۴۳۵مشاهدات

سيئول وطهران ..من الصداقة الى الشراكة الاقتصادية

وذكرت شركة دايليم للصناعة انها تعتزم التوقيع على صفقات بقيمة 8.1 مليار في إيران قريبا، بما في ذلك بناء السدود والسكك الحديدية.
رمز الخبر: ۳۲۱۷۳
تأريخ النشر: 12 May 2016
شبکة تابناک الاخبارية: قال مراقبو الصناعة ومسؤولو الشركات الكورية الجنوبية إنه من المتوقع تحقيق قفزة كبيرة في العلاقات الاقتصادية الثنائية بين كوريا الجنوبية وإيران، في أعقاب زيارة الرئيسة بارك غون-هيه التاريخية إلى طهران في مطلع مايو/ايار .

ومن خلال سلسلة من الاجتماعات بين الرئيسة بارك ونظيرها الايراني حسن روحاني وزعماء إيرانيين آخرين، اتفقت الدولتان على توسيع التعاون في مجالات التجارة والاستثمار والبناء والخدمات المالية والمجالات الاقتصادية الأخرى.

وفي الوقت الذي أبدى فيه مراقبو الصناعة توقعاتهم الوردية بشأن العلاقات بين سيئول وطهران، فإن تاريخ الصداقة بين البلدين يعود إلى عام 1962، عندما أنشأت الدولتان العلاقة الدبلوماسية بينهما.

وبدأت البعثة الدبلوماسية الكورية الجنوبية في طهران أعمالها في عام 1967، بينما فتحت إيران أيضا سفارتها في سيئول بعد ثماني سنوات.

وفي ذلك الوقت، كانت كوريا الجنوبية الشابة تكافح من أجل إعادة بناء نفسها من أنقاض الحرب الكورية 1950-1953 التي انتهت باتفاقية الهدنة ووقف إطلاق النار، وأرسلت عشرات الآلاف من العمال إلى إيران عام 1979 للحصول على العملة الأجنبية من أجل التنمية الاقتصادية في كوريا الجنوبية.

وقال مراقبو الصناعة إن هذه الشراكة مهدت الطريق أمام كوريا الجنوبية لتظهر كرابع أكبر دولة اقتصاديا في آسيا اليوم. فخلال أزمة النفط العالمية عام 1973، كانت إيران أيضا المورد الوحيد للنفط إلى كوريا الجنوبية، مما ساعد محرك النمو في البلاد على البقاء على قيد التشغيل.

ولفترة طويلة، كانت سيئول وطهران أكثر من شريكي أعمال. وقد وصلت صداقتهما في نهاية المطاف إلى مجالات أخرى، وتوسيع التبادلات الثقافية أيضا.

وعلى الرغم من القضايا السياسية، ظل المحرك الاقتصادي للبلدين سليما، ولا يزال العمال الكوريون الجنوبيون يتواجدون في إيران، لتقديم الدعم من أجل التنمية الاقتصادية في كل من سيئول وطهران.

وظلت شركة بوسكو دايو، وحدة دايو العالمية، في إيران وسط تغييرات الظروف العالمية منذ عام 1975.

وتمثل شركة دايليم للبناء الكورية الجنوبية أيضا رمزا للترابط الاقتصادي القوي بين البلدين. ومنذ عام 1975، كسبت الشركة عقودا بقيمة 4.5 مليار دولار على مدى السنوات الـ 40 الماضية.

وبدأت دايليم مشروعا لبناء مصفاة الغاز في كانكان، تبعد 2200 كيلومتر من طهران في عام 1984، والتي استمرت لمدة ست سنوات وأربعة أشهر.

وعلى الرغم من الصعوبات الجغرافية إلى جانب الحرب بين إيران والعراق، كافحت دايليم لإنجاز المشروع في الموعد المحدد، من أجل الوفاء بالتزامها مع الشركاء التجار.

وفقا لذلك، قال مراقبو الصناعة، إن أكبر أصول للعلاقة بين سيئول وطهران هي مصداقية لا تتغير أبدا والتي ظلت راسخة من خلال المواقف الجيوسياسية.

بفضل هذه الخلفية ، تقف كوريا الجنوبية وإيران الآن كشريكين رئيسين. وبلغ حجم صادرات كوريا الجنوبية إلى إيران 3.7 مليار دولار في حين بلغت الواردات من ايران إلى 2.3 مليار دولار.

وبشرت زيارة الرئيسة بارك لإيران أيضا ببداية التعاون في مجال الأعمال الكاملة بين البلدين. ورافق حوالي 230 من رجال الأعمال الكوريين الجنوبيين ووزراء مجلس الوزراء، الرئيسة بارك في زيارتها إلى طهران، وأثمرت الزيارة عن عدد كبير من الصفقات، والتي شملت التعاون في مجال السكك الحديدية وبناء السدود، وتطوير حقل للغاز، والنقل البحري، والشؤون الجمركية والإنشاء وغيرها.

وعلاوة على ذلك، تخطط كوريا الجنوبية لمباشرة الرحلات الجوية المباشرة بين سيئول وطهران في وقت لاحق من هذا العام، بينما تخطط جمعيات الأعمال، مثل غرفة التجارة والصناعة الكورية، والبنوك التجارية لفتح مكاتب في العاصمة الإيرانية.

وقال مكتب الرئاسة أنه تم توقيع 59 اتفاقات مبدئية للتعاون الاقتصادي خلال زيارة الرئيسة بارك لايران.

وأظهرت بيانات الصناعة أن حجم التجارة بين كوريا الجنوبية وإيران بلغ 6.1 مليار دولار في عام 2015، مقارنة مع 17.4 مليار دولار في عام 2011. وأشار الرئيس الإيراني روحاني انه يريد تعزيز التجارة الثنائية إلى 18 مليار دولار في السنوات القادمة.

وباعتبار إيران رابع أكبر دولة من احتياطي النفط الخام في العالم، فإنها تحتل المرتبة رقم 1 من حيث احتياطي الغاز الطبيعي، ومن المهم جدا للشركات الكورية الجنوبية الاستفادة الأكبر من السوق الإيرانية لتوسيع وجودها في الشرق الأوسط.

وذكرت شركة دايليم للصناعة انها تعتزم التوقيع على صفقات بقيمة 8.1 مليار في إيران قريبا، بما في ذلك بناء السدود والسكك الحديدية. وقالت دايو للهندسة والبناء، وهي شركة البناء الكورية الجنوبية الرئيسية، إنها حصلت على اتفاق مبدئي للانضمام إلى مشروع بناء البنية التحتية على نطاق واسع في إيران، مضيفة أنها وقعت مذكرة تفاهم مع بهمن جينو المحدودة، شركة الطاقة المحلية، للتعاون في بناء مصفاة بقيمة 10 مليارات دولار .

وقال مسئول في الجمعية الكورية للمقاولين الدوليين إن "زيارة الرئيسة بارك مهدت الطريق أمام كوريا الجنوبية في التوصل الى اتفاق يقدر بـ50 تريليون وون" و"كانت النتيجة ممكنة من خلال مصداقية شركات البناء الكورية الجنوبية" التي حاربت ضد الحرارة، والتحديات الجغرافية".

وأضاف ان "الحكومة يجب أن تقدم الدعم على مستوى الدولة حتى تأتي هذه الجهود بثمارها".
رایکم