۴۰۴مشاهدات
وشدد أبو دقة على أنهم "مع أي جهد يُبذل أو أي مسعى لاستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية"، متوجهًا بالشكر الجزيل للدول الصديقة التي تساند قضيتنا وتبذل مساعٍ حميدة تصب باتجاه إنهاء الانقسام المأساوي.
رمز الخبر: ۳۲۳۵۴
تأريخ النشر: 30 May 2016
شبکة تابناک الاخبارية: أكد القيادي البارز بالجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، عصام أبو دقة، استعداد قوى المقاومة الفلسطينية وجهوزيتها للتصدي لأي عدوان إسرائيلي على قطاع غزة، داعيًا في سياقٍ منفصل لدعم وتطوير وإسناد انتفاضة القدس باعتبارها فرصةً سانحة لردع الاحتلال، ولجم عدوانه.

وقال أبو دقة في لقاءٍ مع مراسل وكالة أنباء فارس في غزة، :" دائمًا الدم الفلسطيني وتحديدًا قطاع غزة حاضرٌ بقوة في أي منافسات إسرائيلية، أو في أي ترتيبات تتعلق بتشكيل التحالفات وتركيب الحكومات الإسرائيلية، كما جرى مؤخرًا بتنصيب المتطرف افيغدور ليبرمان وزيرًا للجيش".

الحصار للتأليب على المقاومة

وأضاف:" كل الأنظار الإسرائيلية تتجه الآن لغزة كمنطقة ساخنة، وساحة للمقاومة، والهدف دائمًا هو كسر إرادة الأحرار، وثبات الحاضنة الشعبية، لكن بكل ثقة استطيع أن أؤكد لك أنه على مدار ثلاث جولات من المواجهة أثبتت قوانا الحيّة أنها صلبة، وعلى قدر التحدي، والمسؤولية المناطة بها، وإذا فكر الاحتلال بأي حماقة جديدة فسيرى ما لم يره من قبل".

واستطرد أبو دقة :" فصائل المقاومة بكل تشكيلاتها أعدت نفسها جيدًا، وهي تواصل إعدادها وتجهزيها بشكلٍ مستمر للدفاع عن الشعب الفلسطيني والذود عنه، وسيكون الاحتلال في مأزق حقيقي، ويجر أذيال الخيبة والهزيمة؛ إذا ما أقدم على شن عدوان جديد على غزة المحاصرة".

ولفت إلى أن "حصار القطاع المتواصل الهدف منه تأليب الشعب الفلسطيني على المقاومة، وعقاب غزة وأهلها، الذين يثبتون يومًا بعد الآخر أنهم أهل للثبات والصمود، تمامًا كما أهلنا في القدس، والضفة، وفي الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، وفي مخيمات اللجوء والشتات".

الوحدة أمرٌ مُلّح

ونوه أبو دقة إلى أن ما ينقص هذا التحدي والصمود الباسل للشعب الفلسطيني هو استعادة الوحدة الوطنية بين الفصائل والقوى السياسية، كي نتفرغ تمامًا لمواجهة الاحتلال وسياساته العدوانية التي تلتهم أرضنا، وتُفجع نساءنا وأطفالنا، وتعصف بمقدساتنا.

ورحّب عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية، بتصريحات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الأخيرة والتي أعلن فيها استعداده لتشكيل حكومة وحدة وطنية، لكنه رأى أن هذا الطرح يحتاج لخطواتٍ عملية سريعة.

ونبّه أبو دقة إلى أن المدخل الحقيقي لحل معضلة الانقسام الداخلي، أن يتداعى الكل الفلسطيني على الفور في مظلة الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير، الذي يجمع كل المكونات السياسية بما فيها حركتي حماس والجهاد الإسلامي، للاتفاق على آليات تنفيذ لاتفاقيات المصالحة الموقعة بين قطبي الأزمة.

ضجر من اللقاءات الثنائية

ونبّه إلى أنه "في ظل التطورات الدراماتيكية في المشهد الإسرائيلي، وما يلف المحيط العربي من تطاحن ألقى بظلاله سلبًا على القضية الفلسطينية، يجب علينا أن نكرس الوحدة الوطنية، وننهي حقبة الانقسام لمواجهة تهديدات الاحتلال وتحدياته، ونعالج كل الإشكاليات الداخلية، مؤكدًا أن الجميع ملّ وضجر من اللقاءات الثنائية، التي تجري بين الفينة والأخرى هنا أو هناك، مبيّنًا أن أبناء شعبنا لا يكترثون بها، باعتبار أنها تُستعمل مرحليًا أو في سياق تكتيك لهذه الجهة أو تلك".

وشدد أبو دقة على أنهم "مع أي جهد يُبذل أو أي مسعى لاستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية"، متوجهًا بالشكر الجزيل للدول الصديقة التي تساند قضيتنا وتبذل مساعٍ حميدة تصب باتجاه إنهاء الانقسام المأساوي.

وفي سؤاله عمّا إذا كانوا سيشاركون في المؤتمر، الذي ستدعو له سويسرا نهاية الشهر المقبل، قال أبو دقة :" إذا دُعينا لأي مكان في إطار حوار وطني فلسطيني شامل يبحث عن مخارج لتطبيق الاتفاقيات الموقعة للمصالحة سنلبي، بغير ذلك لا أرى – على المستوى الشخصي-ضرورة للمشاركة".

وأشار القيادي بالجبهة الديمقراطية إلى النداء الذي أطلقه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتحقيق المصالحة الفلسطينية، معربًا عن تقديره العميق له، باعتبار أن مصر الشقيقة تولي اهتمامًا تاريخيًا كبيرًا بالقضية الفلسطينية، لكنه بيّن أن هذا النداء يحتاج لدعوة كل الأطراف الفلسطينية إلى حوار وطني شامل في القاهرة على وجه السرعة، لدعم وترجمة الاتفاقيات الموقعة لاسيما اتفاق القاهرة عام 2011.

طوق نجاة للاحتلال

وعلّق أبو دقة على الحراك الفرنسي لجمع السلطة الفلسطينية وحكومة الاحتلال على طاولة المفاوضات مجددًا، قائلًا :" ما تقوم به باريس لم يرتقِ إلى المستوى المطلوب، فما يطرحونه يُشكل طوق نجاة للاحتلال المأزوم على المستوى الدولي".

ومضى يقول :" المفاوضات خيار لم يعد علينا بشيء، وكلنا تتبع مسيرتها على مدار أكثر من عقدين، ورأينا الرعاية الأميركية المنفردة لهذا الملف طيلة تلك الأعوام المشؤومة من عمر قضيتنا، وانحياز واشنطن الدائم لصالح الاحتلال، وعليه فإننا نرفض بشدة العودة لهذا النهج العقيم، وندعم أي طرح أو خيار يُقربنا من ساعة النصر، وتحرير شعبنا وأرضنا من الاحتلال".

فرصة لردع المحتل

وتطرق أبو دقة إلى انتفاضة القدس، داعيًا إلى تأطيرها وتسليحها ببرنامج كفاحي وسياسي يُجمع عليه كل أبناء الشعب الفلسطيني، لافتًا إلى أن هنالك شرائح واسعة لم تشارك فيها حتى اللحظة، في حين أن عدوان الاحتلال يستهدف الجميع.

كما دعا إلى تشكيل قيادة ميدانية وإشراك كافة القوى السياسية والمؤسسات الرسمية والأهلية والفعاليات الشعبية في قيادة دفة هذه الانتفاضة وتطوير أدائها، كي تتحول لانتفاضة عارمة نردع من خلالها عدونا ونواصل تكبيده المزيد من الخسائر، باعتبارها فرصة سانحة.

ولم ينس أبو دقة أن يتوجه بالتحية والإجلال لشباب وفتيان القدس والضفة المحتلة، الذين أخذوا على عاتقهم قرار اشعال فتيل الانتفاضة المباركة، وقيادة عملياتها البطولية على الحواجز العسكرية لجيش الاحتلال، وفي قلب المدن المغتصبة، وداخل المستوطنات الآخذة في التوسع والتضخم، مؤكدًا أن "هذا دليلٌ دامغ على حيوية أبناء الشعب الفلسطيني - وفي طليعتهم الشباب - على مواصلة طريق الاشتباك والمواجهة؛ بالرغم من محاولات الاحتلال اليائسة كي وعيه، وإشغاله بافتعال الأزمات والقلاقل والفتن باستمرار.

نقدّر من يدعم صمودنا

وعن العلاقة التي تربط الجبهة الديمقراطية بمكونات الأمة الإسلامية عمومًا وبالجمهورية الإسلامية الإيرانية على وجه الخصوص، قال أبو دقة :" نحن منفتحون على الجميع، ونتواصل مع كل الأطراف والقوى التي تساند وتدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، باعتبار أن هذا حق وواجب عليهم".

وتابع :" تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وثباته على أرضه في ظل العدوان البربري الإسرائيلي، من خلال الدعم العسكري والسياسي والمالي هو ما نحتاجه، كي نواصل معركة التحرير والاستقلال بصلابة وعزم، وعليه فإننا نقدر عاليًا كل من يمد يده لنا في ظل الواقع العصيب الذي نعيشه، وتعيشه أمتنا".

لا تتركوا فلسطين وحدها

وأعرب أبو دقة عن أسفه الشديد لما يلف المنطقة العربية من تشرذم وتطاحن وفتن وأزمات، مطالبًا الجميع بأن يستفيقوا قبل فوات الأوان، وألا يتركوا الشعب الفلسطيني وقضيته المركزية وحده في مواجهة المشروع الصهيوني.

وحذّر جميع الدول العربية من محاولات الاحتلال الرامية للتطبيع والانفتاح في العلاقات معهم، منبهًا إلى أن المطلوب منهم كأقل واجب في هذه المرحلة هو محاصرة "إسرائيل" على كافة المستويات بدلًا من اللقاءات التي تجري هنا وهناك في الغرف المغلقة، والبحث عن مخارج لتعزيز حضور الاحتلال وإكسابه الشرعية.

وشدد أبو دقة على أن المطلوب إجهاد الاحتلال، وتكبيده خسائر اقتصادية، ومحاصرته سياسيًا، ومقاطعته أكاديميًا، معربًا عن حزنه وألمه لكون منظمات وشخصيات أوروبية تقوم بهذا الدور، فيما يهرول العرب باتجاه الانفتاح على العدو الإسرائيلي والتطبيع معه.
رایکم
آخرالاخبار