۴۴۹مشاهدات

لماذا كل هذا الهاجس من النووي الايراني ؟!

حكوماتنا القابعة على صدورنا والجاثمة على أوطاننا منذ عقود طويلة بعيدة عن الحرية والديمقراطية، استغلت كثيراً هاجسنا والقومي والعروبي باحتلال اليهود لأرض فلسطين ...
رمز الخبر: ۲۸۹۷۰
تأريخ النشر: 06 August 2015
شبکة تابناک الاخبارية: منذ أن وعيت وأنا أرى شعوبنا العربية تعيش الهاجس تلو الهاجس بين حقيقة وإصطناع إبتدعها وروج لها الأستعمار القديم والجديد باستخباراته ووسائل إعلامه بعناوين ملونة مختلفة فنهرول من ورائها، كحقيقة تأسيس اسرائيل في قلب أمتنا العربية، وإقامة الأنظمة المتوارثة في غالبية أوطاننا منذ عهد طويل أوجدها الاستعمار البريطاني القديم ويدعمها الأمريكي الجديد، ثم هاجس النعرات القومية والاشتراكية والحزبية تلك التي أخذت منا مآخذ كبيرة نالت من وحدة كلمتنا وقوتنا فتفرقنا وسهل سطوة الآخرين علينا، ووجدنا أنفسنا منهمكين بصراعات داخلية وحرب قادسية عربية - مجوسية ضد نظام أسقط شرطي المنطقة الشاه البهلوي الذي كنا نذهب اليه لإبداء الولاء والطاعة ونركع أمامه ونقبل يده عوضاً عن يد السيد الراعي فجزينا باحتلال كويتنا .

حكوماتنا القابعة على صدورنا والجاثمة على أوطاننا منذ عقود طويلة بعيدة عن الحرية والديمقراطية، استغلت كثيراً هاجسنا والقومي والعروبي باحتلال اليهود لأرض فلسطين بوعد بلفورهم وموافقة هبلهم، فأخذت تسوقنا كالخراف قرابين حروبها الفاشلة التي جرت من ورائها ذيول الخيبة والهزيمة والفشل لمئات ملايين العرب أمام عدة آلاف من اليهود المهاجرين من أقصاع العالم ليسقط أعز شبابنا مضرجين بدمائهم الطاهرة على أرض المعركة الخاسرة مسبقاً بفضل خياناتهم لسيدهم الاستعمار العجوز، أو تجرنا كالنعاج تارة للنزول الى شوارع عواصمنا ومدننا من الخليج وحتى المحيط نصب جام غضبنا وتعلو صرخات إداناتنا ضد المحتل الاسرائيلي والغربي الذي يقف من ورائه والعربي المتواطئ معه بعضنا يلوم نظام بعض، فيما تارة اخرى تدفعنا نحو جمع المجهود الحربي ودعم اللاجئين والفدائيين الفلسطينيين فيما هي تنهب عائدات بترولنا وثرواتنا الطبيعية التي وهبها الله سبحانه وتعالى لنا وتكدسها في البنوك الغربية لتعيش الرفاهية والترف والطرب وشعبنا تفتقر لقوتها اليوم تبحثه عنه في مزابل ولائمهم والأستقراض الخارجي؛ وما إن هدأت وطأت القضية الفلسطينية حتى دفعوا بنا نحو هاجس القومية وأخافوا بها أنظمتنا الموروثية لنعود نعيش من جديد الخوف والفزع ونتهم بعضنا والبعض، وساقونا نحو حرب الدفاع عن بوابتنا الشرقية .

النووي الايراني الذي نخافه الكثير اليوم ونصرح ضده كل لحظة، كان قائماً منذ السلطة الشاهنشاهية ولن نعير له أدنى اهتمام ولم نتوجس منه وكنا نطأطئ رؤوسنا في بيت الطاعة للأمبراطورية الفارسية نتودد لها عسى أن تشهد لنا عند ربها، لكننا سرعان ما أنقلبنا على أعقابنا وحزنا وأرتعدنا خوفاً وعادت هواجسنا من جديد فور سقوط الطاغوت أذلنا شر إذلال وتعبدنا له، فوقفنا ضد الثورة الايرانية بقيادة روح الله الخميني التي دكت قلاع الجبروت دكا واقامت نظاماً شعبياً سرعان ما أطلقنا عليه وبدافع الدعايات الغربية المغرضة "نظام الملالي" ليضحى هاجسنا الجديد، ودفعنا بقعقاعنا نحو قادسية الدمار وصرفنا عشرات مليارات الدولارات لإيقاع بها والثورة لا زالت فتية ذنبها الوحيد أنها رفعت راية تحرير القدس وإزالة الغدة السرطانية اسرائيل من الوجود، فقامت قائمتنا ولم تقعد إلا بدمارها وعهدنا لسيدنا بإسقاطها طمعاً بالبقاء، فكان جزاؤنا أن يهاجم بطلنا القومي الكويت أقرب المقربين وأكثر الداعمين له في معركة البوابة الشرقية فبات بعد ذلك هاجسنا الجديد بفعل الدافع الأمريكي له ووثائق الاستخبارات العراقية والأمريكية تؤكد ذلك، ولم ترغد لنا عيناً حتى أسقطناه باتخاذنا اليهود والنصارى أولياء لنا فقام الربيع العربي بيننا ليشكل هاجس أنظمتنا الديكتاتورية الجديد .

سرعان ما تم القضاء على إرادة ورغبات شعوبنا العربية التي نجحت في إسقاط بعض الأنظمة الفرعونية والديكتاتورية والمستبدة وعادت الأمور الى مجاريها السابقة بدعم بترودولارنا وعبث أفعي الارهاب التكفيري الذي أولدناه وربيناه وأطعمناه بيدنا وبفتاوانا ودفعناه نحو أشقائنا ليعيث الفساد في البلاد والعباد وتسيل أنهار الدماء من العراق وحتى الجزائر وجمعنا عشرات آلاف الوحوش المتوحش من أقصى بقاع العالم نحو بلاد الشام وأرض الرافدين ظناً منا أننا سنبقى في أمان وسلام وإذا به ينقلب السحر على الساحر وتلدغنا مخالب عقربه السوداء فننفجر في البكاء في الكويت والسعودية ونصرخ الويل من الارهاب ، فما كان من حليفنا الستراتيجي إلا أن يفتعل لنا هاجس جديد بعد أن أحس إنكشاف الغطاء لوعي شعوبنا ووقوفها على حقيقة ما يجري في الوطن العربي من البحرين وحتى اليمن ومصر التي عاشت ثورة شعبية أسقطت نظاماً جاء بانتخابات ديمقراطية، وهناك قمع لإرادة شعبية تبحث عن الاستقلال والحرية؛ فكان لابد للنووي الايراني أن يكون هاجسنا الجديد رغم كل الضمانات الدولية بسلميته وعدم انحرافه نحو الشق العسكري الذي لا نبالي بوجوده في اسرائيل وباكستان والهند ونقيم منع أنظمتها علاقات وثيقة ووطيدة بالعلن دون حياء أوخجل، لتقوم القائمة مرة اخرى وتعود النعرات القومية لكنها من باب طائفي هذه المرة كونها تقف الى جانب فلسطين ونقف نحن الى جانب اسرائيل وهذه هي الحقيقة التي لا مفر منها .

الباحثة الخليجية - علياء القاسمي / الوعي نیوز
رایکم