
شبکة تابناک الاخبارية: اعتبر الرئيس الايراني حسن روحاني، ان التنفيذ التام للاتفاق النووي بين ايران ومجموعة "5+1" يمثل اختبارا كبيرا للثقة، مؤكدا ضرورة الالغاء الكامل للحظر المفروض على ايران ليشعر الشعب الايراني بان المفاوضات النووية كانت مثمرة.
جاء ذلك خلال لقاء الرئيس روحاني مع كبار مدراء وسائل الاعلام الاميركية والدولية في نيويورك على هامش الاجتماع السبعين للجمعية العامة للامم المتحدة واجتماع القمة للتنمية المستديمة لما بعد العام 2015.
وفي مستهل اللقاء الذي جرى الجمعة تطرق الرئيس روحاني الى الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة '5+1' وقال، لقد كان البحث في العام الماضي حول مسالة هل ستصل المفاوضات الى نتيجة ام لا؟ الا ان السؤال الان هو هل ان الاتفاق سيجري تنفيذه بصورة جيدة وهل بامكانه ان يشكل ارضية لاتفاقات افضل وحل الخلافات حول قضايا اخري؟.
واشار الرئيس الايراني الى التغييرات التي طرات في المنطقة مقارنة مع العام الماضي وقال، ان الاوضاع في العراق اصبحت افضل من العام الماضي رغم ان هنالك خطوات مهمة متبقية لنجاح الجيش والشعب العراقي في مواجهة الجماعات الارهابية.
واشار الى مشكلة اللاجئين السوريين التي اخذت ابعادا جديدة في القضايا الاقليمية والدولية واضاف، ان اللاجئين السوريين كانوا مواطنين يعيشون بامن وسلام تحت ظل الدولة السورية الا ان ظهور الارهابيين ومثيري الحروب هم السبب الاساس في تشريدهم.
واعتبر الاوضاع في اليمن بانها اصبحت اكثر سوءا قياسا للعام الماضي واضاف، ان الشعب اليمني يعيش اليوم ظروفا لا تطاق بسبب التدخل العسكري والهجمات التي تقوم بها بعض دول المنطقة خاصة السعودية، لذا ينبغي العمل بصورة عاجلة لانقاذ الشعب اليمني.
وفي الرد على سؤال حول امكانية تبادل السجناء الاميركيين والايرانيين قال، ان بعض هؤلاء الافراد هم ايرانيون برأينا لاننا نرفض ازدواجية الجنسية، وبطبيعة الحال هنالك عدد من الايرانيين السجناء في اميركا او ملاحقون بلا سبب.
واضاف، انني لا اؤيد كلمة التبادل واعتقد بانه على الحكومتين العمل وفقا للقانون للاسراع في الامور القضائية وتسهيل الشؤون القنصلية وبالتالي الاسراع بالافراج عنهم.
واكد بان قضية السجناء في ايران مرتبطة بالسلطة القضائية وان السلطة التنفيذية لا تتدخل بصورة مباشرة في هذا المجال الا ان رئيس الجمهورية بصفته منفذ الدستور يمكنه متابعة الموضوع ولو اقتضى الامر توجيه الملاحظات اللازمة ومن المهم بالنسبة لي ان يتم الاسراع بالافراج عن هؤلاء فيما اذا كان هنالك سبيل الى ذلك.
واكد على العلاقات الاستراتيجية بين ايران وسوريا، واضاف، ان ما حدث في سوريا هو ان مجموعة بادرت للاعتراض على الدولة ولكن بعد فترة وجيزة تصاعدت انشطة الجماعات الارهابية بحيث دفعت تلك المجموعة المعارضة الى الظل واصبحت المواجهة الراهنة هي بين هذه الجماعات والقوات المسلحة السورية، واضاف، اننا بطبيعة الحال نعتقد بتوفير الاجواء للمعارضين لطرح ارائهم وان يتم اجراء التغييرات اللازمة في الدستور وفق آلية معينة.
وصرح الرئيس الايراني ان القلق الاساس اليوم هو تشريد الشعب السوري وتدمير سوريا بيد الجماعات الارهابية ومقتل المواطنين الابرياء بيد الارهابيين واضاف، ان محاربة الارهاب هي الاولوية الاولى لسوريا والاستقرار ليس ممكنا من دون الديمقراطية ولكن لا يمكن وسط ساحة الارهاب والحرب الحديث عن الديمقرطية ووضع صناديق الاقتراع.
واضاف الرئيس روحاني، ان لايران في القضية السورية مشروعا طرحته للتشاور مع اصدقائها والدول المهتمة بالامر ونامل بالوصول الى حل جماعي لسوريا تكون نهايته نهاية الارهاب وعودة اللاجئين الى ارضهم واطلاق مسيرة الحوار بين المكونات السورية في المستقبل ونحن نقوم باجراء محادثات مع مختلف الدول بهذا الصدد.
وفي الرد على سؤال حول معارضة اميركا سابقا لمشاركة ايران في المفاوضات المتعلقة بسوريا والتي يبدو انها اعادت النظر اخيرا في موقفها المعارض بهذا الشان قال، انه اذا كان الاميركيون معارضين في السابق لمشاركة ايران فقد كانوا على خطأ، اذ ان لايران كدولة قوية ومؤثرة في المنطقة دور حاسم وهذه حقيقة لا يمكن انكارها، شاء من شاء وابى من ابى.
واكد انه على جميع الدول القادرة على اداء دور ايجابي في القضية السورية المجيء الى الساحة، واضاف، هل ان ايران واميركا ستجريان محادثات في هذا المجال ام لا؟، فقد قيل سابقا بان التنفيذ التام للاتفاق النووي يعتبر اختبارا كبيرا للثقة. فالاتفاق في اميركا يقترب من مرحلة التنفيذ وفي ايران الامر كذلك، وينبغي الغاء الحظر بصورة كاملة كي يشعر الشعب الايراني بان المفاوضات كانت مفيدة، ومن الممكن بعد ذلك ان يكون بامكان البلدين الدخول في مفاوضات حول قضايا اخرى ايضا.