شبكة تابناك الاخبارية : توسع نطاق المؤامرة الإرهابية ليصل إلى قلب عاصمة الاتحاد الأوروبي. هجمات الثلاثاء الدامي في بروكسل أسفرت عن مقتل وإصابة ثلاثمائة شخص. إنه التطرف الإسلامي في بلجيكا. والمسألة خطيرة وتستحق البحث فيها، يقول مراقبون.
يشير محققون متابعون للقضية إلى انتقادات طالت أجهزة الأمن ووكالات الشرطة في بلجيكا على خلفية ثغرات أمنية واختلالات تعاني منها. لكن مشكلة أكثر عمقا وتعقيدا تتصدر اعتداءات بروكسل.
تقول الأرقام إن العدد الأكبر من الأوروبيين الذين فروا للانضمام إلى مجموعات إرهابية تقاتل في سوريا هم من بلجيكا. أحد أحياء العاصمة ذات الغالبية من المسلمين المتطرفين شهد عمليات دهم ومطاردة لمتورطين في التخطيط لهجمات باريس في نوفمبر/تشرين الثاني 2015م.
تقارير عديدة تحدثت عن جذور التطرف العميقة في بلجيكا وعن تعقيدات الشبكات الجهادية العاملة فيها. العوامل الاجتماعية من فقر وتمييز واغتراب تساهم في دفع الشباب البلجيكي أكثر تجاه جماعات إرهابية مثل "داعش”.
لكن خيوط المؤامرة الإرهابية لم تحك حديثا. النشاط الإسلامي المتطرف في بلجيكا افتتحته السعودية مع تشييد الجامع الكبير وهو واحد من أكبر مساجد الوهابية فيها عام 1978م.
عام 2007م سرب موقع "ويكيليكس” برقية ديبلوماسية أميركية تشرح تفاصيل الاستثمارات السعودية لدعم الوهابية في أوروبا وتشير إلى التمويل السعودي النشط للعديد من المساجد في بلجيكا.
يقول مدير "الشبكة الأوروبية لمناهضة العنصرية” مايكل بريفوت إن 95 في المائة من الدورات المقدمة للمسلمين في بلجيكا يديروها دعاة تدربوا في المملكة السعودية. وهنا إشارة إلى خطر نشر أفكار متطرفة على يد رجال دين سلفيين.
ثمة وجهة نظر عالمية تجمع على التماهي بين المملكة السعودية و”داعش”. حاولت السعودية صد الانتقادات حول دورها في تغذية الحركات الأصولية في جميع أنحاء العالم. فبعد هجمات بروكسل الأسبوع الماضي أبرق سلمان لنظيره البلجيكي رسالة إدانة شديدة لأعمال العنف والإرهاب.
في مقابل ذلك، تبذل السعودية جهودا حثيثة في قلب الرياض لتلميع صورتها أيضا. فقبل يومين عقد مركز أسبار ورشة عمل حول تصحيح النظرة إلى السفية السعودية لا سيما لجهة علاقتها بالإرهاب. لكن الخطاب الثقافي والإعلامي الرسمي السعودي القائم على تغذية التعصب يجعل من الصعب تبرئتها من تهمة الإرهاب.