۲۷۶مشاهدات

موقع اسرائیلي: التدخل الروسي بسوریا بتنسیق اسرائیلي سعودي!

فالسؤال الأهم الذي يطرح نفسه كيف سمحت الولايات المتحدة للروس بإيجاد موطئ قدم في سوريا، دون الاعتراض على ذلك بشدة.
رمز الخبر: ۲۹۴۷۱
تأريخ النشر: 16 September 2015
شبکة تابناک الاخبارية: "لا يضع بوتين نصب عينيه فقط رغبة الجيش الروسي في الحفاظ على موطئ قدم بسوريا في إطار المصالح العسكرية والسياسية وكبح زمام داعش الذي يحقق نجاحات ويهدد مصالحه. لكنه معني أيضا بأن يُظهر لكل الدول التي شعرت بخيبة أمل من الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وبينها مصر، أن الروس وعلى النقيض من الأمريكان، لا يتخلون عن أصدقائهم".

"العلاقة بين سوريا وروسيا قائمة منذ عشرات السنين وارتكزت على شراء الأسلحة والذخيرة من الصناعات العسكرية في روسيا مقابل مواقع عسكرية في سوريا، بما في ذلك رسو قطع بحرية في المدن الساحلية. وعلى مدى سنوات استغل السوريون جيدا منظومة العلاقات وتراكمت الديون عليهم والتي تقدر بنحو 10 مليارات دولار بسبب شراء الأسلحة".

جاء هذا ضمن تحليل للإسرائيلي"أمير بوحبوت" محلل الشئون العسكرية بموقع "walla” تناول فيه أسباب وتبعات التدخل العسكري الروسي في سوريا والذي تزايدت وتيرته مؤخرا، معتبرا أن هذا التدخل من شأنه ان يغير موازين القوة بالشرق الأوسط. وأنه تم عبر تنسيق موسكو مع إسرائيل والسعودية.

واعتبر أن الروس قد انشغلوا منذ بدء القتال في سوريا بالدفاع عن نظام بشار الأسد. ليس فقط بسبب الديون المالية ولكن تحسبا لخسارة موطئ قدمهم بالشرق الأوسط.

في المرحلة الأولى جاءت المساعدات الروسية من خلال إرسال مستشارين، ثم تطورت بعد ذلك إلى شحنات سلاح، وطائرات وذخيرة. كل هذا حدث رغم الانتقادات الغربية.

وبحسب "بوحبوت"فإن الصبر الروسي نفذ بعد التأكد في الشهور الماضية أن حزب الله والقوات الإيرانية المشاركة في القتال إلى جانب الجيش السوري النظام لن يمكنهم الصمود في وجه التحديات التي يفرضها عليهم "تنظيم الدولة الإسلامية" (داعش).

ويسيطر التنظيم على ثلاثة أرباع الأراضي السورية، ويشكل تهديدا على مدن الساحل طرطوس واللاذقية وهي معقل العلويين، الطائفة التي ينتمي إليها الأسد نفسه، إضافة لإمكانية اختراق دمشق.

لذلك وافق بوتين على توصيات جيشه بتعزيز محور إيران-سوريا- حزب الله بقوات من الجيش الروسي، حيث أدرك أن المساعدات يجب أن تتجاوز مرحلة تزويد الأسد بالسلاح والخبراء الميدانيين، إلى مرحلة المشاركة الفعلية للقوات الروسية في القتال جوا وبحرا وبرا.

ورأى "بوحبوب" أن الخطوات الروسية الأخيرة تهدف أيضا لوقف تقدم داعش الذي يهدد علانية على شبكات التواصل الاجتماعي بالوصول إلى روسيا، لاسيما في ظل إعلان كتيبة مقاتلين شيشانيين بايعت التنظيم عزمها تنفيذ عمليات تفجيرية وضرب المصالح الروسية. واستغل الروس التقارب الغربي من إيران بعد توقيع الاتفاق النووي، وذلك للتعجيل بإرسال قوات كبيرة من جيشهم إلى سوريا.

في بداية أغسطس التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، وناقشا الشكل الذي تعتقد روسيا أن عليها إدارة الحرب من خلاله، وكيفية تقسيم المسئولية في اليوم الذي تدخل قواتها للمنطقة.

ومن أجل "تليين" الدخول لسوريا التقى بوتين أيضا وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، ووفقا لتقديرات خبراء فقد ناقشا انعكاسات عمليات روسية محتملة ضد داعش.

صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية نشرت مؤخرا أن روسيا طلبت إذنا من إسرائيل، والسعودية ودول أخرى بالمنطقة لتحليق طائراتها في المجال الجوي لتلك الدول.

وأفادت شبكة CBS الأمريكية بأن روسيا أقامت برج مراقبة لحركة الملاحة الجوية في اللاذقية، يمكن أن يعمل في المستقبل في إطار مطار جوي عسكري للطائرات بدون طيار، والمروحيات المقاتلة، والطائرات الحربية وطائرات الشحن.

وخلال الأسابيع الماضية رفع مدونون في موسكو صورا لجنود مشاة روس يعلمون في سوريا، في المقابل أفادت وسائل إعلام روسية عن إقلاع نحو 10 رحلات جوية روسية على متنها كتائب مشاة ودبابات وناقلات جنود في طريقها إلى سوريا.

وخلص المحلل الإسرائيلي إلى أن وجود روسي بارز في الشرق الأوسط سوف يغير ميزان القوى، ويطيل أمد القتال بسوريا. وقال إن إسرائيل لا يمكنها الاعتراض أكثر من اللازم على الخطوة الروسية، في ظل الغموض الذي يشوب الموقف الأمريكي.

فالسؤال الأهم الذي يطرح نفسه كيف سمحت الولايات المتحدة للروس بإيجاد موطئ قدم في سوريا، دون الاعتراض على ذلك بشدة. وتشير الخطوة الروسية دون شك إلى منظومة العلاقات المتوترة بين واشنطن وتل أبيب.

لا يضع بوتين نصب عينيه فقط رغبة الجيش الروسي في الحفاظ على موطئ قدم بسوريا في إطار المصالح العسكرية والسياسية وكبح زمام داعش الذي يحقق نجاحات ويهدد مصالحه. لكنه معني أيضا بأن يظهر لكل الدول التي شعرت بخيبة أمل من الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وبينها مصر، أنه وعلى النقيض من الأمريكان، لا يتخلى الروس عن أصدقائهم.

الوجود العسكري الروسي بسوريا سيزيد التعاون بين موسكو وحزب الله والحرس الثوري الإيراني، وسيمنح حسن نصر الله دفعة، ويقيد النشاطات العسكرية للجيش الإسرائيلي ضد عناصر معادية، مع التركيز على الحضور الجوي الإسرائيلي في المنطقة.

سيزيد الجيش الروسي طائراته في سوريا، وبشكل مواز سيعزز منظومة الدفاع الجوي. لذلك على الجيش الإسرائيلي أن يأخذ ذلك في الاعتبار قبل أي محاولة لإحباط نوايا العدو انطلاقا من الأجواء السورية.

وأوضح مصدر أمني إسرائيلي أن لبلاده خطوط حمراء منذ اندلاع الحرب في سوريا، تشمل تزويد "التنظيمات الإرهابية" بأسلحة تكسر التوزان، ونقل أسلحة كيماوية، والتهديد على السيادة الإسرائيلية، بما في ذلك تحركات العناصر المسلحة السورية.

ولفت "بوحبوت" إلى أن كل ما تبقى لإسرائيل هو متابعة التطورات ومعرفة كيف يحقق الجيش الإسرائيلي أهدافه دون أن يؤدي ذلك لتدهور العلاقات مع روسيا، التي من الواضح أنها ليس لديها أية نوايا للاحتكاك بإسرائيل، لكن يتضح لكل الأطراف أن تل أبيب ليست على استعداد للتصدي لقوة عظمى كروسيا دون تدخل ودعم أمريكي قوي.

وختم بالقول: ”في الأسابيع المقبلة، وبعد التصديق على الاتفاق بين الغرب وإيران، ستبدأ في الولايات المتحدة محادثات مع إسرائيل حيال حزمة المساعدات للحفاظ على توفق الجيش الإسرائيلي بالشرق الأوسط. وبلا شك ستطلب إسرائيل تكثيف التعاون الأمريكي لتقييد الخطوات الروسية بالمنطقة".

النهاية
رایکم