
شبکة تابناک الاخبارية: انتقد الرئيس الايراني حسن روحاني بعض الدول الاسلامية التي تدعم الارهابيين في المنطقة بالمال والسلاح، وكذلك بالامكانيات السياسية، مؤكدا بان هذه الدول سوف لن تكون بمأمن من الارهاب الذي سيطالها ويرتد عليها يوما ما.
وفي كلمته اليوم الاثنين خلال مؤتمر تكريم ذكرى 17 الف شهيد للاغتيالات في ايران، اعتبر الرئيس روحاني بان الاغتيال والارهاب قد ظهرا اليوم بشكل جديد، لافتا الى منظمة "خلق" الارهابية التي يعتبر عناصرها انفسهم مجاهدين وقد شهد الشعب جرائمهم البشعة التي ارتكبوها.
واوضح بان قضية الارهاب على اساس الاغتيال تتجاوز احيانا المسالة التنظيمية التي كانت زمرة "خلق" مثالا لها، وتتعداها لتصبح كيانات واضاف، ان بعض الكيانات بنيت على اساس الاغتيال وترى ديمومة وجودها في ظل ممارسة الاغتيال والانموذج البارز لذلك هو الكيان الصهيوني المصطنع في ارض فلسطين.
واضاف، ان هذا الكيان قد بني على اساس الترهيب والاغتيال والاحتلال ومازال حتى اليوم يواصل مساره اللاانساني هذا.
واوضح بان هنالك شكلا اخر للاغتيال مبني على اغتيال العقيدة، حيث يقوم افراد جهلة في اطار هذا النمط من التفكير وتحت غطاء الدين بممارسة العنف والارهاب وتكفير من لا يواكبهم ويصدرون قرار الاغتيال بحقهم.
واشار الى وجود مثل هذه الجماعات الارهابية في المنطقة ومنها داعش وطالبان والقاعدة واضاف، انه وفي جميع هذه الانواع من الارهاب والاغتيال سواء كان في الاطار التنظيمي او من قبل كيان او قناع عقيدي يبادر الى قتل الاخرين، يكون الارهابيون محرومين من صوت الشعب.
ولفت الرئيس الايراني الى ان كل الذين اختاروا طريق الاغتيال يعتبرون السلام والتفاهم والحوار خيانة واضاف، ان سبيلهم هو سبيل العنف والتطرف.
واشار الرئيس روحاني الى ان ايران كانت في زمن النظام السابق ضحية لتدخلات القوى الكبرى خاصة اميركا والغرب وبعد انتصار الثورة اصبحت ضحية الاغتيال والارهاب ومن ثم الحرب المفروضة (1980-1988) واسلحة الدمار الشامل التي استخدمها النظام العراقي السابق في تلك الحرب.
ونوه الى عمليات الاغتيال الواسعة في ايران التي طالت فضلا عن المواطنين العاديين، العديد من النواب والوزراء وحتى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والكثير من الشخصيات ومن ضمنهم العالم والمفكر الكبير العلامة الشهيد آية الله مرتضى مطهري.
واشار الى خيانة منظمة "خلق" الارهابية بحق الشعب الايراني بتعاونها مع نظام صدام في حربه العدوانية على ايران وتزويده بمعلومات عن الداخل الايراني واماكن قصف طائرائه.
واكد الرئيس الايراني بان الاغتيال لن يزول ما دام اداة بيد القوى الكبرى ولن يزول ما دامت الارادة الجماعية والعزم الحقيقي غائبين في العالم، معتبرا ان مكافحة الارهاب لن تفلح ما دام الغرب واميركا يصنفان الارهاب الى سيئ وجيد ويلتزمان الصمت تجاه جماعة ارهابية ويدعمان كيانا ارهابيا.
واكد ضرورة اعتماد معايير موحدة تجاه الجماعات الارهابية، لافتا الى مزاعم البعض بانهم يحاربون الارهاب ويشكلون تحالفا ضده فيما نرى انه ومنذ العام 2003 اي بعد احتلال العراق فصاعدا قد ازداد قتلى عمليات الارهاب اضعافا.
واشار الى الاعمال الارهابية التي تجري اليوم من قبل جماعات ارهابية مثل داعش وطالبان والقاعدة وبوكوحرام وامثالها او الجماعات الفرعية العاملة تحت لوائها، التي تقوم بارتكاب القتل والمجازر في العراق وسوريا وافغانستان وباكستان ونيجيريا، واضاف، هنالك في شرق وغرب البلاد زمر تنشط على الظاهر على اساس القومية او المذهب الا انها في الحقيقة ادوات بيد القوى الكبرى تقاتل ضد القوى الامنية الساعية لحراسة الحدود والحفاظ على امن الشعب.
وتساءل الرئيس الايراني، كيف يمكن القبول بان دولة مثل اميركا وبعض الدول الاوروبية التي تدعي مكافحة الارهاب، تحتضن ارهابيين معروفين ارتكبوا في الداخل الايراني عمليات الاغتيال بحق الالاف من شهدائنا الابرياء، هؤلاء الارهابيين الذين يمارسون هنالك انشطة سياسية على الظاهر يقومون بانشطة ارهابية في الواقع.
واضاف، ان هذه الدول تتجاهل حتى الملفات القانونية والمطالب الحقوقية للجمهورية الاسلامية الايرانية وجهاز القضاء الايراني بحق هؤلاء الارهابيين.
واكد الرئيس الايراني بان الارهاب والاغتيال يزولان حينما يقف الجميع صفا واحدا وبارادة حازمة للقضاء عليهما و"من المحتمل بطبيعة الحال ان ترى دولة ما جماعة ارهابية اداة لها في مرحلة ما ولكن على مثيري الفتن ان يدركوا جيدا بان هذه النار ستطالهم عاجلا ام آجلا وليس الامر ان تستغل دول ما جماعة ارهابية وتنتفع منها حتى النهاية".
واشار الرئيس روحاني الى ان القوى الكبرى هي التي اسست الجماعات الارهابية الا ان اعمالها طالت تلك القوى ايضا وقال، انه "لم يتم ازاء الكيان الصهيوني الارهابي اتخاذ اي اجراء جاد ابدا من قبل الامم المتحدة والمنظمات الدولية ولم تدن ممارسات هذا الكيان لا بصفة جرائم حرب ولا بصفة هجمات ممنهجة ولا ابادة بشرية"، متسائلا انه من اين يتم توفير الاموال والامكانيات للجماعات الارهابية في سوريا والعراق وسائر دول المنطقة وكيف يمكنها بيع النفط؟.
واكد بان الذين يفكرون بمصالحهم الاقليمية والدولية من خلال قتل الابرياء، لا يمكنهم التحرك واتخاذ الخطى في عالم اليوم في مجال حقوق الانسان.
ولفت الرئيس الايراني، الى ان الجمهورية الاسلامية الايرانية كانت منذ البداية ضحية الاغتيال والارهاب وهي عازمة على مكافحة الارهاب، واضاف، اننا سنبادر بكل قوة سواء في حدودنا الشرقية والغربية او دول المنطقة والجوار لدعم المظلومين والعمل ضد الارهاب.
واكد دعم ايران حسب امكانياتها للدول والشعوب التي تكافح الارهاب كالعراق وسوريا ولبنان وباكستان وافغانستان واليمن "واينما راينا الارهابيين يقتلون الناس الابرياء بدعم من القوى الكبرى، سنسارع لدعم المظلومين حسب المستطاع وسنقف ونتصدى للارهابيين".
واعرب عن الاسف الكبير للدعم من بعض دول المنطقة للارهاب وقال، انه لماذا وقعت بعض الدول الاسلامية بالمنطقة في هذا الفخ وتقوم بدعم الارهابيين وتجعل نفسها شريكة في جرائمهم وتقدم الدعم لهم بالمال والسلاح وحتى الامكانيات السياسية؟.
واكد بان الدور سياتي على هؤلاء يوما واضاف، ان اي دولة في منطقتنا تدعم الارهاب والمجازر بحق الابرياء والمسلمين، سيطالها الارهاب يوما ما عاجلا ام آجلا.
ودعا الرئيس الايراني جميع دول المنطقة للتوحد مع بعض والوقوف الى جانب البعض والعمل ضمن برنامج شامل من الناحية الاستخبارية والسياسية والقانونية و"ان نعلم بان الارهاب والاغتيال لا ينفعان احدا".
واكد الرئيس روحاني ضرورة معرفة جذور الارهاب وقال، ان الجهل والعصبية العمياء والتطرف والفقر والاستبداد والاستعمار وعدم التنمية تعتبر من جذور الارهاب حيث ينبغي علينا البحث في كل من هذه الامور في المجتمعات البشرية لان المكافحة الظاهرية لهذه الظاهرة لا تحل القضية.
واعرب عن الاسف لان الجماعات الارهابية مازالت تشكل نقطة استقطاب لبعض الشباب غير الواعين في عالم اليوم، ومازال الامر كذلك فمعناه اننا لم نبحث في جذور الارهاب.
واعرب امله بان تعبئ دول المنطقة والجمهورية الاسلامية الايرانية وجميع شعوب المنطقة والمنظمات الشعبية كل طاقاتها القانونية والسياسية والاجتماعية لانقاذ المجتمع الاسلامي والمنطقة من شرور الارهاب والاغتيال.