شبکة تابناک الاخبارية: ردا على انتقادات في بريطانيا لسجل السعودية في حقوق الإنسان حذر سفير المملكة في لندن من "انعكاسات قد تكون سلبية” على العلاقات بين البلدين إذا لم يتم تبني خطاب يتسم بمزيد من الاحترام.
وتعرضت السعودية لانتقادات شديدة من جماعات لحقوق الإنسان وبعض الحكومات الغربية بسبب تعارض قوانينها حول الحريات السياسية والدينية ووضع المرأة مع القوانين الغربية.
جاءت تصريحات الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز بعد أن ألغت لندن عقدا استشاريا خاصا ببناء سجن مع الرياض رأى الكثيرون أنه رد فعل على قضية حكم فيها بالإعدام وأخرى تتصل ببريطاني مسن يواجه عقوبة الجلد 350 جلدة.
وانتقد السفير السعودي زعيم حزب العمال البريطاني جيرمي كوربن واتهمه بانتهاك الإحترام المتبادل بين البلدين. وذلك عندما تحدث كوربن قائلا إنه هو الذي أقنع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بإلغاء اتفاق لتدريب موظفي مصلحة السجون السعودية بقيمة 5.9 مليون جنيه إسترليني.
وفي مقال نشرته صحيفة "ديلي تلغراف” عبر فيه سفير الرياض عن قلقه من التقارير التي هاجمت السعودية وظهرت في الإعلام البريطاني في الفترة الاخيرة. وقال "شهدت الأسابيع القليلة الماضية تغيرا في الطريقة التي تتم فيها مناقشة المملكة العربية السعودية في بريطانيا.وكان على المملكة أن تواجه غياب التفاهم وسوء الفهم، ولكن في هذه المناسبة أشعر بالحاجة الملحة لمناقشة الإنتقادات الأخيرة”.
وأكد السفير على أن من يقومون بإثارة قضايا سوء الفهم للسعودية لا يفهمون أهمية المملكة لأمن بريطانيا والشرق الأوسط ودورها الحيوي في العالم العربي وكونها مركزا للإسلام. وحذر من مخاطر وآثار الهجمات على السعودية التي يجب أن تكون محل قلق للذين لا يريدون تداعيات خطرة ممكنة "يمكن أن تؤثر على الشراكة الإستراتيجية المتبادلة والتي يتمتع بها بلدينا منذ وقت طويل”.
وأكد السفير أن "السعودية بلد ذو سيادة ويقوده قادته الذين يرشدهم الإسلام وحده. وديننا هو الإسلام ويقوم دستورنا على القرآن.وبني دستورنا على قانون الشريعة الذي يطبقه القضاء المستقل. وكما نحترم التقاليد المحلية والعادات والقوانين ودين بريطانيا، فنحن نتوقع من بريطانيا أن تمنحنا نفس الإحترام.فنحن لا نطالب بمعاملة خاصة ولكننا نتوقع شيئا من العدل.وأعترف أننا نستطيع، نحن في السفارة، أن نفعل المزيد من أجل خلق تفاهم أحسن لبلدي”.
واكد السفير محمد بن نواف على أهمية العلاقات السعودية ـ البريطانية حيث قال إن "السعودية وبريطانيا محظوظتان لعقد تحالف قوي يعود إلى ما قبل تأسيس المملكة في عام 1932.وحتى أسابيع قليلة كنت سأقول أن لا تحالف أقوى منه”.
وأشار السفير للمساهمة السعودية في اقتصاد وأمن بريطانيا مما يسمح بإزدهار علاقة ثنائية متينة بين البلدين ويسمح بالتبادل التجاري والثقافي والعسكري "فالسعودية تسهم في توفير العمل أكثر من 50.000 عائلة بريطانية في بريطانيا والسعودية، والفضل يعود للصفقات التجارية التي تقدربعشرات المليارات من الجنيهات الإسترلينية.كما أن السعوديين لديهم ما قيمته 90 مليار دولار من الإستثمارات في المملكة المتحدة”.
وأشار إلى خرق في العلاقات جاء بسبب إلغاء عقد السجون حيث كتب يقول "واحد من الأمثلة التي تم فيها انتهاك الإحترام المتبادل عندما زعم جيرمي كوربن، زعيم المعارضة بأنه هو الذي أقنع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون لإلغاء عقد الإستشارة للسجون مع السعودية وقيمته 5.9 مليون دولار.وتزامن هذا مع التكهنات التي ربطت إلغاء العقد بعدد من الحوادث الداخلية في المملكة”.
ويقول السفير "إذا تم تعريض العلاقات التجارية القوية بين البلدين لأيديولوجيات سياسية معينة فإن هذا سيعرض هذا التبادل التجاري الحيوي للخطر.ونريد استمرار هذه العلاقة ولكننا لا نقبل من أحد أن يحاضر علينا. فالقرارات المتعجلة المدفوعة لتحقيق مصالح قصيرة الأمد عادة ما تضر أكثر من أن تنفع على المدى البعيد”.
وعبر السفير عن أسفه للأحاديث التي تربط السعودية بتنظيم القاعدة حيث قال "كان على السعودية أن تتعامل مع الإتهامات غير الصحيحة والمتعلقة بدور المملكة في الحرب ضد الجماعات الإرهابية مثل ما يطلق عليه تنظيم الدولة والقاعدة. والحقيقة أن لا دولة اسثتمرت وكافحت ضد المتطرفين مثل المملكة والتي لا تزال الهدف الرئيسي لهذه الجماعات وأكثر من الدول الغربية”.
وأكثر من هذا أكد الأمير على أن "السعودية لا تزال مصدرا لا يستغنى عنه للمعلومات الأمنية حول نشاطات الجماعات الإرهابية. فقد أدت المعلومات التي قدمتها الإستخبارات السعودية عام 2010 إلى اكبر نجاح في مكافحة الإرهاب من خلال منع "القاعدة” تفجير طائرة تجارية كانت متجهة إلى بريطانيا”.
وأشار السفير إلى دفاع كاميرون عن العلاقة مع السعودية "ففي مقابلة أجريت معه قبل فترة أكد ديفيد كاميرون على اهمية مساهمتنا عندما قال "منذ أن أصبحت رئيسا للوزراء تلقينا معلومة (من السعودية) كانت ستنقذ حياة المئات هنا في بريطانيا” ويؤكد السفير أن المعلومة التي قدمت ويعرف عنها كانت ستنقذ حياة الآلاف من الناس.
وتطرق السفير لحادث منى الذي قتل فيه المئات الشهر الماضي حيث قال "هناك اتهامات أخرى لا أساس لها ضد المملكة والتي زعمت أن موكبا لنائب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان كان وراء التدافع التراجيدي في منى وقتل المئات من الحجاج. وهذا غير صحيح. وهناك انتقاد قوي لدور السعودية في سوريا وردها على أزمن اللاجئين. وهذا غير صحيح، فقد استقبلت المملكة أكثر من 2.5 مليون لاجيء سوري”.
وأثنى السفير على موقف وزير الخارجية فيليب هاموند الذي دافع عن العلاقات بين البلدين في مؤتمر حزب المحافظين قائلا إن "أمن الخليج هو أمن لبريطانيا”، و”نحن نعتقد أن هذه هي الحقيقة من أجل توسيع مصالحنا في السنوات المقبلة حيث نواجه عددا من التهديدات. وعليه فمن الضروري معاملة السعودية باحترام والذي يمنح بلا تردد للمملكة المتحدة” من جانب السعودية.
النهاية