لافتات كتب عليها "ارحل يا مدير" و"يكفي فساد".
وقال المحتجون: "استلهمنا من ثورة مصر وتونس اشياء كثيرة تمكننا من انتزاع حقوقنا بالقوة ومن عدن ستنطلق ثورة عمالية، ثورة حقوق".
وقال متظاهر يدعى حسن بدر يعمل في شركة النفط: "كفى ظلما وفسادا باقواتنا. جاء اليوم الذي كنا بانتظاره لنقول لمسيئولينا لا والف لا وحان وقت رحيلكم".