۴۸۰مشاهدات
اية الله هاشمي رفسنجاني:

يمكن إصلاح العلاقات بين ايران والسعودية شريطة أن تكون الرغبة

يجب علينا ان نحل القضية من خلال التناغم بين الشيعة والسنة. يجب ان نثق باحدنا الاخر حتى نمضي قدما الى الامام، وان كان صناع القرار، عقلاء فاننا سنكون قادرين على ذلك.
رمز الخبر: ۲۹۷۶۱
تأريخ النشر: 13 October 2015
شبکة تابناک الاخبارية - قال اية الله اكبر هاشمي رفسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام ان من الممكن اصلاح العلاقات بين ايران والسعودية بالكامل إن اريد ذلك، لكن لا يمكن إنجاز هذا من جانب واحد.

واضاف اية الله هاشمي رفسنجاني في حوار اجرته معه "شفقنا” ان اصلاح العلاقات ممكن شريطة ان تكون الرغبة من الجانبين، لكن هذا الامر لا يتحقق مثلا أن كنا نحن جاهزين لكن لا تتوفر الظروف لدى الجانب الاخر او انهم لا يرغبون بذلك او نحن لا نرغب بذلك لاسباب سياسية او اقليمية. لكن يبدو لي ان الامر قابل للتحقق بالكامل.

واشار الى فرض حرب الثماني سنوات على ايران ودعم دول جنوب الخليج الفارسي لصدام في عدوانه على ايران وتمويلهم هذا العدوان وقال انه بعد قبول ايران القرار 598 تولت حكومة جديدة السلطة في ايران "كنت أنا أرأسها. قلنا اننا لا نريد استعداء الاخرين ونود العمل مع العالم. فمال العالم سريعا نحونا، والعرب الذين كانوا قد مولوا صدام في عدوانه على ايران، وكانوا خائفين من ان نخرج منتصرين من الحرب، توجهوا نحونا.

واضاف: كنا في السنغال وعقدت لقاء مقتضبا مع الملك عبد الله الذي كان آنذاك وليا للعهد في السعودية، وفذاب الكثير من جليد العلاقات بين البلدين. والان الظروف والوضع ليسا باصعب من تلك الحقبة.

ومضى اية الله هاشمي رفسنجاني في هذا الحوار يقول: ان وضعا جيدا لم يحدث في السعودية حاليا. اي ان السياسة التي ينتهجها الحكام الجدد، لا تتسم بالعقلانية. ومع ذلك فان الحرب ليست السبيل لمعالجة الامور. والسبيل يكمن في ان ندخل في محادثات وحوار بصورة منطقية، ونطمئنهم بالا يتخوفوا منا، ومن اننا لسنا نوويين عسكريين، ولا نريد استخدام سلاحنا ضد أحد.

وتابع يقول: اعتقد اننا ان نخوض القضية بصورة صحيحة، نستطيع معالجة قضايانا مع العرب ببساطة. وعليهم ان يخوضوا القضية بصورة صحيحة ايضا، وان كان شخص عاقل ومعتدل مثل الملك عبد الله، كان بالامكان تسوية الامور. وكنت في وقت سابق ضيفا على الملك سلمان في الرياض. ووجدته آنذاك شخصا معقولا. ويبدو لي ان المحيطين به يتصرفون بطريقة سيئة. ويمارسون التطرف.

"لكننا ووفقا للمبادئ الدينية والاسلامية والقرآن وتوجيهات الائمة (ع) مكلفون بتعزيز العلاقات في العالم الاسلامي. وان اردنا فعل ذلك فاننا قادرون، لكن ثمة اناسا متطرفين يقولون شيئا اخر”.

واشار اية الله هاشمي رفسنجاني الى زيارته الى السعودية ابان عهد الملك عبد الله للمشاركة في المؤتمر الاسلامي العالمي قائلا انهم دعوني بعد القاء كلمتي الى لقاء مع الملك عبدالله وحضر اللقاء مستشاروه. وكان في ذلك اللقاء اشخاص مثل سعود الفيصل ومقرن. واتفقنا في ذلك اللقاء على تشكيل سبع لجان مشتركة بين ايران والسعودية.

واحدى هذه اللجان، هي لجنة علمائية تتولى دراسة الخلاف الشيعي السني وايجاد التفاهم اللازم من ناحية القضايا الدينية. وان يقدم العالم الاسلامي، الحكومات والجهات التي تصغي الينا او اليهم.

وهذه القضية تشكل حاجة في الوقت الحاضر ايضا. يجب ان يكون هناك مكان مرجع لتسوية الخلافات. وان تم تاصيل هذه القضية في العالم الاسلامي، فان ذلك يكتسي اهمية بالغة.

واضاف ان اللجنة الثانية هي لجنة ثنائية للقضايا الحكومية والشعبية. وان تكون هناك ايضا لجان منفصلة لكل من العراق وسورية ولبنان وافغانستان والبلدان الاخرى التي تعاني من الخلافات الشيعية السنية.

واكد اية الله هاشمي رفسنجاني ان هذا الحل مازال ذا معنى في الوقت الحاضر ايضا.

وعن تنامي التطرف والارهاب قال اية الله هاشمي رفسنجاني، ان قضية الارهاب ارتبطت اليوم بالقضايا العقائدية في المجموعة السنية والشيعية. فالارهاب في بلدنا ضعيف. لكنه موجود في المنطقة.

ان الذين يمارسون الان الارهاب باسم الاسلام هو الوهابيون بشكل رئيسي. انهم يقدمون تعريفا اخر عن الاسلام لاسيما داعش الذي يعتبر الشيعة بانهم كفار. وطبعا طالبان كانوا ومازالوا كذلك. ورغم ان الارهاب كان اقليميا لكنه اصبح الان عالميا. والمادة الرئيسية للارهاب هي استياء الجيل الشاب الذي يعاني من مشاكل جمة لاسيما الفقراء والذين لا يساهمون في السلطة ولا يملكون شيئا.

وطبعا الامر هكذا في منطقتنا لكن ليس كذلك في العالم. فان كان لديهم كلام يريدون قوله، فيقولونه وبوسعهم ابداء احتجاجهم. لكن هذا الشئ محدود وضيق في هذه المنطقة. وعندما يبلغ السيل الزبى، فاخر حل يلجاون اليه هو السلاح فيحملون السلاح ليثأرون.

وردا على سؤال حول تقسيم دول المنطقة وبلقنة الشرق الاوسط قال اية الله هاشمي رفسنجاني ان التقسيم هو مطلب يتابعة الاجانب، فهم لا يرغبون بوجود دولة قوية في منطقتنا. فالبعض يرغب بان تتجزأ ايران والعراق وسورية وتتحول الى دويلات صغيرة، وان تتنازع فيما بينها. لكن التقسيم ليس بالامر الهين، لانه عندما يحصل التقسيم فان تناقل الشيعة والسنة او بقائهم يتحول الى ضغينة، وكلا الامرين يشكلان خطرا. أي ان حسبوا ان التقسيم سيحل المشاكل، فانهم واقعون في خطا، والعكس بالعكس صحيح، لان حربا ستندلع في الاجزاء المختلفة، انهم معنيون بالا تكون هناك قوة متمركزة. لكن وجهة نظرنا ليست كذلك. اننا نرى ان على هؤلاء ان ينسجموا ويتناغموا معا، ولماذا يتصرفون بتلك الطريقة؟

واكد قائلا: ليست لدينا اي مشكلة مع السنة، فكل ما يحدث الان هو ذنب ومعصية. سواء أقام الشيعة بافعال تُغضب السنة او ان يقوم السنة بنفس الافعال. انه حقا ذنب ومعصية كبيرة. لكن هذه القضايا موجودة للاسف وهناك في الكثير من البلدان الاسلامية اناس يتصرفون بهذا الاسلوب.

لكن نحن لسنا مثلهم نقتل الناس. يجب السيطرة على فيروس التطرف لانه ينمي ويربي الارهاب. ان الارهاب تحول اليوم الى خطر كبير يطال المجتمعات، وحتى ثمة احتمال ان يتحول هذا الارهاب الى حرب عالمية من نوع الارهاب.

ومضى يقول: ان المشكلة الاخرى التي افرزها الارهاب، هي اننا كنا في الماضي نواجه ضعلين، يسببان مشاكل للشعوب، اي الاستبداد والاخر الاستعمار. فالاستعمار والاستبداد يمكن ان يكونا بجانب احدهما الاخر بحيث يكون المستبد في خدمة الاجانب وان يتصديا كلاهما للشعوب.

لكن الارهاب تحول اليوم الى ضلع ثالث، وهذا العنصر الثالث لا يسمح باستئصال جذور الاستبداد. على سبيل المثال، الشعب في المصر قام بثورة وتجمع في ميدان التحرير، وغيّر نظام الحكم. لكن الارهاب جاء وجعل الناس يندمون. فانتشر التدهور الامني، بحيث وضع الاخوان المسلمون الذين كان لهم ماضي في النضال والدين في مصر وشكلوا الحكومة، جانبا، وصوت الشعب ثانية للعسكريين.

وفي ليبيا، الامر كذلك، فقد كان القذافي مستبدا ويمارس الغطرسة ضد الشعب وكان يتصرف كيفما يشاء، فقضوا على القذافي، لكن جاء الارهابيون وجعلوا الجميع يندمون. فندم الثوار والذين ازالوا القذافي على السواء، وتحولت ليبيا اليوم الى معقل للارهاب. فجميع الارهابيين يوصلون انفسهم الى هناك ويستقرون في مدينة ويتحصلون على ثروة طائلة من بيع النفط والمصادر الليبية.

ويقومون اليوم بتغذية سورية والعراق وافغانستان من هناك. ونيجيريا اصبحت اليوم مرجعا للارهابيين بسبب وجود بوكوحرام. انظروا الى الصومال، انهم مسلمون يقومون بهذه الافاعيل. ولسنوات لا توجد حكومة هناك. لقد تحول الارهاب الى خطر كبير. والمؤسف ان حربتهم الرئيسية هي الدين. وهناك غير المتدينين بينهم ايضا.

يجب علينا ان نحل القضية من خلال التناغم بين الشيعة والسنة. يجب ان نثق باحدنا الاخر حتى نمضي قدما الى الامام، وان كان صناع القرار، عقلاء فاننا سنكون قادرين على ذلك.
رایکم
آخرالاخبار