۲۷۹۵مشاهدات
رمز الخبر: ۲۸۷۰۵
تأريخ النشر: 14 July 2015
شبکة تابناک الاخبارية: أرتأيت أن أكتب هذه المرة بلون آخر عن شخصية أبن عم رسول الله (ص) ووصيه ووارث علمه الامام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، أول ضحايا الارهاب التكفيري الذي أرسى أسسه الطلقاء وأبناؤهم وسار عليه أحفادهم حتى يومنا هذا، يضرب شرق الأمة وغربها ومن شمالها وحتى جنوبها دون إستثناء مستهدفاً حشود المصلين المؤمنين في بيوت الله التي فرض الخالق المتعال أن تكون أماناً للناس، لتستباح حرمة النفس وتسال فيها الدماء البريئة في العراق وسوريا ولبنان واليمن والسعودية والكويت ومصر وباكستان والهند وافغانستان كما سالت دماء مظهر الانسانية والعدالة السماوية وميزان الحق والحقيقة وسيف الله البتار في فجر يوم التاسع عشر من شهر رمضان الفضيل والمبارك في محراب مسجد الكوفة لتخضب هذه بذاك كما وعده الصادق الأمين (ص) .

فكان لي أن أنقل في هذا المقال القصير مشاهد بالغة الدقة والاعتبار وموثقة السند لا شبهة فيها أبداً من حيث الرواة الذين شارك البعض منهم في سقيفة بني ساعدة لينتزعوا من الامام علي عليه السلام خليفة الرسول الأكرم (ص) دون فصل هذا الحق؛ وشهادات أبناء الطلقاء وأحفادهم من أسس لعداء وتشويه سمعة أمير المؤمنين (ع) وتكفير نهجه وأهل بيته (ع) وحلل إستباحة دمهم ودماء أنصارهم ومحبيهم وشيعتهم ليس طيلة 70 عاماً من حكم بني أمية على منابر الشام فحسب بل على طول التاريخ الاسلامي على مدى حوالي 14 قرناً، لنقف معاً على ما نزل من مصائب على يعسوب الدين وقائد الغر المحجلين ومولى المتقين وأول المؤمنين والمسلمين.

كثيرة هي مناقب وفضائل الامام امير المؤمنين عليه السلام لا يستطيع العالم عدها وقد كتبت في فضائله الكثير من المصنفات والمؤلفات والمجاميع والمتتبع لكتب الفهارس يجد ذلك جليا واضحا والاحاطة بها ضرب من المحال فانه عليه السلام مجمع دائرة الكمال والفضائل بل منه استمد اهل الفضل فضائلهم واليه انتهت رئاسة اهل الفضل وذلك لانه عليه السلام يستمد من فوارة النور اللامتناهي ألا وهو الرسول المصطفى صلى الله عليه واله روحي وارواح العالمين له الفداء لانه سنخه وفرعه وكما قال عليه السلام انا من محمد كالضوء من الضوء - إبن أبي الحديد المعتزلي .

* المشهد الأول - يقول الخوارزمي في كتاب "المناقب" صفحة 40- الامام علي (ع) غرة المهاجرين، وصفوة الهاشميين، وقاتل الكافرين والناكثين والقاسطين والمارقين ، والكرار غير الفرار، فصال فقار كل ختار بذي الفقار، صنو جعفر الطيار، قسيم الجنة والنار.. كما جاءت على لسان "وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى "- سورة النجم 3و4؛ وجاء في "ينابيع المودة" للحنفي روى إبن السماك: إن أبابكر قال سمعت رسول الله (ص): يقول: لا يجوز أحد على الصراط إلاّ من كتب له علي الجواز؛ كما جاء في مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3/127، وكنز العمال 5/30 ؛ والجامع للسيوطي 1/374 ، والترمذي، وابن المغازلي 80، والاستيعاب 2/457 وغيرهم .

ويروي ابن حجر الهيثمي الشافعي في الصواعق المحرقة ص108 قال اخرج ابن السمان في كتابه (الموافقة) عن ابن عباس قال: لما جاء أبو بكر وعلي (ع) لزيارة قبر النبي (ص) بعد وفاته بستة ايام، قال علي لابي بكر تقدم (اي في الدخول إلى الحجرة التي فيها القبر الشريف) فقال أبو بكر لا اتقدم رجلا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه: علي مني كمنزلتي من ربي - اخرج الحديث محب الدين الطبري الشافعي في "الرياض النضرة "ج 2 ص 163، وفي "ذخائر العقبي" ص 64، وفي "الرياض النضرة" ج 2 ص 244.

* المشهد الثاني - قال عمر بن الخطاب: "عليّ أقضانا"؛ وقال: أني كنت إذا سألته أنبأني وإذا سكت ابتداني - رواه أبو هريرة وأخرجه ابن سعد "في الطبقات"، وجلال الدين السيوطي الشافعي في "تاريخ الخلفاء"، والحاكم عن ابن مسعود.

ويروى أن عمر بن الخطاب كان يتعوّذ بالله من معضلة ليس فيها أبوالحسن - ذكره جمع كثير من علماء السنّة ومنهم ابن عبد البرّ في "الاستيعاب"، وأخرجه بسند عن سعيد بن المسيب، والمحب الطبري في ذخائر العقبى ؛ وقال ايضاً: لولا عليّ لهلك عمر - رواه سعيد بن المسيب، وأخرجه أحمد وأبوعمر، وأبو المظفر يوسف بن قزاوغلي الحنفي في كتابه "تذكرة خواص الأئمة" في قضية المرأة التي ولدت لستة أشهر وأمر عمر برجمها فمنعهم من ذلك عليّ بن أبي طالب(ع) بعد ما بيّن سببه فقال عمر: اللهمّ لا تبقني لمعضلة ليس لها ابن أبي طالب - ورواه عليّ المتّقي الحنفي، وأخرج في كنز العمّال كلاماً لعمر بمضمونه وهذا نصّه: اللهمّ لا تنزلن بي شدّة إلاّ وأبو الحسن إلى جنبي – جاء في ذخائر العقبى، وعن يحيى بن عقيل، وعن أبي سعيد الخدري قال أنه سمع عمر يقول لعلي ـ وقد سأله عن شيء فأجابه: أعوذ بالله أن أعيش في يوم لست فيه يا أبا الحسن انتهى - جاء في كفاية الطالب، وأخرج الحديث بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس عن عمر ، وأخرجه ابن عساكر الدمشقي في تاريخه بطرق شتى.

* المشهد الثالث ـ أخرج العلاّمة ابن أبي الحديد: لمّا قال محفن بن أبي محفن لمعاوية: جئتك من عند أعيى الناس، ومن ابخل الناس، وذلك رداً على سؤال معاوية له: من أين أتيت؟ ـ ويقصد بكل ذلك الإمام عليّ(ع) .

فقال له معاوية: ويحك!! كيف يكون أعيى الناس؟! يابن اللخناء، ألعليّ تقول هذا؟! فوالله ما سنّ الفصاحة لقريش غيره.. ويحك! كيف تقول إنّه أبخل الناس؟! لو ملك بيتاً من تبر وبيتاً من تبن لأنفد تبره قبل تبنه.

وقال ابن قتيبة: ذكروا أنّ عبدالله بن أبي محجن الثقفي قدم على معاوية فقال: يا أميرالمؤمنين، إنّي أتيتك من عند الغبي الجبان البخيل ابن أبي طالب.

فقال معاوية: لله أنت!! أتدري ما قلت؟ أمّا قولك «الغبي»، فوالله لو أنّ ألسن الناس جمعت فجعلت لساناً واحداً لكفاها لسان عليّ(عليه السلام).

وأمّا قولك «إنّه جبان»: فثكلتك أُمّك هل رأيت أحداً قطّ بارزه إلاّ قتله؟

وأمّا قولك «إنّه بخيل»، فو الله لو كان له بيتان أحدهما من تبر والآخر من تبن لأنفد تبره قبل تبنه.

فقال ابن أبي محجن الثقفي: فعلام تقاتله إذاً؟

قال: على هذا الخاتم الّذي من جعله في يده جازت طينته.

فضحك الثقفي ثمّ لحق بعليّ (ع) – جاء في كتاب "الإمامة والسياسة": 101، "محاضرات الأُدباء" 2/387، وشرح نهج البلاغة لأبن أبي الحديد ١ : ٢٢.

* المشهد الرابع - جاء في كتاب "طبقات الحنابلة" للقاضي أبي يعلى الفراء البغدادي الحنبلي المتوفى 526 - الجزء الثاني  ص 358، ورواه الكنجي الشافعي في "كفاية الطالب"/ 72، ورواه أحمد في "إحقاق الحق" 17 / 209، عن مجمع الآداب للبخاري الفوطي: 3 ق / 1 / 594 طبعة بغداد، وجاء في مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3، وكنز العمال5، والجامع للسيوطي 1، والترمذي ، وابن المغازلي؛ قال وسمعت محمد بن منصور قال: كنا عند احمد بن حنبل فقال له رجل: يا ابا عبد الله ما تقول في هذا الحديث الذي يروى أن عليا قال: أنا قسيم النار؟ فقال أحمد: وما تنكرون من هذا الحديث؟! أليس روينا أن النبي قال لعلي: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق؟ قلنا: بلى. قال/ فأين المؤمن ؟ قلنا: في الجنة، قال: وأين المنافق؟ قلنا: في النار. قال: إذا فعلي قسيم النار!!

* المشهد الخامس والأخير- وفيما أنا أفكر بكتابة هذا المقال بعث لي أحد الأصدقاء حادث طرأ في أحدى الجامعات الغربية ذات الصيت الطويل والعريض، يقول: كنا قد دعينا لحضور حفل إطروحة تخرج الدكتوراه للطالب السعودي "عثمان الكلباني" المختصة بالدراسات الإسلامية في جامعة "إكسفورد" البريطانية حيث حصل شجار بين الطالب والأساتذة الذين كانوا من أهل السنة والجماعة أيضاً بخصوص التفسير الخاطئ للطالب السعودي معنى "الأنزع البطين" حول الإمام علي بن أبي طالب - حسب قول الطالب الكلباني "الأنزع من الشَعَر وبطين البَدن"

فجاء الرد من رئيس اللجنة البروفيسور "طارق خان" بقوله للطالب هذا تفسير خاطئ حيث ان من كُنى خليفة رسول الله (ص) الإمام علي بن أبي طالب المعروفة "الأنزع البطين" غير هذا فأنتَ فسرت هذه الكنية على ظاهرها اللغوي، ولكن التفسير الصحيح لهذه الكنية هو "الأنزع من الشِرك البَطين من العلم" وأن الأنزع كناية عن امتناع الشرك فيه، والبطين كناية عن كثرة العلم والايمان واليقين لديه، لا ضخامة البطن ولا قصير القامة في رواية واحدة ضعيفة السند لا اصل لها مدسوسة من أعداء علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. وروج لها "بن تيمية" في العصر الحديث وهو يجهر بالعداء لعلي، فقوله هذا غير حجة على المسلمين.

وأكد رئيس اللجنة البروفيسور "طارق خان" ان هذا التفسير الخاطئ جاء بزمن الحاكم الأموي "معاوية بن أبي سفيان" حيث كان شديد الكُره والعداء لآل بيت رسول الله، وخاصة علي بن أبي طالب، حتى إن هناك روايات كثيرة تقول ان معاوية تحالف مع الخوارج لقتل خليفة رسول الله علي بن أبي طالب وهو من دفعَ بعبد الرحمن بن ملجم لتنفيذ هذه الجريمة النكراء.

كما تحدث عضو لجنة المناقشة البروفيسور "خالد الدمنهوري" ليرد على الطالب السعودي بقول: أردت ان أعلق على إجابة الباحث الكلباني، حول معنى "الانزع البطين وأمور آخرى" وقولك ان الخليفة الراشد علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) وقولك على كل خليفة من الخلفاء الذين سبقوه بـ"كرم الله وجهه" هذا غير جائز لأن علي بن أبي طالب وحده من الخلفاء الذي كرمه الله بهذه التكريم لأنه لم يسجد لصنم ولم يكن مشركاً على العكس ممن سبقه في الخلافة لِذا إقتضى التنويه.

وقولك كان "سمين وقصير" هذا غير صحيح كذلك ولم اقتنع بهذا الوصف، خاصة وصف القصير والسبب انه يتنافى ويتضارب مع شخصية الخليفة "علي" البطولية في المعارك والشجاعة التي ميزته عن غيره من الخلفاء، عندما كان يُصارع صناديد العرب كمرحب وابن ود.....و اجزم من ذلك من الناحية العقلية بأن علياً لم يكن قصيراً .كما ان الخليفة الراشد علي جزَ عنق عمرو بن ود الصنديد فأيضا كيف لو كان قصير ان يصل الى عمرو الطويل و يقطعه بسهولة؟.

وقال: ان علياً كان سمين حسب قولك، هذا مُجافي للحقيقة، حيث يروي المسلمين بإختلاف مدارسهم الفكرية وكذلك في منهاج الأزهر الشريف حيث تعلمنا انه كان قوي البُنية وعظيم اليدين نحيف البطن من شدة الزُهد.. وأجمع المسلمين على إن علياً كان في الحرب فارساً لا يُشق له غُبار يلسع بسيفه ويتنقل في الحرب من مكان إلا آخر كالنحلة، فكيف من يمتلك هذه المواصفات الفريدة والشجاعة الفائقة التي لم يذكر لنا التاريخ ان هناك صحابيا امتاز بالشجاعة مثل علي بن أبي طالب وهو وزير دفاع رسول الله (ص) في الحروب أن تُلصق به هذه التُهمة البليدة.
رایکم