۵۶۶مشاهدات
رمز الخبر: ۳۱۹۷۲
تأريخ النشر: 26 April 2016
شبکة تابناک الاخبارية - الوعي نيوز : متفقون دوماً بالتعاون الأمني والاقتصادي الستراتيجي معكم يا حكام مجلس التعاون الخليجي باعتباركم بقرتنا الحلوب تدر علينا الفوائد الجمة، وأن العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية تمتد لعقود وهي بابنا لدخول المنطقة وضمان لبقائنا فيها ودعم لاقتصادنا وأمننا القومي، مضيفا أن "الاصلاح الداخلي واعطاء بعض الحريات الفردية واشراك الشباب وكذلك منح المرأة بعضا من حقوقها ضمان بقائكم في السلطة".. خلاصة ما قاله الرئيس باراك أوباما في قمة الرياض الامريكية الخليجية قبل أيام.

الرئيس أوباما كشف أن "الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي ستطلق حوارا اقتصاديا جديدا رفيع المستوى مع التركيز على التكيف مع انخفاض أسعار النفط وتعزيز الروابط الاقتصادية ومساندة الإصلاحات التي تجريها دول المجلس. مشدداً أن "الخليجيين أجمعوا على ضرورة التنسيق الأمني والمعلوماتي مع واشنطن" وعدم الخروج من بيت الطاعة، وصياً إياهم – والكلام للرئيس الأمريكي - أن يكون لكم "سلام بارد" مع إيران يخمد التوتر الطائفي ويسمح لجميع الأطراف بالتركيز على ما يعتبره خطرا أكبر يمثله "الارهاب التكفيري".

"أوباما" ومنذ توليه قيادة البيت الأبيض في 20 يناير 2009 قام وللمرة الرابعة بزيارة للحليف الستراتيجي السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم وعلى الأرجح ستكون الأخيرة، على أمل طمأنتها وحلفاء خليجيين آخرين بالتزام واشنطن بأمنهم، لكن معظمهم عبروا في مجالسهم الخاصة عن خيبة أملهم العميقة حيال عهد أوباما واعتبروه فترة انسحبت فيها الولايات المتحدة من المنطقة ودعمها لهم ليبقوا وحيدين في ساحات الصراع التي أشعلوا الفتن فيها بأموال البترول المسروقة وسياسات المختلين عقلياً والأراعنة والجهلة، يغوصون في وحل مستنقع ما خططوا له يقرب أمد زوالهم ويسرع وتيرة حصول شعوبهم على حقوقهم أمن وأستقرار وحرية وسلامة وعدالة وطمأنينة حيث جميعها مفقودة ومسلوبة وبأبسط صورها طبقاً لتقارير الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان الدولية والعربية والخليجية .

رغم أن الرئيس أوباما أكد قبل الزيارة معارضته للمشروع المطروح حالياً من قبل الكونغرس لبحث قرار يجيز للقضاء الأمريكي النظر في دعاوى قد ترفع إليه، تطال الحكومة السعودية أو مسؤولين، على دور مفترض لهم في أحداث 11 ايلول/سبتمبر 2001؛ إلا أن خيبة أمل كبيرة سادت قصور الرياض وصفعة موجعة تلقاها كبير آل سعود ونجله الشاب الطائش من نتائج زيارة أوباما الأخيرة، قبل غيره من القادة الخليجيين المهرولين وراء رغبات المصاب بالزهايمر وجنون العظمة، حتى أن الاجتماع المغلق الذي جمع أوباما بسلمان على مدى ساعتين لم يخفف من وطأة الصدمة المؤلمة للبيت السعودي .

 الصدمة كبيرة والخطر داهم وأوباما راحل عما قريب من البيت الأبيض ولعل هذه الزيارة هي الأخيرة التي يلتقي خلالها سلمان ويقدم له النصح لإنقاذ ملكه وسلطان نجله، بوقف الرياض دعمها للارهاب ومد اليد لايران وإعطاء المرأة السعودية بعضاً من حقوقها؛ حتى تجديد الطرفين على "الصداقة التاريخية والشراكة الإستراتيجية العميقة بين الولايات المتحدة والسعودية" لن يفيّ بالمطلوب الذي كان يبحث عنها الملك وولي ولي العهد، ما يكشف عمق التباين في الرؤى ليست حول الملفات الإقليمية فحسب بل حتى بخصوص الوضع الداخلي للبيت السعودي والخليجي الآخذ نحو خطر الانفجار - حسب ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" من أحد المقربين للرئيس أوباما والمرافق له في الزيارة، مضيفة أن تهديدات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن السعودية ستذهب لبيع سندات خزينة اميركية بمئات مليارات الدولارات وسحب استثماراتها لن يقف حائلاً دون ذلك؛ والسكين أضحى أقرب من أي وقت مضى على رقاب آل سعود حيث الجدل يدور في أروقة واشنطن بوجوب رفع التصنيف السري عن 28 صفحة من تقرير أحداث11 أيلول/سبتمبر، تتطرق لدور السعودية الكبيرة في الحادث الارهابي .

الامتعاض الشديد عبر عنه الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية وسفير بلاده السابق لدى واشنطن، خلال مقابلة مع شبكة "سي أن أن" ضمن برنامج "أمانبور"، بعد أن أعتبر أن زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الى السعودية خيبة أمل الأسرة الحاكمة وشقيقاتها الخليجيات وأن "الأيام الخوالي" بين المملكة والولايات المتحدة انتهت إلى غير رجعة، وأنه يجب أن "يعاد تقييم" العلاقة بين البلدين. وتابع "إلى أي مدى يمكننا أن نذهب في اعتمادنا على أمريكا، وكم يمكننا أن نعتمد على ثبات توجهات القيادة الأمريكية.. لا أعتقد أنه علينا أن نتوقع من أي رئيس أمريكي جديد العودة إلى الأيام الخوالي حين كانت الأمور مختلفة" .

الرئيس الأمريكي أوباما رد بطريقته الخاصة عبر نظراته الثاقبة وإبتسامته العريضة على إمتعاض سلمان والسائرين المرتسم على وجوههم ونبس شفاهم، وهو يودعهم في قصر الدرعية.. سترناها لكم حتى الآن ووقفنا بوجه العالم برمته والوثائق والمستندات كلها تؤكد دعمكم للارهاب الذي يعصف بالمنطقة وحتى أوروبا، دعماً لكم اعلامياً وسياسياً وعسكرياً فتماديتم وضربتمونا في عقر دارنا وسعينا جاهدين لرأب الصدع وإبعاد الاتهامات عنكم من قبل عوائل ضحايا الحادي عشر من سبتمبر الارهابي، فتطاولتم مهددين بسحب استثماراتكم وبيع سندات الخزينة الأمريكية ما يؤكد حماقتكم وجهلكم للأمور فأنني لست باقيا في السلطة كي تبقى توصيات ملزمة للدوائر الامنية والقضائية.. فهل يا ترى بمقدوركم تنفيذ تهديدكم؟ والوثائق في طريقها للكشف عن حقيقة تورطكم وسينقلب العالم برمته عليكم ولم يعد بمقدوركم إخفاء الحقيقة وإسكات الحكومات والاعلام بأموال بترولكم.

ربما لم تصل العلاقات السعودیة ـ الأمریکیة إلى مرحلة «دفنها» کما توقع کثیرون فی الأیام الماضیة. لکن الأکید أنها لیست فی أحسن أحوالها، وما كان قائما خلال الأعوام الثمانين الماضية، لم يعد على حاله الآن بين الرياض وواشنطن. ليس انهيارا بالتأكيد، لكن اللهجة التي خاطب بها الرئيس الأمريكي مضيفيه السعوديين والخليجيين في الرياض، بدت غير ودية وشديدة وبعيدة عن دبلوماسية أوباما المعهوده، ورغم إنها كانت ايضاً بعيدة عن اللهجة اللاذعة التي استخدمها في مقابلة مجلة "أتلانتيك" الشهيرة قبل أسابيع، لكنها حملت المضامين ذاتها خاصة .

الوثائق السرية الآخذة بالتدفق نحو العلن تزيد الطين بلة وتوتر العلاقات بين الطرفين وتزيد من الغيوم الملبدة لتؤكد بأن أعمدة العلاقة «التاريخية» التي تطورت تدريجيا بين «الحليفَين» منذ أربعينيات القرن الماضي عندما عقدت القمة الأولى على السفينة العسكرية الأميركية «كوينسي» بين الملك عبد العزيز والرئيس روزفلت في العام 1945؛ لم تعد قائمة، وهو ما كشفت عنه الكاتبة في صحيفة "الديلي ميرور" البريطانية "ليديا ديلغريس" عن معلومات جديدة تشير إلى دور النظام السعودي في هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 في الولايات المتحدة، مضيفة إنه وعلى الرغم من أن الإدارة الأميركية رفعت السرية عن الوثائق في يوليو/تموز 2015، إلا أنها لم تستقطب الاهتمام إلا بعد أن نشرها الناشط "بريان ماكغلنيتشي" على الإنترنت مؤخرا وأطلق عليها تسمية "الوثيقة 17".

"ماكغلنيتشي" قال من جهته بأن السؤال العلني اليوم" إلى أي مدى كانت مؤامرة 11 سبتمبر/ أيلول 2001 سهلة على شخصيات من أعلى المستويات في الحكومة السعودية؟". في وقت دعا فيه السناتور الأمريكي عن الحزب الديمقراطي كريس ميرفي خلال ندوة نظمها معهد "Brookings" يوم الخميس الى اعادة النظر بطبيعة العلاقات الامريكية السعودية.

النهاية
رایکم