۳۶۴مشاهدات

الطغاة القتلة بالدور.. هادي والبشير قريباً

لحظات فارقة سرعان ما ينتقل فيها رؤوساء وملوك وأمراء من أبهة العز وأضواء القصور الى ذٌل السجون وظلامها الدامس، كانوا قد اعتادوا الحرير وأساور الذهب ...
رمز الخبر: ۲۹۳۴۵
تأريخ النشر: 06 September 2015
شبکة تابناک الاخبارية: کتبت الباحثة والكاتبة الخليجية علياء القاسمي في مقال لها نشر في موقع الوعي نیوز جاء فيها: وعيّ الشعوب العربية في تزايد مستمر يوماً بعد آخر وخريف الطغاة القتلة لشعوبهم لا يزال في أوجه.. فكم من رئيس وملك وأمير وصل سدة الحكم ثم بغى مستغلاً سلطته في ظلم شعبه فحصد نتاج أفعاله الإجرامية وإسقطه شعبه من كرسي السلطة وحكم عليه بكل مذلة ومهانة، فأعدم بعضهم، وظل آخرون خلف القضبان ينتظرون رحمة شعوبهم مهما طال أمد سلطانهم أو قصر كالقذافي ومرسي.

لحظات فارقة يتجاهلها الحكام الطغاة فور بلوغهم مبتغاهم فسرعان ما يتجاهلون الشعب الذي أطلق حناجره بهتافات الدعم وتورمت أصابعه من كثرة التصفيق لهم ولخطاباتهم الملونة المزيفة المليئة بالحيل والدجل والغدر فأوهموا شعوبهم بأنهم جند الله في الارض بعثهم ليخلصوهم من العبودية والرق ويحرروهم من كل اشكال الذل ويعيدوا اليهم كرامتهم التي سلبها من سبقهم من حكام دكتاتوريين جهلة، يستعجل وعاظ السلاطين بفتاواهم التي لا تنم للدين بصلة ليحرموا القيام والتظاهر ضد أسيادهم مترفين ببيزات السلطان وشعوبنا العربية تعاني الفقر والإفلاس والبطالة .

سرعان ما يتجاهل الطغاة من أن للصبر حدود وأن الجماهير لن تبقى جاهلة مطاطأة الرأس لهم مصدقة دعاياتهم ماسحة على أخطائهم وحماقاتهم وإستهتارهم بمقدراتها، داعياً للديمقراطية كي يتسلل لقلب الشعب كما تتسلل الحرباء الى ضحيتها بالخبث والدهاء حتى يحكم قبضته على الشعب الضحية فاذا بحاكمنا العربي أفعي تنفث سمها على القريب والبعيد همّه التمسمر على الكرسي وإحاطة نفسه بعصابة من مجرمين وقتلة يعبدون جنابه ويتطاولون على كرامة الرعية ويحرقون الاخضر واليابس ولا يتورعون عن قتل الاطفال والنساء بدم بارد بالأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً ويزجون الالاف في الزنازين والسجون المظلمة لا يهمهم شيء سوى أن يظل حذاء رئيسهم مثل صورته مشرقا لامعا..

يقفون جنباً الى جنب دون إستحياء أو خجل مكشرين عن أنيابهم أمام عدسات الكاميرا والفضائيات معلنين دعم بعضهم لشرعية الآخر فيما شعوبهم ترفضهم كل الرفض مطالباً بمقاضاتهم كجناة حرب لإمعانهم في إرتكاب أبشع أنواع الإجرام وإنتهاك أبسط حقوق شعوبهم لا يتورعون التوسل بالأجنبي الحاقد اللئيم السفاك ليصب هو الآخر جام غضبه ودناءته وأجرامه مستخدماً ابشع أنواع أسلحة الدمار الشامل المحرمة دولياً من قنابل فراغية وعنقودية ومنضبة باليورانيوم، جاعلين من شعوبهم مختبرات حيةّ للأسلحة الغربية الفتاكة لتحصد أرواح عشرات آلاف الأبرياء العزل غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ ويدمرون البلاد دون  أن يرف لهم جفن .

المؤتمر الصحفي المشترك للرئيسان عبد ربه منصور هادي وعمر البشير في القصر الرئاسي بالعاصمة الخرطوم قبل أيام يمثل صورة حيةّ وحاضرة لقولنا هذا، خاصة وأن الذي سمح للآخر بإستباحة دم شعبه وهدم تراثه وبناه التحتية المستقيل من منصبه والمطالب باعادة الشرعية من أبناء الثورة اليمنية جاء لنظيره في الإجرام ليقدم له الشكر والإمتنان على مواقفه الأخوية لمشاركته في ذبح الشعب اليمني المسالم والفقير ضمن التحالف السعودي - الصهيوأمريكي، ليسمع ودّ وأمتنان ممن تطارده قرارات محكمة الجنايات الدولية هنا وهناك الملطخة يداه بدماء شعب السودان قبل أن يشارك في سفك الدم اليمني ليناديه بفخامة الرئيس نحن الى جانب شرعيتكم، سخرا من أنفسهما قبل أن يسخر الرأي العام العالمي منهما ومن شرعيتهما المفقودة.. أليس الصبح بقريب.

لحظات فارقة سرعان ما ينتقل فيها رؤوساء وملوك وأمراء من أبهة العز وأضواء القصور الى ذٌل السجون وظلامها الدامس، كانوا قد اعتادوا الحرير وأساور الذهب، قبل أن يحولها القدر الى أساور حديدية لينتهي بهم المطاف خلف أسوار وقضبان يغطيها اللون الأسود، والكثير من هؤلاء ليسوا ببعيدن عن الواقع العربي.. فأين أضحى المطاف برئيسي مصر حسني مبارك ومن بعده محمد مرسي ومن قبلهما التونسي زين العابدين بن علي، وسفاح صربيا سلوبودان ميلوسيفيتش، والتشيلى بينوشيه، واليوناني بابا دوبولوس، والتشادي حسين حبري، والليبري تشارلز تايلور، والمالي موسى تراوري والأثيوبي منجستو هايلي مريام، والايطالي موسوليني، والأندونيسي سوهارتو، ناهيك عما آلت اليه النهاية البشعة والمذلة والمخزية لصدام والقذافي .

النهاية
رایکم