شبکة تابناک الاخبارية: هي من المرات القليلة والنادرة في مسيرة الصحفي الفلسطيني الأصل عبد الباري عطوان الّتي يكتب فيها في موقع "رأي اليوم” افتتاحيتين في موضوع واحد خلال 24 ساعة، ألا وهو وضع حزب الله اللبناني "كجماعة إرهابية” على قائمة المملكة العربية السعودية ومجمل الدول العربية.
فبعد أن كتب عطوان افتتاحية” الأربعاء المعنونة بــ”وضع السعودية لـ”حزب الله” على قائمة "الارهاب” ليس مفاجئا.. ما هي الدوافع الحقيقية لهذه الخطوة؟ ولماذا الآن؟ ولماذا لم تعترض اي دولة خليجية؟ وهل الخطوة التالية والوشيكة طرد جميع اللبنانيين الشيعة من الخليج؟” أضاف أخرى الخميس بعنوان "تجريم وزراء الداخلية العرب لـ”حزب الله” ووصفه بـ”الارهاب” اكبر هدية لاسرائيل..
وتشريع لحروبها المقبلة في لبنان وغزة ونهاية للعمل العربي المشترك المرتكز على المقاومة.. وانضمام اسرائيل الى الجامعة العربية بات وشيكا جدا”.
وقال عطوان في افتتاحية الأربعاء "بتنا نلهث هذه الايام من شدة المتابعة للقرارات السعودية المتسارعة ضد "حزب الله” ولبنان بكل طوائفه بالتالي، فبعد اقل من اسبوعين من وقف منحة الاربعة مليارات دولار التي خصصتها السعودية لتسليح الجيش وقوات الامن اللبنانية، ومطالبة المواطنين السعوديين بعدم السفر الى لبنان، وتلحقها دول الخليج على الطريق نفسه، ها هي المملكة تصدر قرارا على درجة كبيرة من الخطورة بوضع "حزب الله” بكافة قادته وفصائله وتنظيماته وميليشياته على قائمة "الارهاب”.”
وأضاف "ومن غير المستبعد ان تكون الاسباب الاهم لهذه الهجمة العدائية السعودية اعتقال السلطات الامنية اللبنانية، وبايعاز من حزب الله، الامير عبد المحسن بن وليد بن عبد المحسن، اثناء محاولته تهريب حبوب الكبتاغون المخدرة على ظهر طائرته الخاصة في مطار بيروت قبل شهر، علاوة على الحملة الاعلامية العدائية الشرسة التي يشنها السيد حسن نصر الله، زعيم حزب الله، على المملكة العربية السعودية، وكان آخرها مساء امس (الثلاثاء)، حيث القى خطابا متلفزا اتهم فيه النظام السعودي بارتكاب مجازر في اليمن "من خلال قصفه مدارس ومستشفيات ومساجد واسواق وقرى، ومدن والعالم بأسره صامت”، وقال "لم يعد بمقدورنا ان نسكت على هذه الجرائم السعودية”، واضاف "اذا كانت هذه جريمتنا (اي عدم السكوت)، فنحن نفتخر بها.. الشعب اليمني شعب مظلوم، شعب غريب، شعب متروك تجاوز بمظلوميته الشعب الفلسطيني.. وسنبقى مكملين”.”
وواصل الصحفي الفلسطيني هجومه على السعودية وتحريضه عليها وتناسيه لجرائم إيران وتخريبها وميليشياتها للمنطقة قائلا ” السعودية تتحسس كثيرا من اي نقد لها ولسياساتها، لانها تعتبر نفسها منزهة عن اي انتقاد، ناهيك عن هجوم على هذه الدرجة من الشراسة، يأتي في وقت تخوض فيه حربا تحريضية ذات طابع طائفي ضد ايران وحلفائها في العراق ولبنان واليمن، خاصة ان هذا الهجوم الاعلامي يأتي في وقت تتعرض فيه حربها في اليمن للكثير من الاخفاقات، ابرزها فشلها في تحقيق اي من اهدافها بعد بدء دخولها عامها الثاني، وسط انتقادات عالمية للمملكة وطائراتها بارتكاب جرائم حرب، واصدار البرلمان الاوروبي قرارا بمنع تزويدها بالأسلحة اثر ذلك.”
وتابع معدّدا جرائم المملكة في اليمن وتجاوزه لنظيرتها إيران في سوريا ” واذا كانت الممكلة العربية السعودية تنتقد تدخل "حزب الله” في سوريا والعراق واليمن، وهذا من حقها، فان تدخله هذا يتواضع كثيرا اذا ما قارناه بتدخل المملكة العسكري في سورية والعراق واليمن ومليارات الدولارات، وعشرات آلاف اطنان الاسلحة التي تقدمها المملكة للمعارضة المسلحة التي تدعمها في سورية، وحربها المباشرة في اليمن، التي تكمل هذه الايام عامها الاول، وتتضمن ارسال مئات الطائرات لقصف مستشفيات، مدارس، اسواق شعبية، اعراس، معامل تعبئة مياه، ومزارع ابقار ودواجن، مما ادى الى مقتل اكثر من عشرة آلاف يمني واصابة ثلاثين الفا لا يجدون الدواء والعناية الطبية اللازمة بسبب الحصار.”
وأمّا في افتتاحيته اليوم الخميس، بدأ عطوان مقالته متحسّرا "كنا نعتقد ان المملكة العربية السعودية "تهيمن” فقط على مجلس التعاون الخليجي وقراراته، وتحدد له اصدقاءه واعداءه، وبعض الدول العربية الاخرى المستفيدة من مساعداتها المالية، ولكن البيان الذي صدر بالامس عن اجتماع وزراء داخلية الدول العربية في دورة انعقاده الاخيرة في تونس، ووضع "حزب الله” اللبناني على قائمة "الارهاب”، اثبت كم كنا مخطئين في اعتقادنا هذا.”
وعن القرار اللبناني بعدم التصويت على قرار وزراء الداخلية العرب بوضع حزب الله على قائمة الإرهاب، أكّد عطوان أنّه "ليس للبنان ما يكسبه لو صوت لصالح القرار المدعوم سعوديا ضد "حزب الله”، لكن لديه الكثير مما يمكن ان يخسره داخليا، على صعيد وحدته الوطنية، وامنه واستقراره، والتعايش القائم بين طوائفه، فالتصويت لصالح القرار ورغم مخاطره لن يعيد المنحة المالية السعودية، ومقدارها اربعة مليارات دولار لتسليح الجيش اللبناني، لان السعودية قررت الانسحاب من لبنان بعد ان ادركت ان وجودها فيه غير فاعل اولا، وغير مرحب به من قبل قطاع عريض من اللبنانيين ثانيا، وفوق هذا وذاك، اقترابها من حافة الافلاس بسبب تراجع العوائد النفطية، وزيادة اعبائها المالية بسبب حروبها المعلنة في سورية واليمن، وغير المعلنة في العراق ومصر وليبيا، وطابور طويل من المتطلعين الى "عطاياها” المالية، سواء على شكل منح وقروض، او صفقات اسلحة.”
وشدّد الصحفي الفلسطيني الأصل على أنّ "العمل العربي المشترك بالصورة الوطنية المشرفة التي نعرفها انتهى، وبدأ يحل محله تدريجيا العمل العربي الاسرائيلي المشترك الذي سيكون طابع المرحلة الحالية، ولن نستغرب اذا ما شاهدنا تنسيقا امنيا وعسكريا عربيا اسرائيليا علنيا في الاسابيع او الاشهر المقبلة ضد "المقاومة” تحت ذريعة التصدي للارهاب، وحزب الله وايران على وجه الخصوص، انه "العهد السعودي” الذي يترسخ حاليا.”
وأضاف "نحن في هذه الصحيفة "راي اليوم” نقف في خندق "المقاومة” للاحتلال الاسرائيلي، ونعتبرها حقا مشروعا لتحرير الارض والمقدسات بالوسائل كافة، ونعتبر قرار وزراء الداخلية العرب تخليا عن القيم والمبادىء العربية في هذا الصدد، وطعنة في الظهر لكل الشهداء العرب الذين انخرطوا فيها، ولكل الذين ما زالوا يؤمنون بهذا الخيار في ظل انهيار كل الرهانات السلمية بسبب رفض دولة الاحتلال لكل القرارات الدولية، واجهاضها لاتفاقات السلام التي تعترف بحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، واستمرارها في تهويد المقدسات العربية والاسلامية، وبناء المستوطنات، واذلال الملايين من العرب والمسلمين، واعدامهم بدم بارد.”
وختم رئيس تحرير "رأي اليوم” افتتاحيته مؤكّدا على "ان مثل هذا القرار يمهد الطريق لانضمام اسرائيل الى الجامعة العربية، ومؤسسة القمة، ولن نفاجأ اذا ما جرى انتخاب امينا عاما اسرائيليا لها في المستقبل المنظور، وليس هناك افضل من بنيامين نتنياهو لهذا المنصب، فلم نعد نستبعد، او نستغرب اي شيء هذه الايام.”
النهاية