شبکة تابناک الأخبارية - عوض أبودقة - وکالة فارس - غزة: اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، انتصار الثورة الإسلامية في إيران قبل ما يزيد عن ثلاثة عقود منهلاً استمدت منه الشعوب المقهورة زمام المبادرة والنزول للشارع ورفع قبضات التحدي لأنظمة الاستبداد على اختلاف مسمياتها.
أن عضو المكتب السياسي للجبهة والنائب عنها في المجلس التشريعي الفلسطيني جميل المجدلاوي قال له في سياق مقابلةٍ مطولة:" منذ اليوم الأول لانتصار الثورة الإسلامية في إيران كان لنا موقف مرحب وداعم ومتحمساً لها، كونها ضربت أحد أهم عناوين ارتكاز الهيمنة الإمبريالية الأمريكية في منطقتنا وفي العالم بأسره".
وأضاف:" كما ضربت تلك الثورة الشعبية أحد أبرز امتدادات "الموساد" الصهيوني لتخريب إيران وغيرها، فضلاً عن كونها نقلت بالمعنى الاستراتيجي هذا البلد إلى مواقع المجابهة والتصدي للعدوان الأمريكي واستغلاله لشعوب المنطقة".
وشدد النائب الفلسطيني على أن انتصار الثورة الإسلامية في إيران كان حالةً مهمةً من حالات الإزاحة المتدحرجة في ميزان القوى الكوني لصالح الشعوب، وضد الاستعمار بمختلف أشكاله وتجلياته.
ونوَّه المجدلاوي إلى أن مسيرة اثنتين وثلاثين سنةً جاءت لكي تؤكد صوابية هذه الرؤية وهذا الموقف بل زادت عليها الثورة الإسلامية في إيران عناصر جديدة من التحدي للإمبريالية وهيمنتها ومحاولاتها الدؤوبة للتفرد بمنجزات العلم والتكنولوجيا الحديثة وذلك بإصرارها على حق استخدام العلوم النووية لصالح شعبها رغم أنفق الإمبرياليين.
وفي سؤالنا له عمَّا يجري اليوم في البلدان العربية من حركات احتجاجية عارمة ضد الأنظمة الرسمية وإذا ما كان يرى في ذلك امتداداً للثورة الإيرانية، أجاب المجدلاوي قائلاً:" لاشك أن حركة الجماهير الواسعة والتي جسدتها ثورة الشعب الإيراني في سبعينيات القرن الماضي قد شكلت أحد المناهل الهامة لجماهير المنطقة وغيرها في استلام زمام المبادرة والنزول للشارع ورفع قبضات التحدي لأنظمة الاستبداد على اختلاف مسمياتها والعمل على إسقاطها".
ومضى يقول:" ما يجري هذه الأيام في بعض البلدان العربية وخاصةً في الشقيقة تونس والشقيقة الكبرى مصر هو حلقات في إطار هذا السياق التاريخي لحركة الجماهير التي كانت ثورة الشعب الإيراني أول حلقةٍ من حلقاته في العقود الأربعة الماضية".
ورأى عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في إطار حديثه، أن العرب والمنطقة برمتها باتوا بعد يوم الخامس والعشرين من كانون ثاني (يناير) عام 2011م هم غير العرب والمنطقة قبل ذلك، فما جرى في هذا التاريخ وما بعده – بحسب قوله- يُشكل فاتحة عهدٍ جديد نجح في ضرب السياسة الإمبريالية والصهيونية ومخططاتها بمنطقتنا في الصميم.
وبيَّن المجدلاوي أن السياسية الأمريكية وبخاصةً بعد اتفاقية "كامب ديفيد" وما تلاها من اتفاقيات مثل "أوسلو" و"واي ريفر" كانت تضمن في هذه المنطقة أولاً أمن "إسرائيل" واستمرار تفوقها باعتبارها القوة الإقليمية الأولى والمقررة، لافتاً في السياق النظر إلى عمل واشنطن الدائم على توسيع نماذج هذه الاتفاقيات سيئة الذكر بما يضمن توسيع دائرة التطبيع وإقامة العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية مع العدو الصهيوني.
ولم يُغفل القيادي الفلسطيني الإشارة إلى ما يجري في مصر، حيث اعتبر ثورة الشارع هنالك توجه ضربة قاسمة لسياسة واشنطن – التي تحدَّث عنها آنفاً- وتقول إن عصر الجماهير قد بدأ وبدأ معه أفول الأنظمة التي سعت أمريكا جاهدةً للمحافظة على استقرارها بما يضمن مواصلتها في تنفيذ اتفاقياتها التي أبرمت معها.
وأشار المجدلاوي إلى أن ما أعطى حركة الجماهير سماتها الخاصة والنوعية في ثورة الشارع المصري هو الدور المميز للشباب على اختلاف طيفه الفكري والاجتماعي والسياسي بدون انتظار الأحزاب التي قالت الحياة إنها تخلفت عن مواكبة حركة الجماهير والشباب بشكل خاص بعد أن امتلك هذا الجيل أحد مفاتيح الحداثة وأدوات العصر ووظفها لصالح ثورته العارمة.