
شبکة تابناک الاخبارية - الوعي نيوز: السلطة الحاكمة في الرياض تسعى جاهدة للعب دور الكبار ولكن ليس من منظار قدراتها السياسية والعسكرية الفاشلة هنا وهناك ولكن باستخدام الثروة النفطية الكبيرة التي تملكها وعلاقات الانبطاح القائمة بينها وبين حلفائها الغربيين وبعض الأنظمة العربية الحقيرة التي تبيع سيادتها وقرارها بثمن بخس مثل السودان والاردن ومصر أوأخواتها الخليجيات باستثناء سلطنة عمان التي تمكنت بفعل حكمتها وتعقلها أن تخرج مرفوعة الرأس من بيت الطاعة السعودي.
المراقبون يرون في السعودية وشقيقاتها الخليجيات كقطعان غنم أو مواشي يسوقهن الراعي كيفما يشاء من هذا الدرب أو تلك الطريق حتى لو كانت نهايته منحدر وادٍ عميق وخطير فتذهب ساقطة على بعضها البعض دون درك أو فهم أو دراية وهو المشهود في سياسة بني سعود خاصة خلال العقد الأخير من الزمن حيث لا مكان للتعقل والحكمة فيها .
تهريج وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بأن المملكة عازمة على إرسال قوات برية وجوية للتدخل في الحرب على سوريا جاء بعد شهر من طلب تقدمت به لجنة القوات المسلحة التابعة للكونغرس الأمريكي بمشاركة دول اقليمية وخليجية (تحالف عسكري إسلامي) ضمن قوات ما يسمى بالتحالف الدولي للحرب ضد الارهاب الذي أوجدوه ويغذونه ويدعمونه هم أنفسهم، وهو ما كشف عنه وزير الدفاع الأمريكي "أشتون كارتر آنذاك مشدداً " أن هذا الاعلان جاء تلبية لدعوتنا ورغبتنا بمشاركة البلدان السنية في هذا الأمر" .
تحالف الرياض المذكور بقي حتى هذه اللحظة حبر على ورق رغم الرشاوى التي قدمها "سلمان" ونجله لعشرات الدول العربية والاسلامية للانضمام الى هذا التحالف للتحرك نحو سوريا وانهاء حكم بشار الأسد ورفع راية الانتصار تلك المنتكسة حتى يومنا هذا في اليمن الفقير حيث تخبط بني سعود وحلفائهم في حله وهم يخسرون يومياً العشرات من أفراد قواتهم والمرتزقة المتعاونين معهم حتى "بلاك ووتر" لم تتمكن من إنقاذهم مما فعل ويفعل بهم "توشكا" و"قاهر" وزلزال" اليمن الصاعق، هذا وهم دولة بجوار اليمن فكيف سيكون الحال بهم اذا ما دفعوا بقواتهم في مهلكة سوريا البعيدة عنهم وبوجود قوات محور المقاومة وشعب صامد اثبت جدارته أمام مقاتلين من أكثر من (90) دولة مدعومين بالبترودولار الخليجي وفتاوى وعاظ سلاطينهم دون جدوى.
تركيا الحليف العثماني الستراتيجي لبني سعود وملكهم المخرف ووزير دفاعهم الأرعن قرأت جيداً اللعبة رغم تهور وطيش تصريحات "اردوغان" وتطبيله بما يفرح الرياض، لكنها عرفت اللعبة الغربية وكيف أنها تسوقهم نحو هاوية الإنزلاق فسارعت للإعلان عن عدم مشاركتها في أي عملية عسكرية برية كان أم جوية ضد سوريا رغم انها لا تزال تبحث عن خطتها في منطقة حظر جوي داخل الأراضي السورية طبقاً لخطة "ب" التي تنوي واشنطن العمل بها مع حلفائها، والتي أماط اللثام عنها الجنرال الأمريكي المتقاعد "جيمس ستافريديس" القائد السابق لقوات التحالف بحلف شمال الأطلسي (ناتو)، خلال حديثه مع شبكة (سي إن إن) الأمريكية قبل يومين، فجاء الرد الروسي سريعاً بقرارها ضرب أي تحرك خارجي في سوريا دون تهاون.. لتنتهي القصة .
*باحث وكاتب سعودي