۳۳۴مشاهدات

عفیفي: مستقبل الإنسانیة في الحوار والتفاهم المتبادل

وأوضح أن قضية الحوار في الواقع قد أصبحت تشكل في عالم اليوم ضرورة من ضرورات العصر للتغلب على العديد من المشكلات الحياتية ...
رمز الخبر: ۲۹۳۵۷
تأريخ النشر: 08 September 2015
شبکة تابناک الاخبارية: قال الدکتور محیي الدین عفیفي، الأمین العام لمجمع البحوث الإسلامیة، ان الأزهر الشریف یؤکد دائما على أهمیة وضرورة الحوار بین أتباع الديانات لبيان المشتركات الإنسانية لأجل تحقيق التفاهم والتعايش السلمي بين الشعوب واحترام إنسانية الإنسان، بعد انتشار الحروب وما نتج عنها من القتل وسفك الدماء، وضحايا المجازر البشرية من الرجال والنساء والأطفال، وملايين المشردين من اللاجئين الذين لا مأوى لهم.

وأضاف «عفيفي»، خلال كلمته في الملتقي الدولي الذي عُقد في العاصمة الألبانية «تيرانا»، تحت عنوان «السلام ممكن دائماً»، الاثنين، أنه أغلقت كثير من الدول حدودها حفاظاً على أمنها في وجه اللاجئين في ظل هذه المآسي التي أزكمت الأنوف برائحة الدم، وأصبحت الحاجة ملحة وضرورية لوضع الحلول العملية لهذه النكبات، لأن الحروب سبب في الفقر والمرض والجهل، مؤكدا أنه لا بد من انتشال الضحايا من واقعهم البئيس، والتركيز على الجوانب الإنسانية، ونشر قيم الإخاء والتراحم والتعاون بين الناس.

وتابع: أنه «لا جدال في أن الحوار قد أصبح أكثر إلحاحاً من أي وقت مضي، بل أصبح ضرورة من ضرورات العصر، ليس فقط على مستوى الأفراد والمجتمعات، بل على مستوى العلاقات بين الأمم والشعوب المختلفة»، مشيراً إلى أنه من منطلق الأهمية البالغة للتعارف بين الأمم والشعوب والحضارات والأديان.

وأردف «عفيفي»: أنه «نظراً لما للدين من أثر عميق في النفوس، فإن الحوار بين الأديان لا يمكن أن يكتب له النجاح إلا إذا ساد التسامح بين المتحاورين، وحلّ محل التعصب المعتاد بين أتباع الديانات المختلفة، ومن أجل ذلك، يتسم الموقف الإسلامي في أي حوار ديني بأنه موقف منفتح على الآخرين، ومتسامح إلى أبعد الحدود، فقد أقر الإسلام منذ البداية التعددية الدينية والمذهبية والثقافية، وصارت هذه التعددية من العلامات المميزة في التعاليم الإسلامية».

وأوضح أن قضية الحوار في الواقع قد أصبحت تشكل في عالم اليوم ضرورة من ضرورات العصر للتغلب على العديد من المشكلات الحياتية على جميع المستويات، وإذا كان هذا يعدّ أمراً ملحًّا في الأمور غير الدينية، فإن الأمر يبدو أكثر إلحاحاً في العلاقة بين الأديان، لما للدين من أثر لا يمكن تجاهله في حياة الناس أفراداً أو جماعات، مشيرا إلى أنه من أجل ذلك يقول عالم اللاهوت الألماني المعروف، هانز كونج: «لن يكون هناك سلام بين الأمم ما لم يكن هناك سلام بين الأديان، ولن يكون هناك سلام بين الأديان ما لم يكن هناك حوار بين الأديان»؛ خاصة أننا نعيش اليوم في عصر لم يعد فيه مكان للانعزال والتقوقع، حيث أصبح العالم مثل «القرية الكونية»، والحوار هو السبيل إلى بلوغ الهدف والوصول بالبشرية إلى برِّ السلام، فمستقبل الإنسانية جمعاء يتعلق بحلّ إشكالية التفاهم المتبادل بين الشعوب.

وأكد «عفيفي» أن التفاهم والتعايش لا يقومان بين طرفين مختلفين بالفكر والعقيدة، إلا إذا توافر لدى كلٍّ منهما رغبةٌ في العيش المشترك وتسامحّ حول الأُمور المختلف فيها وقبولٌ من الطرفين بالتعددية العقائدية، مؤكدا أنه لا يكفي أن يؤمن بالتعايش والتسامح طرفٌ واحد بينما يُنكر الطرف الآخر أو الأطرافُ الأخرى ذلك.

وتساءل «عفيفي»، قائلاً: «كيف لنا أن نتصور قيامَ تعايش بين إنسان راغبٍ فيه، ومؤمنٍ بوجوبه، وصادقٍ مخلص في سلوكه إليه، وبين آخر رافض لذلك، كأن يعتقد بأنه من أمة تفضل جميع الأمم؛ وكيف يمكن لإنسان سويٍّ بتفكيره، إنسانيٍّ بنظرته، متسامح بسلوكه أن يعيش أو يتعايشّ مع هذا النمط من الناس، نحن في هذه الحال أمام أقوال مرفوضة إنسانياً ومنطقياً، ولا يمكن التعايش مع أصحابها إلا بذل وهوان وهذا ما يرفضه كل إنسان».

وأوضح أن الحياة المشتركة مع الآخرين تحتاج من جميع الأطراف فيها، قبولاً بتعايش فيه عدل ومساواة وسماحة، واحترامّ متبادّل من كل طرف للطرف الآخر، وليس من التسامح في شيء الوقوف موقف المتفرج حيال الظلم والقسوة، وغير ذلك مما يتعرض له أي إنسان أو شعب بصرف النظر عن عرقه أو لونه أو عقيدته.

النهاية

رایکم